TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الكُوَيْتُ: بُذُوْر العُرُوْبَة وَعْيًا.. ثَقَافَة الأُمَّة اسْتِثْمَارًا
22/04/2024 - 5:30pm

ا.د. أحمد منصور الخصاونة*

يحل سمو الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت الشقيقة ، ضيفا عزيزا معززا على أخيه الهاشمي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين تلبية لدعوة من أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بأهمية خاصة من حيث موضوعها وتوقيتها ، في زيارة أخوية للمملكة الأردنية الهاشمية، يقوم بها يوم الثلاثاء، الموافق 23 نيسان 2024. وتأتي هذه الزيارة تمتينا للعلاقة الأردنية الكويتية، عميقة الجذور التاريخية، غنية الدلالة الأخوية. كما تأتي الزيارة في إطار مواصلة التشاور والتنسيق الدائم بين القيادتين والعلاقة المتميزة بين البلدين والقيادتين التي أساسها وحدة الموقف والترابط وتطابق المواقف ووجهات النظر. وتعكس المكانة الخاصة والمتميزة للأردن لدى دولة الكويت والعلاقات الأردنية الكويتية المتميزة والمتينة والتاريخية التي تستمر اليوم في عهد سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني على نهجها القائم على مبدأ الاحترام المتبادل وتبادل المصالح المشتركة والسعي لتحقيق مصلحة الشعبين الشقيقين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك..

ومما يذكر في صدد الأزمنة المؤرشفة تاريخيا، بأن التاريخ الرسمي لاستقلال الكويت عن المملكة المتحدة، يصادف يوم 19/6/1961 ميلادي، في عهد الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح. وبعد هذا التاريخ، أُقيمَ احتفالا بعيدها الوطني، متسقا مع يوم 19 حزيران. ولكن، صدر مرسوم أميري لاحقا، تم بموجبه دمج عيد الاستقلال، مع عيد جلوس الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح، الذي يصادف في 25 شباط. ومن هنا، أصبحت دولة الكويت الشقيقة تحتفل بعيد استقلالها في شهر شباط / فبراير، بدلا من حزيران / يونيو.

وانطلاقا من البنائية الأكاديمية، والمأسسة المعرفية، والقيمة العلمية الثقافية، يُنظر إلى دولة الكويت الشقيقة من محورية الدور التنويري الثقافي في العالم العربي. ومنذ نشأتها، وثراء نهضتها، اتخذت شعارا عروبيا قوميا، تجسد بما يأتي: " الكويت بلاد العرب "، حتى أصبح شعارا يتصدر كل المطبوعات الرسمية في الدولة الكويتية.

يُحْسَبُ للنخبة السياسية الكويتية استثمارها في الثقافة، المنسابة نشرا في الحياض العربي، حتى قبل مرحلة الاستقلال السياسي. لقد أعلى المشرفون على الماهية الثقافية الحضارية، من قيمة النظرية المعرفية، ومحوريتها في ارتقاء الفكر الإنساني، والعقل العلمي، وضرورة تطوير وسائل ارتقاء الثقافة النوعية عربيا، وانفتاحها عالميا، وفق رؤية التنمية المعولمة.

وتقف مجلة العربي، في مقدمة المنارات الشامخة، بصفتها رمزية قومية معرفية للهوية العربية الحضارية، التي احتضنت أبرز المفكرين والأدباء والشعراء والعلماء العرب عبر صفحاتها. لقد انبثقت فكرة إصدارها عندما قررت الحكومة الكويتية، نشر مجلة تختص بالثقافة العربية. وصدر عددها الأول في شهر كانون الأول 1958 ميلادي، بصفتها مجلة شهرية ثقافية عربية مصورة، يكتبها العرب ليقرأها كل العرب. ومن المفارقات الثرية ومنذ صدور عددها الأول نهاية خمسينيات القرن الماضي لا تزال مجلة العربي تتبوأ صدارة المجلات الثقافية بنسختها الورقية دون أن تغفل مواكبة الحياة العصرية بنشر بعض إصداراتها بما يتماشى مع التوجه نحو الإعلام الرقمي.

وبالعودة إلى بدايات المجلة وتعلقي بها وتقليب صفحات سنين خلت، اعود بالذاكرة إلى العام 1985 من القرن الماضي عندما صدرت مجلة العربي وانا طالب في المرحلة الثانوية. ورسمت مجلة العربي حياة جيلنا انذاك، فقد شبينا على اقتنائها، وما زالت مجلداتها تحتل ركنا أساسيا من مكتبتي الخاصة، بالاضافة إلى أن المجلة أعطتنا بعدا ثقافيا كبيرا، لأنها تحتوي على كثير من الموضوعات، وكتب فيها الكثير من الكتاب العرب علميا وثقافيا، وجعلتنا واسعي الاطلاع على الثقافة العربية.

تميزت العلاقة الأردنية الكويتية في عهد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، بالنمذجة التكاملية الإستراتيجية، والتنسيقية الارتقائية الأخوية، التي جعلت من الأردن في عيون الأشقاء الكويتيين. وفي المقابل، ينظر الأردنيون للشقيقة الكويت، أيمانا راسخا بأن العلاقة الأردنية الكويتية استثنائية بخصوصيتها.

رئيس جامعة اربد الاهلية السابق

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)