النجمة السادسة للشيراتون وصفي التل!

طلبة نيوز - بلال خصاونة
أخطأ الشهيد وصفي التل في النحو يوماً، فقال له احد الصحفيين، دولة الرئيس مخزونك النحوي قليل!،فرد وصفي: لكن مخزوني الأردني كثير وهذا يكفي!
في الوقت الذي لم يعد المخزون النحوي ولا حتى المخزون الأردني حاضراً عند أغلب المسؤولين في وطني، تستذكر الأسرة الأردنية راحلاً كبيراً رسم بدمه نجمة سادسة وضعت إلى تلك النجوم الخمس على باب الشيراتون في القاهرة، نجمة ستبقى مضيئة إلى الأبد على ذلك الباب الذي قُتل العفاف واغُتيل حب الوطن على عتباته بيد ثلة حاقده زرعت رصاصات الغدر في صدر الحق، لتنقل لوسائل الأعلام سبقاً صحفياً بعنوان "قُتل وصفي" !
وصفي ذلك الرجل الذي لم اعاصره جسداً حالي كحال العديد من الشباب، بل عاصرته روحاً سكنت أولئك الأردنيون الأحرار البسطاء ، الذين وجدوا فيه دولة من البساطة والتواضع ، فوجدوه قريبآ بينهم مثلهم تمامآ ، يأكل من أكلهم وينام على فراشهم ويستدين المال مثلهم ولربما منهم ، كان لا يختلف إلا بمنصبه الذي لطالما غيّر عنهم أقرب الناس ولكنه لم يغيره ، فقد بقي المحب لهم ولوطنه وأمته وقضيته.
دفع وصفي ثمن مواقف الشرف والرجولة من دمه ، لكنه لم يستطع أن يدفع ثمن تراكتور وطرمبة ماء ومحراث وثمن بذور واشياء اخرى كان قد استدانها من الإقراض الزراعي ، واليوم يدفع الوطن من دمه ثمن فساد واستهتار وعهر مسؤولين كانوا مثل وصفي في المنصب ولكن لم يكونوا مثل وصفي في المسؤولية ، لهذا أحب الأردنيون وصفي وكرهوا من ليس مثل وصفي .