طلبة نيوز

الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة
يُبرق شكوى إلى مليك الدار والديار الدّوالةِ بتقصيرِ وعّاظهِ وإعلامِ ديوانهِ الوكّالة
يؤصّل نفسه برسالةٍ ملوكيةٍ إلى مؤصّل الأصالةِ، وحاملِ الرسالةِ، ومنشئ تعاليم المقالةِ، ودليلِ سادةِ الحمّالةِ، ووريثِ تاريخ بدرٍ وأحد ومؤتة واليرموك وثورة العرب المصهالة.
لهافَ القلوبِ، هوّن عليك فإنّ ربيعاً هشاً من حولِنا قد تساقطت أوصاله المرهالة، وبانت عوائبُ الحكّام المتجافين لشعبهم بعد المهل والإمهالة، وتعالوا على تجربة عمون الهاشمية المبهارة الهوّالة، ولم يلتفتوا إلى براعمِ النبتِ المتجددِ في الأردنِ زهي الزهرِ متجددِ الريعِ جوّالة، ربيعٌ هاشميٌ سندهُ هاشمٌ، هشّم بعصاه عيداناً يابسةً وأبقى أغصاناً مرويّةً بمنوالة، يا راعيَ الدارِ أفدتنا بتجاربَ حضارةِ الأمم التي نهلت من حضارتنا بمكيالة، أرهنتَ نفسكَ طائراً في سماءِ المعرفةِ والعزِّ يا صاحبَ الخُلقِ، كفاكَ فخراً أنّك مالكُ قلوبِ شعبِ أبناءِ الباديةِ وملكِ الملوكِ مطوالة.
يا ابن النبي عِدّتُك وزادك الإسلامُ المُنزل لكلِ زمانٍ ومكانٍ ويا خير منزالة، كفانا منك صراحةً يعجزُ مسيّد الحكمِ في بلاد شتى تبيانه، فأنت معراب المُلكِ والجلالةِ المجّالة، وسيكفيكَ منّا عقداً وعهداً وبيعةً من الدُررِ، نظمناها لك في سلكِ ذهبٍ لا يصدأ بدهرٍ ولو كانَ هوّالة.
ملكُ المَلاحةِ والصراحة، عوّدتنا نُسمِعكَ مصروحَ مكنونِ أنفسِنا، وما يجولُ بخواطرنا الهذالة، فالشعبُ الحرّ تحرره من فكرِ قائدِ الحريّةِ وهذا سرّ الكفالةِ، نبدأ بوعّاظك الذين هم عن الوعظِ في غائطِ المالِ والتمرتس خلفَ كراسيهم الدوارة المخوالة، أبصارُهم لا تفارقُ التمعنَ في جيوبهم المملؤة، وأيديهم موضوعة على أدراجِ مكاتبهم مُبحرينَ بين طيّات أوراقِ شيكاتهم المبنوكة مرزّمة بذّالة، وخيالهم الواسع يسطو على ترتيب سلمِ ترقياتِ مناصبِ أبنائهم، والشعبُ يكفية حميد قاماتهم الخصّالة، هائمين جزافاً لعبادةِ اللهِ وهم ينهبون عباداً للهِ شاكرين طائعين، ينتظرون على أرصفةِ الشوارعِ المكّالة، شعبُ أبناءِ الباديةِ أوهِمَ من الوعّاظِ، أنّ المترفين جاءهم رزقٌ من اللهِ فالحاسدُ له نارٌ حمئها مَصّالة، وعّاظٌ أقنعوا شعبَ أبناء الباديةِ أنّ الفقرَ ابتلاءٌ من اللهِ، فالصبرُ على الغني المستغل نجاةٌ لهم من يوم القيامة المجزالة، وعّاظٌ يُطلّون علينا من شاشةِ التمثيلِ ويُشعروننا أنّ قلوبَهم معنا، ولكنّ سيوف جورهم مشرّعةٌ علينا سلاّلة، وعّاظُ حجبوا الرؤيةَ عنّا لرؤيةِ بهيجِ نورِ الأنوارِ ومشكاةِ القنديلِ المضياءِ الهيّالة، وعّاظٌ مؤمنين أنّ السياسةَ لا تدخلُ في شيءٍ إلا أفسدته، ولم يحسبوا حساب جياع أفواه المثكالة، وعّاظٌ تأبطوا السياسة دونَ علمٍ أو وعي وظنوا أنّهم مُبهرين من لا يجدُ قوتَ يومهِ وساءَ ظنّهم أننا نحنُ لهم مُهاّلة، وعّاظٌ اتخذوا التزليف منهجاً وتفرّعوا بكلامهم المضحك مخرّجاً أوقاتَ الجدّ وفي داخلهم اجتفالة، ووعّاظٌ تعهدوا بتقريبِ اجتماعِ أبناءِ الشعبِ مع المليك بعدَ أمرهُ لهم ثمّ حاذوه محّالة، ووعّاظٌ امتهنوا الدين لإيجادِ مخرجٍ وخالهم أنّ المليكَ وريثَ دين مكة ويثرب ومنهما خرج التشريعُ الذي تلقّاه جدّه المحبوب بُجّبالة، وعّاظٌ على الشعبِ أقلامُهم كابنِ حزمٍ وسيوفهم كسيفِ الحجّاجِ خفيةً عن ولي الأمرِ وراء ظنّهم، فهيبةُ أبي الحسينِ صوّالة، وعّاظٌ تعنّقوا بسلاسلَ فضّةٍ من حلالِ الرعيةِ وتختّموا بخواتمِ الذهبِ وستؤدى لنا بعدالة.
إعلامُ ديوانٍ وجههُ مصحاف صورياً لا يجسرُ أنْ يوصلَ فكرَ المليكِ للملأ البهيّ المكحالة، تتلجلجُ أفواههم لعثمةً في صدِّ سهامِ سمومِ الحقّادِ والمجحفين بحقِّ الوطنِ صعبَ الشمالة، غارقين في هالةِ إعلامهم منفصلين عن همومِ رعايا المليكِ لا ينقلونها بشفافيةِ الإعلاميّ الحريصِ بمحصالة، أظفوا على أنفسهم غطاءَ النرجسيّة فهم لها ليسوا مجيدين ولا لحقيقة الديوانِ قلب الأردنيين قادرين مفعالة، تاهوا بمجدِ الوهمِ، آنفين أن يوقنوا أنّهم سطوةُ لسانِ المليكِ متابعين لمشاهدةِ إشعاعِ سياسته الصادقة المصقولة، غائبين في صالوناتِ الديوانِ متتبّعين لأخبارِ تنصيبات بعضهم، وجعلوها جُلّ إعلامهم المكسولة، سمّاعين لأخبارِ محطاتٍ تنشرُ أخباراً ولكن هيهات أن يكونوا لها محللين، غيرَ مدركين أنّ هدفها ماديٌ، فأينَ هم من لهفةِ شعبٍ يرغبُ بصدق الخبرِ وينأى بنفسهِ عن ابتداعِ اللغطِ والتشدقِ المغلولة، هاتيك إعلاميو ديوانٍ ابتعدوا عن التقليدِ البالي فلن يجدِ سبيله مسبولة.
ملكُ القلوبِ، هذهِ برقيةٌ تفجّرت من أعماقِ أحشائنا فأنت بعدَ اللهِ الملجأ المجلولة، صدقناك القول وسئمنا ممن يعيشُ في قوالبِ التجميلِ المحولة، شعبٌ يُخفي في داخل أنفاسهِ وأمعائهِ حنقاً وجوعاً ووعّاظك وإعلاميوك يعلمون ونحنُ منكَ خجولين وجوارحُنا معلولة.
رئيس الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة
الدكتور موسى بني خالد