TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الكرامة والوجدان
20/03/2014 - 8:30pm

طلبه نيوز
جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية

وانا اقلب اوراق مفكرتي يوما بيوم ،وشهرا بشهر ،اقراء في سجل الايام التي انقضت احدثا وتواريخ ،بعضها ،ربما لا يعنينا كثيرا ،ولا نتوقف عنده طويلا ،ولكن هناك البعض الاخر يكون التوقف عنده اجباري .
لان حركة التاريخ نقطة ،وحدث ،جرت ،لكن بعضها غني بالمعاني ولأفكار وبعضها لا فأئده منه .
شهر اذار ،شهر الخير والبركة ،شهر الربيع وافول الشتاء نقرا فيه المتناقضات احداث لا زالت في الوجدان ،ولاده قائد ،ووفاة عبقري ،نصر هنا ،وهزيمه هناك ،حرب دارت ،وحرب توقفت وغيرت مجرى الحياه.
انها لعبه الامم ،وحوادث الدنيا العجيبة نقرا في اذار كانت ولاده الكثير من العباقرة ولد طاغور شاعر الهند ،ولد ديكارت ،ولد العالم (اينشتاين) العالم الالماني الذي يعتبر من اهم علماء الفيزياء وصاحب النظرية النسبية والحائز على جائزة نوبل المولود عام 1921 والمتوفى عام 1955 بالمقابل توفي العربي حسن كامل الصباح المخترع اللبناني (اديسون الشرق) المولود عام 1894والمتوفى عام 1935 ، ما هذا التناقض ،الم اقل انها حركه التاريخ نقرا كذلك في اذار ولد القائد العربي صلاح الدين الايوبي الذي وحد المسلمين وحرر بيت المقدس وصاحب حطين المعركة التي غيرت الخارطة هذا البطل في العراق كانت ولادته 1138 توفي 1193 وتوفي المفكر جمال الدين الافغاني والعالم الفرنسي (شامبليون) الذي استطاع ان يفك رموز الكتابة الهيروغرافية وتوفي اسحق نيوتن والخليفة العباسي هارون الرشيد والملك فيصل بن عبد العزيز وتوفي بتهوفن لكن بالمقابل كانت معركه بدر الخالدة في اذار ولد القائد المصري احمد عرابي اذار اردنيا كان كذلك استثنائيا ذو طعم خاص فهذا الوطن ومنذ تكونيه كان عليه ان يضحي ففي اذار كانت التضحيات لها معنى ولها مذاق واذا استعرضنا احدث اذار محليا نحتاج لا كثر من مقال فللضرورة احكام وللكتابة قواعدها عندما نتصفح كتاب الوطن واحداث الوطن عبر مسيرته الطاهرة منذ عام 1921 نقرا الكثير الكثير عناوين المجد والفخار والتضحية والفداء وفي مقدمه العناوين تأتي الكرامة المعركة والتاريخ الحدث والمكان الاشخاص والابطال الذين بدمهم الطاهر كانت قصة المجد تكتب هنالك في الاغوار .
لكن لنترك الكرامة ونقرا ماذا حصل في اذار تقول كتب التاريخ ان المرحوم الملك حسن (الذي نفتقده صباح مساء) لم يقبل ان تكون قيادة الجيش الاردني لغير ابناء البلد فكان قرارة الشجاع يوم 1\3\1956 بإعفاء الجنرال كلوب قائد القوات المسلحة وعودة الامور الى نصابها وتوج مكانه اللواء "راضي عناب" الذي يعد اول قائد عام للقوات المسلحة الاردنية وكان لهذا القرار الشجاع الاثر الكبير على المستويين الوطني والعربي والدولي وجاء في وقت كانت لبريطانيا القوة على مستوى العالم لكنه القرار والرجال المخلصين لوطنهم وامتهم وبعدها في 13\3\1957 وقع الاردن مع بريطانيا معاهده الجلاء .
في 2 اذار 1947 ولد الامير الحسن بن طلال ولي العهد السابق والمفكر الذي اكتسب مكانه دوليه وكان الى جانب المرحوم الملك الحسين صادقا مخلصا
لنعود الى اذار والكرامة ،
21 اذار كانت معركة الخالدة تلك المعركة التي اعادت للجيش العربي لبردني والمواطن الاردني والعربي الهيبة والقوة والتي استطاعت بأقل الخسائر واقل الاوقات ان تقول للمعتدي قف وللعالم كله ان هناك ارض اسمها المملكة الأردنية الهاشمية وجيش اردني هاشمي وشعب مؤمن بقيادته.
في الذكرى السادسة والاربعون لمعركه الكرامة فان هذه المعركة ما زالت حية في وجدان كل الاردنيين بل وحتى في وجدان كل العرب تلك التي احدثت معادله جديدة في الصراع العربي-الاسرائيلي وخاصه انها جاءت بعد هزيمه حزيران 1967م بعده شهور وعليه فان هذه المعركة سوف تبقى خالدة في التاريخ الاردني والعربي ....
لقد جاءت معركة الكرامة بعد النكسات المتوالية مع اسرائيل لتكون نقطة ضوء في بحر الصراع مع العدو جاءت لترفع المعنويات وتلقنه درسا وكان جلالته المغفور له الملك الحسين قد قال في رسالته له الى كافة منتسبي القوات المسلحة الأردنية بعد المعركة " لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفا هاما في حياتنا ذلك انها هزت بعنف أسطورة القوات الاسرائيلية " وفي هذا السياق كتب مراسل "التايمز" اللندنية (نيقولاس هيريون) في بيروت في اليوم التالي للمعركة بقوله: ان اليوم هو يوم الجيش العربي الاردني لقد اجتمعت الصحافة العربية على ان الجيش الاردني استطاع ان يوقع خسائر فادحة في الجيش الاسرائيلي في عدوانه الاخير على قريه الكرامة وفي مواقع اخرى من المناطق التي نشب فيها القتال هذا العدوان الذي كان من اهدافه الرئيسة احتلال المرتفعات الشرقية لنهر الاردن وليس القضاء على مراكز الفدائيين كما ادعت اسرائيل ولكن مقاومة الجيش الاردني بصراره احبطت المحاولة الاسرائيلية اما صحيفة (مانهايمر مورغن) الالمانية فقد كتبت في عددها 26اذار1968م عن المعركة قولها :
ان الحملة التي شنتها اسرائيل على قرية الكرامة الاردنية من شأنها ان تعيد الثقة ،وترفع الروح المعنوية بين العرب ، كما كتب الكاتب الاسرائيلي (افيتاء بن تسدف) بمناسبة مرور اربعون عاما على معركه الكرامة (وعلى مدونته الالكترونية) بقولة : بعد مرور اربعين عاما على الهزيمة النكراء التي عصفت بالجيش الاسرائيلي في اذار 1968م في معركة الكرامة ،انتهت عملية جهنم (وهو الاسم الذي اطلقته اسرائيل على تلك المعركة) بإقالة الجنرال عوزي ناركيس (قائد المنطقة الوسطى بالجيش الاسرائيلي) ،والذي تولى قيادة المعركة من الجانب الاسرائيلي ،ويضيف الكاتب : ان احد الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في المعركة ويدعى (بيني) وهو احد قدامى المحاربين في سلاح المدرعات الاسرائيلي ،انعش ذاكرته بأشياء منسية عندما قال له : مرت اعوام غلى هزيمتنا في معركة الكرامة ،وهي اكثر الهزائم التي جرحت اسرائيل بالصميم ،ويضيف بن تسيدف: الهزيمة في الكرامة الحقت بإسرائيل ضررا استراتيجيا خطيرا وخلفت عشرات القتلى والجرحى وبثت الامل في الروح العربية بان بإمكان العرب مواجهة الترسانة العسكرية الاسرائيلية بكل ما تملك من قوة لدرجة انه يمكن كسر شوكة هذه الترسانة ودفعها الى الخنوع والاستسلام ،فقد مهدت الكرامة الطريق امام اندحار اسرائيل في حرب الاستنزاف وهو ما نتج عنه بعد ذلك هزيمة الجيش الاسرائيلي في حرب (رمضان) اكتوبر 1973م (حرب يوم الغفران عند اليهود)،ويستطرد الكاتب قائلا: وما يزيد من طعم الهزيمة التي ذاقها الاسرائيليون في الكرامة ،هو حقيقه ان الجيش الإسرائيلي قد هزم في واحدة من اكبر المعارك التي خاضها في تاريخه بعد ان اعد لها العدة جيدا ،وخاضها مدعما بفرقه عسكرية بكامل عتادها والويتها مثل لواء المدرعات (7) ولواء المظليين (35) ولواء احتياط مدرعات (انمروف،60) ،والمعززة جميعها بقوات من المدفعية والهندسة والمشاة والتي كانت تعمل برا تحت غطاء جوي كثيف بحسب الكاتب .
في تفاصيل المعركة:
في مطلع عام 1968م صدرت عدة تصريحات رسمية تعلن انه اذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينيين عبر النهر فأنها ستقرر اجراء عمل مضاد مناسب ،وبناء عليه ازداد نشاط القوات الاسرائيلية في الفترة (15-18 اذار 1968م) بين جسر الملك حسين و جسر داميا ،وازدادت ايضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق وادي الاردن ،كما مهدت لذلك بإجراءات واسعه النطاق في المجالات العسكرية والسياسية والنفسية ،وعمدت بواسطتها الى تهيئة المنطقة لتطورات جديدة ،وقد حشدت اسرائيل لهذه المعركة قوات كبيرة منها لواء المدرعات (79 والذي نفذ غارته على قرية سموع عام 1966م ،واللواء المدرع (60) ،ولواء المظليين (35) ،ولواء المشاة (80) ،وعشرين طائرة مروحية (هيلوكوبتر) لنقل المظليين ،وخمس كتائب مدفعيه (عيار 155ملم ، 105ملم) بالإضافة لقوات اخرى يضاف الى ذلك القوات الجوية .
وفي الساعة 5.30 صباحا من يوم 21اذار 1968م زمجرت المدافع وانطلقت الاصوات على اثير الأجهزة اللاسلكية ،معلنه بدء الهجوم الاسرائيلي عبر نهر الاردن على الجيش الاردني ،ويقول اللواء مشهور حديثه (قائد القوات الاردنية في المعركة) في الساعة 5.25 فجرا ابلغني الركن المناوب ان العدو يحاول اجتياز جسر الملك حسين ،فأبلغته ان يصدر الامر بفتح النار المدمرة على حشود العدو ،ولذلك كسب الجيش العربي مفاجأة عند بدء الهجوم ،ولو تأخر ذلك لأتاح للقوات المهاجمة الوصول الى اهدافها بالنظر الى قصر محاور الهجوم ، والتي تقود وبسرعة الى اهداف حاسمة وهامه بالإضافة الى سهولة الحركة فوق الجسور القائمة.
ويضيف اللواء حديثه : لقد استطاعت القوات الاردنية وخاصة سلاح المدفعية حرمان القوات الاسرائيلية من حريه العبور حسب المحاور المخصصة لها ،ودليل ذلك ان القوات الاسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم قوته ،وهي القوات التي عبرت في الساعة الاولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج ايه قوات جديده شرقي النهر بالرغم من المحاولات المستميتة للبناء على الجسور والمحافظة على زمام المبادرة مما اربك المهاجمين وزاد من حيرتهم خاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها الشديدة .
واستطاع العدو انزال الموجه الاولى من المظليين شرقي الكرامة لكن هذه تكبدت خسائر كبيرة في الارواح وتم افشالها ،مما دفع بالعدو الى انزال قوة اخرى تمكنت من الوصول الى بلدة الكرامة ،وبدأت بعمليات تدمير للأبنية القرية ،واشتبكت مع القوات الاردنية في داخل المباني ، وفي مجريات اخرى لهذه المعركة حاول العدو القيام بعملية عبور من محور (ناعور-عمان) وحشد لهذا الواجب قوات مدرعة الا انه فشل ومنذ البداية على هذا المحور ولم تتمكن قواته من عبور النهر بعد ان دوت معظم معدات التجسير التي حاول الجيش الاسرائيلي استخدامها ،وفي محاولة يائسة من الإسرائيليين لمعالجه الموقف قاموا بفصل مجموعة قتال من قواتهم في محور وادي شعيب ودفعها الى مثلث الكرامة خلف قوة الحجاب العاملة شرق الجسر لمحاصرتها ،الا انها وقعت في الحصار وتعرضت الى قصف شديد ادى الى تدمير عدد كبير من الياتها ،وعلى ايه حال فانه عندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي-الاسرائيلي وقف اطلاق النار ،رفض الملك حسين بن طلال (طيب الله ثراه) وقف اطلاق النار رغم ضغط الولايات المتحدة ،وحاول العدو الانسحاب ،الا ان القوات الاردنية تدخلت في عملية الانسحاب وحولته الى انسحاب غير موحد فترك العدو خلفه عددا من الياته وقتلاه في ارض المعركة ،بعد قتال استمر لمدة (12ساعه) متواصلة ،اضطر الاسرائيليون للانسحاب مهزومين في اول انتصار لجيش عربي عليهم .
اما خسائر القوات الاسرائيلية في هذه المعركة فكانت ما يلي :
- عدد القتلى (250) جنديا إسرائيليا .
- عدد الجرحى (450) جنديا إسرائيليا.
- تدمير (88) الية منها (27) دبابه و (18) ناقله و (24) سيارة مسلحه و (19) سيارة شحن ،وتم اسقاط (5) طائرات
اما خسائر القوات الاردنية فكانت استشهاد (20) عسكريا منهم (6) ضباط ، واصابه (65) عسكريا ،وبعد الخسائر القليلة في المعدات .
وهكذا فان الاردن يحتفل في كل عام بذكرى معركة الكرامة في (21اذار) ضمن عدة فعاليالت على جميع المستويات الرسمية والشعبية تخليدا لتلك المعركة وشهداءها .
رحم الله الذين كتبوا قصة الكرامة
سلطان محمود عارف الشياب

التعليقات

تكنو (.) الاثنين, 03/24/2014 - 08:40

هل السيد سلطان الشياب يكتب نيابة عن جامعة العلوم والتكنولوجيا

طالب (.) الاثنين, 03/24/2014 - 08:42

هذه من اوراق مكتبة الجامعة وليست من اوراق مفكرتك يا سلطان

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)