TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اللغة العربية: أزمة حائرة بين مدرج الجامعة ومقعد المدرسة
04/03/2014 - 4:30am

طلبة نيوز-الغد

عمان- حالة من الذهول سيطرت على أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأردنية، عندما بدأ طلبة بالسنة الأولى، يقرأون في مساق "فن الكتابة والتعبير"، بعد أن طلب من كل طالب إحضار نص، أو كتاب، في المحاضرة ليُمتحن فيه بالقراءة.
الأخطاء النحوية "الفادحة"، والتأتأة، وعدم مراعاة علامات الترقيم، تهون أمام العجز التام لأحد الطلاب، عن القراءة بلغة سليمة، وهو ما أثار حنق الدكتور ليسأله: "كيف نجحت توجيهي يا ابني؟ وشو داخل لغة عربية تعمل؟!".
طلبة جامعيون في تخصصات مختلفة، بما فيها اللغة العربية، لا يجيدون مهارات لغتهم الأم، سواء قراءة أم كتابة، حيث الأخطاء، بل "الكوارث" الإملائية والنحوية وركاكة الصياغة.
ولا يقتصر هذا الضعف، الذي رصدته "الغد"، على طلبة البكالوريوس، بل يمتد إلى الدراسات العليا، حيث تزخر رسائل ماجستير ودكتوراة بالأخطاء! مروراً بأخطاء لغوية في أسئلة امتحانات للمرحلة الأساسية.
ولم تنجُ من هذا الوباء "الوثيقة التاريخية"، التي أنهت إضراب معلمي المملكة، بتاريخ 20 شباط (فبراير) 2012، والتي وقع عليها وزير التربية الأسبق وممثلو نقابة المعلمين، إذ تحتوي 4 أخطاء يعد أحدها "فادحاً".
وبدا لافتا ان "أل التعريف"، تغيب عن قاموس بعض الطلبة، فيما يجهل العديدون كتابة همزات الوصل والقطع، وطرق كتابة الهمزة بأشكالها المختلفة، وتغيب المقدرة على التفريق بين التاء المربوطة والهاء، والتاء المربوطة والمفتوحة، مرورا بأسماء الإشارة، وليس انتهاء بحروف الجر، التي تحولت، لدى البعض، إلى أدوات للنصب! وغياب استخدام المثنى ليحل مكانه الجمع بكل الحالات!، وغيرها من أخطاء، تتعلق بالأفعال وحالات إعرابها، لا سيما عندما تسبق بأداة جزم أو نصب.
ومن الأخطاء التي رصدتها "الغد"، أيضا، عدم التمييز بين بعض الحروف بشكل عجيب؛ كالخلط بين حرفي الظاء والضاد، والسين والصاد، كما أن طلبة يخطئون في كتابة أسمائهم!
أكاديميون ومختصون علقوا الجرس، وأقروا أن هناك "خللا كبيرا" في تمكن الجامعيين من قواعد لغتهم الأم، فغالبية الطلبة، وفق المختصين "لا يتقنون مهارات الكتابة السليمة بالعربية".
الخطر الذي يهدد لغة الضاد يكمن باستمرار تخريج جامعيين لا يتقنونها، لينقلوا التجهيل للناشئة، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية، وفق مختصين.
وحمل أساتذة جامعيون ومسؤولون وزارة التربية والتعليم مسؤولية ضعف الطلبة بمهارات اللغة العربية، لافتين إلى أن "مدخلات الجامعات مخرجات المدارس".
وطالب مسؤولون بـ"إصلاح منظومة التعليم العام والعالي على حد السواء"، لا سيما بعد تدني نتائج امتحان التوجيهي في الدورة الشتوية الاخيرة، وإقرار وزير التربية قبل أشهر من النتائج، بأمية تتفشى بين 22 % من طلبة الصفوف الأساسية.
وجود مشكلة حقيقية في إتقان اللغة العربية، والخشية من "أمية" تجتاح المجتمع، يتطلب من جميع المؤسسات اجراء دراسات ووضع خطط استراتيجية، للوقوف على الأسباب ومعالجتها، ليستعيد الأردن مكانته التي حققها على مستوى التعليم العام والعالي.
تعليم متدهور وجرس يقرع!
"التعليم متدهور"، بهذه العبارة استهل وزير التعليم العالي والتربية الأسبق د. وليد المعاني حديثه لـ"الغد"، حيث أقر بوجود مشكلة تنمّ عن "خلل" في قدرة كثير من الطلبة على الكتابة السليمة، الخالية من الأخطاء اللغوية والإملائية؛ حيث "لا يستطيع بعض الطلبة أن يكتبوا موضوعا إنسانيّاً أو استدعاء رسمياً بصورة صحيحة".
وينوه المعاني، رئيس الجامعة الأردنية الأسبق، إلى أن الطلبة "لا يتلقون مهارات اللغة العربية بصورة سليمة، فهناك تدنٍّ في مستوى تعليم لغة الضاد"، مرجعاً ذلك إلى "طرق التدريس في المدارس لا الجامعات"، حيث تجري في الغالب بالاعتماد على "التلقين لا على الفهم".
الجامعة، وفق المعاني، "لا تعلم القواعد والكتابة ومهارات اللغة المختلفة"، فالطلبة الذين يدخلون الجامعات هم "نتاج التعليم العام"، وينبغي أن يدخل هذه المؤسسات "من هو مؤهل لدخولها".
من جهته يشير أستاذ اللسانيات في جامعة "مؤتة" د. يحيى عبابنة إلى أن الضعف الذي يعاني منه الطلبة في الجامعة بمهارات اللغة العربية المختلفة "لا يتوقف" عند تخصصات بعينها، بل هو "ضعف عام يشملها جميعاً بما فيها اللغة العربية".
ويتابع أن هذا الأمر "لا يعني" الطلبة الجامعيين وحدهم، بل هو ضعف ينسحب على المدارس قبل الجامعات.
ويتفق رئيس اللجنة العليا للخطة الاستراتيجية لتطوير الجامعة الأردنية د. هاني الضمور مع المعاني في أن الجامعة "ليست مسؤولة عن ضعف مهارات الطلبة اللغوية، بل الضعف يبدأ من المدرسة"، وتحديدا المرحلة الأساسية، التي على الطالب أن يتعلم فيها مهارات اللغة العربية والحسابية.
ويشدد الضمور على أن مخرجات طالب الجامعة من مدخلات التعليم العام "التربية والتعليم"، منوها إلى أن ما "تفرزه المدارس تتلقفه الجامعات"، مشيرا إلى أن عملية مهارات اللغة والتعليم "تراكمية".
التربية والتعليم "مقصرة"
لم يتحرج طالب السنة الثالثة "جرافيك"، في إحدى الجامعات الخاصة، من القول انه لا يتقن الكتابة باللغة العربية السليمة، حتى إنه كتب اسمه خطأ على دفتر محاضراته: "رظوان"!
يقول رضوان "اجتزت التوجيهي بأدنى حد للنجاح في العربية، وتوجهت لجامعة خاصة، ولا يحتاج تخصصي أن أكون بارعا بالعربية"!.
لكن الغريب أن رضوان، لا يتقن، أيضا، الإنجليزية، وكل ما يعرفه في دراسته مجرد "ألوان ورموز وصور يعرف كيفية عملها عمليا، على شاشة الحاسوب فحسب" كما يقول.
وعندما سألته "الغد" عن كيف سيدخل سوق العمل بمهارات ضعيفة باللغتين العربية والإنجليزية، أجاب أن الأمر لا يشغل باله حاليا، ولم يفكر فيه، ليتابع ساخرا "لما ييجي الصبي بنصلي ع النبي"!
ويكشف أستاذ الفلسفة في جامعة فيلادلفيا د. توفيق شومر أن هناك "إشكالات" كبيرة في التربية والتعليم في الأردن، ويجب العمل وبشكل "سريع وجذري" نحو تغيير واقعها، وإلا سيتحول التعليم في المملكة إلى "تجهيل".
ويحمّل عبابنة المسؤولية الأولى عن ضعف مهارات الطلبة الجامعيين باللغة العربية لوزارة التربية، التي يرى أن اهتمامها بالعربية "أقل" من اعتنائها بالمواد الأخرى، كما أنها "لا تدعم خريجي اللغة العربية ولا برامج إعداد معلميها".
نقيب المعلمين مصطفى الرواشدة، يقر بوجود "ضعف شديد" في مهارات الطلبة اللغوية، ويصف المشكلة بـ"المركبة"؛ ويقول "مدخلات الجامعات هي مخرجات المدارس، ومدخلات المدارس هي مخرجات الجامعات"، وبذلك لا يمكن إصلاح الأمر والخروج من عنق الزجاجة، دون التركيز على الصفوف الأساسية، من حيث تنمية وتطوير مهارات اللغة والخط والإملاء والحساب.
ويرجع الرواشدة ضعف الطلبة بالعربية إلى عدة مدخلات هي: المنهاج والمعلم والمهارات وأساليب التدريس.
ويشدد على أن التركيز على مهارات الكتابة والقراءة وتنويع أساليب التدريس وتدريب المعلم تدريبا سليما "سيسهم في حل المشكلة".
الرواشدة يطالب وزارة التربية بإعادة النظر بالمناهج، والتركيز على تدريس الجزء ثم الانتقال للكل، والاهتمام بكراسة الخط ونصوص المحفوظات، فكل تلك البرامج قد تكون "مكلفة" غير أنها على المدى البعيد "ستوفر على الدولة عناء إيجاد حلول قد لا تنفع بعد فوات الأوان".
وزير التربية د. محمد الذنيبات كشف، منذ تسلمه الوزارة، عن "خلل في المنظومة التعليمية"، وفق تصريحات سابقة، حيث صدم المجتمع المحلي قبل أشهر بوجود 100 ألف طالب وطالبة على مقاعد الدراسة لا يتقنون قراءة الحروف العربية أو الإنجليزية أو مهارات الحساب، وهم يشكلون ما نسبته 22 % من طلبة المدارس في الصفوف الثلاثة الأولى.
الكشف عن الخلل استمر مع تدني نسب النجاح في "شتوية" الثانوية العامة الأخيرة، حيث جاءت مخرجات "التوجيهي" بعد محاولات ضبط "الغش" وتسريب الأسئلة "صادمة"؛ إذ لم ينجح أحد في 13 مدرسة في الأغوار، وفي 25 مدرسة في البوادي، وهو ما دفع رئيس الوزراء عبدالله النسور مؤخرا لأن يؤكد أن مخرجات النتائج تدل على "قصور" يجب التصدي له لضمان الارتقاء بمستوى التعليم، والمحافظة على السمعة والإنجازات التي حققها الأردن.
نسب النجاح في التوجيهي في مباحث مهارات الاتصال (اللغة العربية) للفروع كافة، واللغة العربية كمادة تخصص للأدبي تعطي مؤشرا إلى حد ما على ضعف الطلبة؛ حيث بلغت نسبة نجاح طلبة الفرع العلمي بمهارات الاتصال/م3 4ر88 %، في حين بلغت لدى طلبة الأدبي 34.7 %، أما الفرع الشرعي فجاءت النسبة في نفس المبحث 38.6 %، في حين كانت نسبة نجاح الأدبي في مادة اللغة العربية كمادة تخصص 36.4 %.
أمام هذه الوقائع اضطرت وزارة التربية بعد إقرارها بالمشكلة، الى أن تحاول إيجاد حلول، وكشف ذنيبات لـ"الغد" عن خطط الوزارة لإعادة النظر بكافة المناهج الدراسية، بدءا بالصفوف الثلاثة الأولى، من خلال التركيز على النظرية الجزئية في التعليم.
وبين أن اللجان المختصة بدأت بإعداد المسودات للمناهج الجديدة في مباحث اللغة العربية والتربية الإسلامية والحساب واللغة الإنجليزية، والمبادئ البسيطة في العلوم قبل طباعتها؛ حيث لا يتجاوز عدد الكتب لهذه الصفوف ستة كتب.
من جهتها، أقرت مديرة إدارة المناهج في الوزارة وفاء العبداللات بوجود "مشكلة" في عناصر النظام التعليمي والمنهاج والمعلم.
وقالت، لـ"الغد"، إن المشكلة في المناهج تتعلق بـ"طريقة البناء إذ إنها أعلى من مستوى الطلبة خاصة ما تعلق منها بالقراءة"، منوهة إلى أهمية التركيز على مهارات القراءة والنسخ وإجراء العمليات الحسابية البسيطة في الصفوف الثلاثة الاولى.
ونوهت العبداللات الى أن دراسة كانت اجرتها الوزارة في العام 2012، شملت ثلاثة آلاف طالب وطالبة، في الصفوف الثلاثة الاولى من 156 مدرسة في المملكة، وهدفت الى معرفة نقاط الضعف في نظامنا التعليمي وتحديدا في القراءة والحساب، وقد أظهرت "ضعفا واضحا" لدى طلبة الصفين الثاني والثالث الأساسيين في القراءة والحساب خاصة.
الجامعات مُتّهمة
أستاذ الأدب العربي في جامعة "اليرموك" د. يوسف بكار يرجع ضعف الطلبة الجامعيين عامة باللغة العربية إلى جملة من الأسباب أهمها؛ ضعف التأسيس المدرسي، واختلاف مستوى خريجي الجامعات.
ولا يعفي بكار الجامعات من المسؤولية، حيث يلفت إلى وجود "خلل" في الخطط الدراسية، حيث كان في الجامعات أو أكثرها في بداياتها المتألقة أربع مواد للغة العربية، نصفها متطلبات جامعة للتخصصات كافة، لكنها الآن اختزلت في مادة أو متطلب.
حتى هذا المتطلب، وفق بكار، لا يدرسه الطالب الجديد، إذا نجح فيما يسمى "امتحان القبول"، في حين أن الهدف من اللغة العربية متطلبا جامعيا هو أن يظل الطالب على صلة بها قراءة وكتابة وتذوقا، ليحافظ على ما تعلم من قبل ويزيد عليه بهمة مدرسية.
من جهته، يحمّل عبابنة الجامعات مسؤولية استمرار ضعف لغة الطلبة، لأنها اهتمت بـ"تدمير" الدور التنويري لأقسام اللغة العربية، حيث أصبحت "ماكينات تفريخ للعاطلين عن العمل"؛ الأمر الذي جعل كثيرا من المؤهلين المحبين للعربية وخاصة الإناث يتجنبون دراسة هذا التخصص.
جامعات "بزنس"
مساعد المدير في إحدى المدارس الحكومية (ع.ع)، الذي تخرج بتخصص اللغة العربية في إحدى الجامعات الخاصة، يعترف أنه ما يزال يعاني في استيعاب قواعد النحو والإملاء: "أجد صعوبة حتى في التمييز بين التاء المربوطة والهاء،.. بصراحة لم اختر هذا التخصص عن رغبة، بل بحكم معدلي المتدني في التوجيهي، لذلك عندما أصبحت معلماً اخترت تدريس الصفوف الدنيا فقط، حتى لا أحرج نفسي مع طلبة المراحل الأعلى"!.
السبب في ضعف مخرجات العملية التعليمية بتخصص اللغة العربية، وفق قول عبابنة تحوُّل الجامعات الأردنية إلى "جامعات أعمال أو بزنس"، فالكسب "هو الهدف"، زيادة على أن الجامعات تقبل في تخصص اللغة العربية "أدنى المعدلات ونادرا ما تستقطب الطلبة المتميزين الذين يتوجّهون إلى تخصصات أخرى".
ويرى عبابنة أن كثيرا من الكوادر المؤهلة لتدريس اللغة العربية "لم تعد تهتم" كثيرا بالمستوى العلمي للطلبة، لأسباب كثيرة، لعل أهمها "يأس الأساتذة من المستويات الضعيفة وانعدام ثقتهم بقدرة الطلبة على الوصول إلى مستوى مرضٍ".
أساتذة لا يقرأون
ولا يتردد أستاذ الرياضيات في جامعة "العلوم والتكنولوجيا" د. عبد المجيد نصير بالقول ان "معظم الأساتذة الجامعيين لا يقرأون، وبعضهم ضمن التخصصات العلمية والأكاديمية لا يعرف واحدهم أن يكتب جملة سليمة، بدون أخطاء وبصياغة صحيحة، ابتداء من رؤساء جامعات وصولا إلى الأساتذة".
ويلخص نصير مشكلة ضعف الطلبة باللغة بالمعادلة التالية:"الطالب لا يريد أن يتعلم، والأستاذ لا يريد أن يعلّم.. والإدارة الجامعية لا تبالي ولكن الطالب يتخرج"!.
ويصف نصير الظاهرة بـ"المصيبة"، حيث يحيلها إلى جملة من العوامل، أولها أن الطلبة "لا يقرأون".
والقراءة، وفق نصير، تكون إما بحافز، وتبدأ منذ الصغر وتنمو معه حتى يكبر، أو بالإجبار على القراءة ويكون ذلك بوجود مساقات تجبر الطلبة في المدارس والجامعات على القراءة.
وواقع الحال، بحسب نصير، انه "لا حوافز ولا إجبار، ما يخلق أشخاصا بثقافة ضحلة، وبعدم القدرة على القراءة السليمة التي تنمي مهارات عدة".
أما مهارة الكتابة وافتقار الطلبة لأبسط التراكيب اللغوية والنحوية فمردها، بحسب نصير، "قلة التدريب"، فاللغة والعلم يكتسبان بـ"التمرين الصحيح".
ويتفق د. أحمد أبو دلو، المختص في تعليم العربية لناطقين بغيرها في جامعة اليرموك، مع ما ذهب إليه نصير، في أن بعض الأساتذة "لا يكتشفون" أخطاء الطلبة اللغوية، كونهم يعانون "هم أنفسهم" من ضعف في اللغة.
ويرى أبو دلو أن الطالب يقع في الخطأ اللغوي بوعي أو بدون وعي، ودور الأستاذ الجامعي يكمن في أن يراقب ويختبر، ففي حال كان الخطأ "قاتلا" في ورقة امتحان أصحاب التخصص، ولكون الأستاذ "مؤتمناً وحريصاً"، على عدم تمرير الخطأ، وتخريج طالب مميز؛ وجب أن يلغي تلك الورقة.
في حين ان "ضعف مهارات بعض الأساتذة أنفسهم، أو عدم تمتعهم بحس المسؤولية هو ما يقود لتنجيح الطالب غير المؤهل".
ويلفت أبو دلو إلى أن بعض الأساتذة يتجاهلون أخطاء الطالب في اللغة العربية لغير المتخصصين، ولا يهتمون بها قدر اهتمامهم بالمعلومة التي يجيب عنها الطالب في الامتحان.
وينوه نصير إلى أن الأساتذة الجامعيين عموماً "لا يشجعون على القراءة بل هناك تصوير للمساقات على شكل أوراق و"دوسيهات"، تُلقى في القمامة مع نهاية كل فصل دراسي وانقضاء موسم الامتحانات"!
وهؤلاء الأساتذة "ثقافتهم ضحلة وبعضهم يروج لدوسيات يكتبها هو بهدف الربح"، وفق قول نصير.
"الداء" يصل الدراسات العليا
ويلفت عبابنة إلى أن "الخراب" في اللغة يصل إلى "الماجستير والدكتوراة"؛ حيث "لا يحسن" كثير من طلبتها الكتابة بلغة عربية سليمة إلى الدرجة التي تجعلهم جديرين بالدراسات العليا.
وأما عن الأسباب، فيتصدرها، وفق عبابنة، "إهمال" تخصص اللغة العربية حتى أصبح يقال عنه إنه "خبز الجامعة"، وغدا مادة "شكلية" بالنسبة للتخصصات الأخرى، فاستبدلوا بمادة اللغة العربية التي كانت متطلبا جامعيا امتحانا "لا يرقى" في مستواه إلى الصفوف الأساسية المتوسطة (الرابع والخامس والسادس).
وهذا الامتحان، وفق عبابنة، ممثل بخمسة وعشرين سؤالا أو أقل من نوع (الاختيار من متعدد) "تقيس بركاكة مهارات قد لا يفهمها الطالب، فهذه النوعية من الأسئلة تهمل القدرات اللغوية من قراءة وكتابة وغيرهما".
وهو ما يؤكده بكار، الذي ينوه إلى أن الأسئلة الموضوعية وحوسبة الامتحانات الأشبه بامتحانات "رخصة القيادة" أو "مسابقات الفضائيات" من أسباب ضعف وتراجع الطلبة لغويا، فالطلاب لا يكتبون كي تُعرف أخطاؤهم ويُنبهوا عليها، فضلا عن قلة التدريس باللغة العربية الفصيحة، حتى في أقسام اللغة العربية.
كما أن زيادة عدد الطلبة في الشعبة الواحدة لا يساعد، وفق بكار، على الاهتمام الكافي المطلوب؛ حيث ينتهي الفصل الدراسي دون أن يتسنى لهم كتابة تقارير، ولا يطلب منهم أن يقرأوا ولو مرة واحدة، فكيف يُوجَّهون إذاً وتُصحَّح أخطاؤهم؟!
وفي السياق ذاته، يرى رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة البترا د. تيسير أبو عرجة، بصفته مناقشا لرسائل الدكتوراة والماجستير، أن أمر حب اللغة وإتقانها "يتعلق بالاستعداد، وهي مسألة تذوقية تنشأ مع الإنسان وتتم رعايتها".
وعن تحكيمه لرسائل الماجستير والدكتوراة، يقول أبو عرجة "على أي باحث ألا يقدم رسالته بأي خطأ لغوي أو نحوي أو إملائي، وفي حال كان غير متمكن تماما من اللغة عليه الاستعانة بمتخصص باللغة ليراجعها له".
ويستهجن أبو عرجة قبول رسالة تشتمل على أخطاء "لأننا هنا نتحدث عن مولد باحث"، وعليه ألا يخطئ لأن في ذلك "استهتارا واستهانة" بقيمة البحث واللغة.
نجاح بالواسطة!
طالب السنة الثالثة بتخصص تسويق في جامعة العلوم التطبيقية (عبدالله)، يعترف أنه لا يتقن الكتابة جيدا بالعربية، فضلا عن عدم مقدرته على المحادثة أو البحث بها عبر الإنترنت.

عبدالله مع كل بدء للامتحانات يبحث عن "واسطة" لدى الأساتذة، وما يهمه النجاح في آخر كل فصل، حتى لو بدرجة "مقبول".
وفي دفتر محاضراته، شبه الفارغ، إلا من بضعة أسطر متفرقة هنا وهناك، والذي عرضه لـ"الغد"، نقرأ "الوضائف الرئيسيه في منضمات الاعمال.. (اتمته)..طريقه العمل.." وعبارات أخرى على هذا المنوال!!
يقول عبابنة إنه وبحكم تجربته يصادف طلبة في تخصص اللغة العربية "لا يحسنون معرفة مفاصل الجملة، ومع ذلك فبعضهم ينجح بالوساطات وآخرون ينجحون بـ"الابتزاز"، وقلة قليلة منهم هي التي تخرج بنتيجة إيجابية".
غير أن بكار يرى أن "قلة وفي حدود ضيقة من ينجحون بـ"الواسطة"، والأدهى من الواسطة، وفق قوله، "التساهل" في تدريس المواد وتصحيح الامتحانات، بغض الطرف عن أخطاء النحو واللغة والإملاء، والتركيز على المضمون المطلوب ووضع العلامة وفقا له. الضمور ينفي تدخل "الواسطة" في تنجيح الطلبة، عازيا رأيه إلى أن الامتحان والعلامات تدخل ضمن نظام محوسب يصعب اختراقه والدكتور لا يتدخل بعلامة الطالب بعد أن توضع.
المعلم: صاحب وظيفة أم حامل رسالة!
"أصبحت وزارة التربية ملاذ من يبحث عن وظيفة"!، وفق قول المعاني الذي لا يؤيد تعيين الخريجين الجدد بمختلف التخصصات معلمين؛ وإنما يدعو لوجود كليات ومعاهد معلمين ليعين في "التربية" من ينشد أن يكون معلما.
وينوه المعاني إلى أنه "ليس كل إنسان يصلح أن يكون معلما أو أستاذا جامعيا".
ويتفق بكار مع المعاني، في ضرورة تعيين المعلم المؤهل، حيث يقول: قديما كانت أعداد غير قليلة من المعلمين ممن كانوا الأوائل في امتحان الثانوية العامة "المترك أو التوجيهي" يبتعثون في بعثات تعليمية ليعودوا معلمين مؤهلين.
والتعليم، وفق بكار، في كل مستوياته "لم يعد" في الأغلب "مهنة ضمير" كما يجب أن تكون، بل غدا "وظيفة" تُؤدى والسلام، دون الاهتمام المسؤول المطلوب. ولهذه أسباب هي أن "المهنة" في واد وجلّ المسؤولين في واد آخر!
يقر أستاذ اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية بالكرك، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن للمعلم دورا كبيرا في "تراجع" مهارات الطلبة باللغة العربية.
الأستاذ، الذي تشكل له المهنة مجرد "توقيع بداية الدوام ونهايته"، وفق تعبيره، يقول: "أدخل الحصة وأكتب على السبورة محاولا إيصال المعلومة لمن يريد أن يتعلم من الطلبة الذين يتجاوز عددهم الثلاثين في الصف".
ويضيف: "ما إن ينتهي الدوام حتى أنتقل لعمل آخر إضافي"، متابعا "مدارسنا الحكومية لاسيما في المحافظات لا تتوفر فيها الإمكانات الفنية والتقنية للتدريس، فضلا عن أن الوضع الاقتصادي للمعلم، كمعظم الموظفين، يدفعه للبحث عن عمل آخر يعتاش منه ما يجعله منهكاً غير قادر على العطاء".
ويطالب المعاني بضرورة وجود وعي مجتمعي ورسمي لإعادة الاحترام لمهنة المعلم.
وفيما يتعلق باستسهال مهنة التعليم وتعيين غير المؤهل فيها، يقول الرواشدة الوظيفة التربوية "ليست عادية"، كونها تتعامل مع "بناء جيل صحيح"؛ لذا يؤيد الرواشدة فكرة اختبار المعلم ومقابلته قبل تعيينه.
وحول التعيينات الجديدة بوظيفة معلم في وزارة التربية، أوضح الذنيبات أن المرشحين للتعيين من ديوان الخدمة سيخضعون لامتحان كل في تخصصه، تليه دورة متخصصة لشهرين أثناء العطلة الصيفية، وأخرى داخل غرفة الصف بإشراف معلم مساعد، جميعها مدفوعة الأجر، مبيناً أن كل من يجتاز هذه الدورات بنجاح سيتم تعيينه.
مدير إحدى مدارس عمان الحكومية، فضل عدم ذكر اسمه، يرى ومن خلال تجربته أن المعلم يدخل الصف "متقاعساً متكاسلاً كأن حملاً ثقيلاً على ظهره"، وغالباً ما يندب البعض حظه لأنه أصبح "مربي أجيال".
ويشير إلى أن كثيرا من المعلمين "ضعيفون" في اللغة العربية ومهاراتها؛ كتابة ونحوا وإملاء. وعن معالجة هذا الضعف يقول: المعلم الضعيف من الصعب أن يستمر معلما، فلا بد له من القراءة والاطلاع وحضور دورات ترفع من مستواه، ولا ضير أن يحضر حصص معلمين متميزين في مجال اللغة العربية ليستفيد من خبراتهم وطرق تدريسهم.
ويرى المدير أن المدرسة تقوم بتنبيه المعلم الضعيف، وفي حال لم تلحظ تحسنا يتم إبلاغ مديرية التربية بذلك، لإطلاع قسم الإشراف التربوي لإيجاد الحلول المناسبة.
فيما يرى شومر إن رغم "ادعاءات" وزارة التربية بأنها تدرب المعلمين بالشكل الكافي وتقدم لهم كل التسهيلات، فإن الواقع يقول إن أغلب المعلمين "شاردو الذهن ومثقلون بهموم الحياة"، فهم يدخلون إلى الغرف الصفية دون الحماس المطلوب من المعلم لمساعدة الطلبة في التعلم.
من خلال الدراسة، التي أشارت لها العبداللات، تبين وجود أن بعض معلمي فئة الصفوف الأساسية، "لا يعرفون" ما مهارات القراءة وكيفية تعليمها للاطفال، حيث تشير العبداللات إلى أنه تم تشكيل لجنة لمعرفة اسباب ضعف الطلبة في المراحل الاولى، توصلت الى ضرورة التركيز على المعلم بشكل اساسي.
ولفتت العبدللات الى انه تمت التوصية بمخاطبة وزارة التعليم العالي ليتم تغيير الخطط الدراسية في الجامعات حيث يتم زيادة عدد الساعات الدراسية لتمكن معلم الصف من تدريس مادتي اللغة العربية والرياضيات، وتمت التوصية برفع معدل القبول في هذا التخصص.
وبينت أنه يجري العمل حاليا على وضع نظام للحوافز خاص بالمعلمين يأخذ بالاعتبار اي نشاط او جهد اضافي يقوم به المعلم ينعكس على الطلبة يكون مقابله حافزا ماديا يحصل عليه.
قص ولصق
وينتقد شومر المناهج التي تعتمد "وصفة قص ولصق في النظريات التعلمية"، مما لا يتيح للطالب أن يتم بناؤه عبر نسق متكامل من البناء المعرفي، الذي يؤهله لمواجهة القضايا الملحة في عالم اليوم، وعليه فإن اللغة العربية والقراءة والكتابة ليست خارج هذه المعادلة.
ويتجلى تدني مهارات الطلبة بالعربية في أن المجتمع العربي عموماً، والأردني خصوصاً "غير قارئ"، وهذا يؤدي بالضرورة إلى "ضعف هائل" على المستوى العام، في عدد المفردات المستخدمة من قبل المتعلمين.
ويتابع شومر أن مناهج التعليم، حتى لو أنها "يفترض أن تقدم الأرضية المعرفية الضرورية، إلا أنها في الحقيقة لا تفعل ذلك، بل تقتصر خلال سنوات الدراسة على تعريض الطلبة لما لا يزيد على 100 كتاب مدرسي، ومهما ذخرت به بالمعاني فإنها تفشل في أن تقدم ذخيرة معرفية كافية للطلبة".
مشكلة أخرى ترتبط بضعف إتقان الكتابة بالعربية، وفق شومر ألا وهي وسائل الاتصال الحديثة، فمعظم الطلبة يستخدمون اليوم الهواتف الذكية والإنترنت في التخاطر، ولكن معظمهم إما أنه يكتب بالعامية أو بـ"العربيزي"، وهنا الطامة الكبرى فنجد الطلبة عندما يجبرون على الكتابة بالعربية الفصيحة، يخلطون الحروف، فنجد كلمات مثل (شخسية عضيمة، بدلا من شخصية عظيمة، أو لاكن، بدلا من لكن،..).
"العربية" قادرة على استيعاب العلوم
طالب السنة الأولى/ محاسبة في إحدى الجامعات الخاصة (بدر)، وهو اسم مستعار، يقول "ما الذي يدفعني للكتابة بعربية سليمة وتخصصي لا يحتاج للغة بقدر تعاملي مع الأرقام؟!".
ويتابع: "ما المشكلة لو اقترفت أخطاء نحوية وإملائية، المهم النتيجة والمعلومة سليمة في الامتحان بغض النظر عن الكتابة".
"الغد" ألقت نظرة على دفتر (بدر) لتستوقفها هذه العبارات، التي كتبها في حل أحد الأسئلة: "عند قراءت السؤل نستطيع تحديد الاجابة من الرموز التالية: اشترت بظاعة، باعت بظاعة، رُدا للمؤسسه"!!.
نصير الذي يدرس مساقات الرياضيات بالعربية، يحاول جاهدا تعليم الطالب الكتابة باللغة العربية، دون أن يؤثر ذلك على علامته في حال كانت الأخطاء لغوية لا علاقة لها بالمسألة الحسابية ونتائجها، غير أن كثيراً من الطلبة لا يبالون ولا يكترثون لتطوير لغتهم.
ويرفض نصير، وهو عضو مجمع اللغة العربية، ما يروج له البعض أن اللغة العربية "غير مهمة" عند طالب التخصص العلمي أو أي تخصصات أخرى، منوها إلى أن "الشكل والمضمون مترابطان".
ويرى أن من يقول ذلك "جاهل"، مشيرا إلى أن "أكثر" أساتذة الجامعات "لا يستطيعون" التعبير بالعربية، و"لا يتقنون" أيضا التحدث بالإنجليزية بطلاقة، فيتسترون بـ "العربيزي" على ضعفهم بإتقان اللغتين.
ويجد المعاني، وهو طبيب، أن اللغة العربية ليست عائقا لتدريس أي مادة ولا لتدريس أي علم فهي قادرة على استيعاب كل العلوم، وهناك جهات تقوم بالترجمة والتعريب كمجامع اللغة وعلى عاتقها يقع واقع النهوض بالعربية.
على المحاضر، وفق شومر أن يحاول إيصال المعلومة بالشكل المناسب للطلبة، منوها إلى أن "فشل الطلبة وتدني معارفهم اللغوية هو فشل للأستاذ لا الطالب".
"الشللية" أهم من الإنجاز؟!
"التستر على المرض لا يخفيه أو يشفيه"، وفق نصير، الذي يطالب الجهات المعنية أن تضع يدها على المشكلة وتسهم في علاجها، منوها إلى أن علينا "أن نكتشف أخطاءنا لا لمجرد الكشف بل للإصلاح والتغيير".
وللحد من المشكلة يجب إعادة النظر بسياسة "تعيين رؤساء الجامعات، حيث الشللية تتحكم في الأمر والاهتمام بالمنصب أكثر من الإنجاز والتطوير".
ويقترح نصير لحل المشكلة "أن يكون التدريس في الجامعات باللغة العربية السليمة"، فضلا عن "تغيير أساليب التدريس حيث يتم إكساب الطالب مهارة اللغة".
ولتقوية مهارات لغة الضاد لدى الطلبة، بحسب شومر، لا بد من "إجراء تغيير جذري في أساليب تعليم اللغة، والتعليم بشكل عام، في مدارسنا حيث يتحول من التلقين السلبي إلى بناء ملكات اللغة بشكل عملي، من خلال القراءة والكتابة والخطابة".
ويتابع: بدل تلقين الطلبة معلومات تنسى فوراً، يجدر تحديد مشاريع للطلبة، كقراءة كتاب وتقديم عرض له، أو كتابة ملخصات لكتب أو مقالات ليتعلم الطالب أن يكتب ويقرأ ويقدم عروضا باللغة العربية. والأمر الأهم أن تعطى الحرية للطلبة أن يختاروا الكتب التي يودون تلخيصها وعرضها بما لا يتناقض مع الأهداف العامة للمادة.
"تجار شنطة"!
يشدد عبابنة على ضرورة أن تهتم الجامعات بأعضاء هيئة التدريس، وهم الذين يقع على عاتقهم العبء الأكبر، عن طريق "تهيئة حياة كريمة لهم بعيدا عن التغوُّل عليهم وإقصائهم عن دورهم، وألا تدعهم فريسة لما نراه من امتهان لكرامتهم؛ حيث أصبح الأستاذ الجامعي حامل شنطة تحتوي مجموعة دوسيهات لا تتغير".
وعلى القائمين على هذه الجامعات، وفق عبابنة، أن يغيروا من خطط الجامعة وطرائق التدريس "المهترئة"، وتزويد الأساتذة بكل وسائل التوصيل المعرفي لمواد اللغة العربية.
كما عليهم أيضا إلغاء امتحان الكفاءة للغة العربية، وزيادة عدد ساعات اللغة العربية، للتخصص نفسه، والتخصصات الأخرى والعناية بخريجي العربية ومنحهم ميزات على غيرهم.
لتعليم جامعي "نظيف"
ويرى عبابنة أن على الجامعات أن تعمل على "تطبيق فلسفة التعليم الجامعي تطبيقاً نظيفاً بعيداً عن تدخلات مراكز النفوذ لتعيين أساتذة قادرين على تحمُّل مسؤولية إعداد الطلبة".
فيما يدعو بكار لزيادة مواد اللغة العربية متطلبا جامعيا، وإلغاء امتحان القبول فيها، والامتحانات المحوسبة، فضلا عن تعديل الخطط حيث تشتمل على أجزاء للقراءة والكتابة.
وينوه بكار إلى أهمية تكليف الطلبة بكتابة التقارير وقراءة بعض المصادر والمراجع، وعدم التساهل في منح العلامات وإعادة أوراق الامتحانات ليتعرف الطلاب على أخطائهم في النحو والإملاء واللغة والأساليب.
ويقترح المعاني إجراء امتحانات تقييمية للطلبة، كأن يعطى لطلبة الصف السادس الابتدائي امتحان والعاشر امتحان والتوجيهي امتحان، للوقوف على أسباب ضعف الطلبة لغوياً، ومعالجتها في كل مرحلة.
كما يطالب بوضع خطط استراتيجية، لها مدة وطريقة قياسن "لا الاعتماد على الحلول المؤقتة"، منوها إلى أن "مشكلتنا تنبع في أننا لدينا ردود أفعال لا أفعال، ونعتمد على الفزعة في الحلول".
..وسؤال مفتوح للجميع!
طالب الصف الخامس مصعب، يحب العربية، كما يقول، ويهوى الكتابة، ورغم أنه حصل في الفصل الأول على معدل 94 % فيها، ومعدله العام 96 %، فقد خطت أنامله الصغيرة قصة قصيرة، "الغد" اقتبست أسطرا منها:
"كان يا ما كان كان هناك طفل اسمه محمد وكان عمره 7 سنوات.. وكان المعروف باسم محمد زعيم الزعما وكان اذكا واحد في المدرسة.. ولكن كان عنده عادة سيئة جداً وهي الكذب والصرقة (..) في يومِ من الأيام حاول الوشي بين صديقه المفضل.. عندما قال للمعلمة أنهو يخش في الأمتحان فاخرجة الولد خارج الأمتحان وصرق من صديقه الممحاة والمبرى (..).
في يوم من الأيام كذب بين صديقه فصديقه لم يصدق هذا فحاولو اصدقائه الأقاع به ليرو اذو هو كذاب ام لا فذهبو ليحضرو حية الاكترنية لتخيفه وفي داخلها كميرا تصور كل شيىء فشتغلت وجربوها عليه ورىءو انه يكذب في البيت والشارع والمدرسة (...)"!
والسؤال المفتوح: هل سيكبر مصعب، ويغادر مقاعد المدرسة، إلى مدرجات الجامعة، حاملا معه هذه "القصة"، دون أن يستوقفه أحد؟!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)