طلبة نيوز - أ . د . ماهر المبيضين / عميد كلية الآداب / جامعة مؤتة
الخبر
في ظل هذا الدمار الكبير الذي تشهده البنية التحتية في غزة من آلة الدمار والهمجية الإسرائيلية ، وهذا القصف الذي لم تسلم منه المشافي والمراكز الصحية ، ودور العبادة والمدارس التي غدت مراكز إيواء للهاربين من شبح الموت ، إلا أن نشامى الجيش العربي والخدمات الطبية الملكية نشامى أبي الحسين صامدون يؤدون رسالتهم الإنسانية بأداء محترف ومقدرة كبيرة على التحمل في ظل الوضع الكارثي والقصف العنيف الذي يحيط بهم .
إنهم آمنوا برسالتهم الإنسانية التي تعلموا مبادئها وأسسها في مدرسة الهاشميين ، هذه المدرسة التي ما توانت يومًا عن تقديم رسالتها النبيلة وواجبها الإنساني لكل الأشقاء العرب والأصدقاء الذين تعرضت بلدانهم لكوارث طبيعية وغيرها .
إن الأردن بما تمليه عليه أمانة المسؤولية وأداء الواجب الإنساني يواجه تحديات جسامًا في سبيل أن يستمر المشفى الميداني الأردني في غزة في تقديم واجبه الإنساني ، وبناءً على هذا الإصرار جاءت الشهامة الأردنية والإصرار من جلالة الملك وبأمر ملكي عاجل بإيصال المساعدات الطبية اللازمة للمشفى عن طريق طائرة من سلاح الجو الملكي حملت معها الإغاثة والأمل في إنقاذ الجرحى والمصابين الذين يتدافعون بأعداد كبيرة طلبًا للعلاج ، وهي الطائرة الوحيدة التي هبطت هناك رغم كل المخاطر والتحديات في الجو والأرض .
نعم ، إنهم نشامى الجيش العربي القابضون على الجمر هناك والصامدون الذين يمارسون عملهم بحرفية ، وقد استمدوا العزم والهون من الله أولاً ثم من قائدهم الأعلى للقوات المسلحة الذي يطمئن عليهم باستمرار ويتابع أخبارهم وإنجازاتهم الطبية على أرض الواقع ، وبالأمس القريب كان هناك اتصال مباشر معهم من صاحب السمو ولي العهد اطمأن من خلاله على أوضاعهم وقد كان لهذا الاتصال الأثر الإيجابي في رفع معنوياتهم وزادهم عزمًا وقوةً واصراراً على تأدية واجباتهم على أكمل وجه ، في أحلك الظروف وأصعبها التي يواجهونها في غزة .
حفظ الله الأردن وقائده وولي عهده الأمين من كل شر ، وحمى الله نشامى المشفى الميداني الأردني في غزة من كل سوء