TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المقاطعة.. بين المعلمين والبرلمان
08/02/2014 - 1:00am

طلبة نيوز-سميح المعايطة
المقاطعة والمشاركة موقفان من حق أي طرف ان ينحاز الى احدهما باعتباره خياراً ديمقراطياً، ولهذا فالحديث ليس موافقة او رفضاً لمبدأ المقاطعة، وان كنت من المؤمنين ان المشاركة والحضور هي الاصل وهي التي تدعم عملية الاصلاح وتساهم في التغيير وليس الجلوس في البيت.
لكن استوقفني – كما استوقف آخرين – ما يجري في نقابة المعلمين من جدل حول المشاركة في الانتخابات القادمة للنقابة والمقررة في نيسان القادم، وهو جدل متوقع في ظل التجاذبات داخل قيادة النقابة وعلاقتها مع قوى اخرى داخل قطاع المعلمين، وهي قضية بحاجة الى علاج جذري اذا اردنا للنقابة ان تذهب نحو انجاز خدمات للمعلمين.
لن ادخل في تفاصيل الخلاف والتجاذبات لكنني اتوقف عند الجدل حول المقاطعة حيث ينحاز مجلس النقابة الذي تسيطر عليه جماعة الاخوان المسلمين الى المشاركة، وقرأنا جميعا يوم الخميس (6/ 2/ 2014) تصريحاً للناطق الاعلامي لنقابة المعلمين، يصف فيه دعوات مقاطعة انتخابات نقابة المعلمين بأنها (تعبير عن الافلاس البرامجي وانعدام الرؤية النقابية لدى الداعمين لها، وترديد لمفردات ومواقف فكرية مسبقة لا تمت للعمل النقابي والمهني بصلة..).
ويضيف الناطق الرسمي للنقابة: "كما ان البعض يستبق هذه الانتخابات بالدعوة الى مقاطعتها تعبيراً منهم عن الفشل في استقطاب المعلمين واعتماد لغة التجريح والاتهام بعيداً عن اية ادلة او قرائن هي خير دليل على هذا الافلاس"..
اما ختام التصريح فيقول: "ان المشاركة بكل ايجابية في هذه الانتخابات هي ما يصنع المستقبل الزاهر للنقابة والمعلم والوطن".
مرة اخرى نحترم حق اي طرف بالانحياز الى اي خيار سلمي ديمقراطي ونتمنى ان يكون موقف النقابة تطوراً في فكر جماعة الاخوان نحو المشاركة واعتبارها الاصل وانها هي الطريق لصناعة مستقبل زاهر للوطن والناس.
نقول هذا بعد مقاطعة اصبحت هي الخيار الاسهل خلال اخر موسمي انتخابات نيابية وقرارات مقاطعة كانت تصدر بشكل مبكر وقبل اكثر من ستة شهور على موعد الانتخابات كما كان حال الانتخابات النيابية الاخيرة.
هنالك فرق بين انتخابات نقابة وانتخابات نيابية، لكن معسكر المقاطعة في نقابة المعلمين لديه مبررات واسباب ووجهة نظر باداء المجلس، لكن تقييم مجلس النقابة لفكرة المقاطعة انها "افلاس برامجي وانعدام الرؤية وترديد لمفردات ومواقف فكرية مسبقة" فهل الحماس للمشاركة واعتبار المقاطعة افلاسا لان المجلس هو السلطة والاخرين هم المعارضة.
وأتذكر هنا في زمن حكم الاخوان في مصر يوم كان الاستفتاء على الدستور كيف خرجت الفتاوى والاراء السياسية التي تدعو للمشاركة، بينما كنا في الاردن نسمع آراءً ترى المشاركة عبئاً وتدعو الناس للمقاطعة.
اتمنى ان يكون الخيار الدائم للاخوان هو المشاركة واتمنى ان يكون موقف مجلس النقابة تحولا فكريا وبُعد تقييم من الجماعة لعدم جدوى المقاطعة وليس لاختلاف المواقع والمصالح.
فالمشاركة هي الطريق للتغيير والمشاركة فكر سياسي وليست قرارا اداريا، مع ان الجميع يذكر ان المقاطعة كان يمكن ان تزول لو وافقت الدولة في حينه ليس على تعديل قانون الانتخاب فقط بل على تعديل للدستور يشمل صلاحيات جلالة الملك.
اذا كانت مقاطعة انتخابات النقابة افلاساً برامجياً وانعداماً للرؤية فإننا نتمنى ان يكون هذا التقييم ايضا لمقاطعة المؤسسات الدستورية والانتخابات والاعتقاد ان الشارع هو الحل.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)