TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الملكة رانيا تضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية لإخراج التعليم من عنق الزجاجة
06/09/2016 - 4:45am

طلبة نيوز-

كتبت : امان السائح
ارادة .. عزيمة .. فخر .. وارقام من قلب الواقع الاليم تضمنتها كلمة جلالة الملك رانيا العبدلله ظهر امس، امام ما يزيد على 400 شخصية وزارية وسياسية واجتماعية ونيابية وشعبية واعلامية ابان حفل اطلاق استراتيجية تنمية الموارد البشرية، وهي تبهر الجميع كعادتها بحالة من الارقام وملامسة الواقع لا بل والاعتراف بالاخطاء التعليمية التي تعتري مجتمعنا منذ عشرات السنين وهي بذلك تحمل عبء المسؤولية وعظم المأساة لشخصيات كانت حاضرة بالطبع وضعتها كلمات جلالتها امام محك التحدي وربما القهر وربما احيانا التقصير الذي اوصلنا الى ما نحن عليه الان من تردٍ بواقع التعليم .. ولابد من وقفة مختلفة ..وذات صوت ليس عاليا فقط بل صاحب بصمة تغيير.
ليس كمثل كلامها حديث وليس يشبه ارادتها وصراحتها واعترافها بالاخطاء احد .. كيف لا وهي ملكة لابد للجميع ان يعترف ويضعها بكل فخر واعتزاز كمرجعية وصوت حق لا يمكن لشخص ان يتحدث بلغته، وهي تضع الامور واضحة امام الجميع وتقول نحتاج الى عشر سنوات كي نكون على خريطة طريق العالم بالتعليم، مفاتيج وارقام ودراسات تكشف عن اوضاع كارثية، ربما العديد من الحاضرين لا يعلمون عنها شيئا وجلالتها من اضاءت لهم طريق المعرفة تلك.
 كيف لا نؤمن بكل تفاصيل حروف كلمتها امام هذا الجمع غير المسبوق وهي تلقى السند والدعم ونظرات الاعجاب والاعتراف بكل ما قالت، من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يؤمن بان الاردن لن ينهض الا بتعليم رائد وموهبة كما قالت جلالتها باعتبارها الاساس وعلينا ان نؤمن بان في بلدنا مواهب وقدرات يجب ان نرعاها ونتطلع اليها بعين المستقبل .
جلالتها امس احرجتنا جميعا وساندتنا جميعا في حالة متناقضة اشبه بالانبهار بما قالت، فجلالتها وهي تحمل كل فرد مسؤوليته من وزارة تربية وتعليم ووزارة تعليم عال ومؤسسات مجتمع مدني وحكومة واعلام، دوره بانه قصر واوصلنا الى ما نحن عليه من ترد في واقع التعليم، تقدم ايضا املا بانه لا يمكن ان نقول « فات الاوان « فالاردن كعادته كما قالت جلالتها ينهض من كل الالام ليصنع الامال، وتقول بعين الأمل والتفاؤل سنحقق شيئا للمستقبل وسنفتخر ربما بعد عشر سنوات بهوية تعليمية اردنية تنافس العالمية، وسيذهب الطفل الى مراحل مدرسية صغيرة وهو متفائل فرح بان شيئا سيضاف له، لا ان يصل الى الصف الثاني وهو لا يعلم شيئا عن القراءة والكتابة!!.
جلالتها وهي تقدم عرضا للواقع الاليم، قالت انه ورغم شعورها بالالم ان تعيد هذه القصة، لكن اين الاجابة في حالة طالب انهى الثانوية العامة في المدارس الاردنية وتوجه ليقدم امتحان الثانوية العامة ليكتب على راس صفحة اجابته بانه امي لا يقرأ ولا يكتب ؟؟ ..وجلالتها بذلك تفتح ملفا ساخنا امام الجميع بان ما يحدث في بعض مدارسنا كوارث يجب عدم الصمت حيالها.
رئيس جامعة الزيتونة رئيس احدى اللجان الفرعية للجنة الموارد البشرية د. تركي عبيدات اعتبر خطاب جلالتها اليوم شاملا ومتكاملا وجسد فهمها العميق لمشكلة التعليم بالاردن من جميع جوانبه ودعمت خطابها بالارقام والدراسات وهي تعكس حالة متقدمة بالاردن وبان جلالتيهما يدركان جيدا حجم المشكلة وتفاصيلها وما هو المطلوب من الدولة الاردنية العامة والخاصة.
ولم يخف انبهاره بالخطاب الذي وصفه بالخطاب الفريد وطرحت جلالتها العديد من القضايا التي اظهرت مواكبة جلالتها ما يدور في مدارسنا بكل مكان وان جلالتها تعي جيدا ابعاد هذه المشكلة وتاثيراتها السلبية على الاجيال القادمة ومستقبل التنمية والتطوير بالاردن وجسدت مقولة لصاحب الجلالة الملك الحسين بن طلال، الانسان اغلى ما نملك وهو الذي دعت له بانه يجب ان نستثمر بالانسان بكل طاقتنا.
وتابع عبيدات ان اجمل ما قالته جلالتها ان المعرفة لا تكفي، فالابداع والريادة والابتكار يجب ان نغرسها في ابنائنا وهذه مسؤولية جمة وضعتها جلالتها امام الجميع بانه يجب البحث عن ما وراء الانسان ومنحه فرصة للنهوض والتحليق بابداعاته.
واعتبر عبيدات ان الخطاب كان محاكمة للجميع ومحاكمة للعقل والضمير لجميع المسؤولين الذي تقلدوا مناصب في قطاع التربية والتعليم والتعليم العالي، ويبقى السؤال الذي وضعته جلالتها امام الجميع انه لماذا تأخرنا؟؟ لماذا اصبحنا في ذيل القائمة؟؟ واين دور المدرس والمعلم ؟؟.
وتابع عبيدات ان جميعنا غادر المكان وهو يشعر انه مسؤول عن الذي تحدثت عنه جلالتها بشكل مباشر او غير مباشر، مؤكدا ان علينا جميعا لعب دور وكان كل واحد هو المسؤول الوحيد عن التردي الذي وصل اليه تعليمنا، مؤكدا ان دوره كرئيس جامعة اعلاء شأن جامعته وطلبته على المستوى الاقليمي والعالمي وتحسين نوعية الخريج من خلال التركيز على براءات الاختراع والجوائز العالمية والتركيز على بحث يتناسب مع قدراتنا واولوياتنا واعطاء  العنصر البشري الاولوية الاهم.
لا يختلف اثنان على عمق كلمات جلالتها التي جاءت بالفعل كمحاكمة عادلة للجيمع بالاردن، لكن الاهم هو اعتبار هذه الكلمات الرائعة والهامة والعلمية بامتياز رسما لكل تفكير قادم في الحياة، والارقام عنوان الغد وبعد الغد وللابد، من اجل كما قالت جلالتها ارادة ومستقبل اردني الهوية وعالمي المضمون.
شكرا جلالتك لكل ما قلت وقدمت وكل ضمير حي» والخير باذن الله موجود « سيحاسب نفسه اولا وسيخضع نفسه كل لحظة للمحاكمة، لان الاعتراف بالخطأ هو بداية الاصلاح لمن يعلم ذلك .
والجميع بانتظار ان يتحول الاحتفال العظيم باطلاق استراتيجية تنمية الموارد البشرية التي لاحقت الطفل منذ اولى خطواته الى ان ينصهر بسوق العمل، الى ادوات ملموسة على ارض الواقع.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)