TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
القمة العادية في الرياض بدلا من الاستثنائية
07/01/2018 - 6:30am

اختتمت بوزارة الخارجية مساء امس اجتماعات الوفد الوزاري العربي المصغر المكلف بمتابعة الآثار السلبية لقرار الإدارة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الاميركية إليها، وبيان مدى خطورة القرار في ضوء المكانة التاريخية والدينية للقدس.
ويضم الوفد الوزاري العربي الذي شكل بقرار عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية الشهر الماضي، والذي دعت اليه كل من المملكة الاردنية الهاشمية ودولة فلسطين، وزراء خارجية كل من الاردن ومصر وفلسطين والسعودية والمغرب والامارات، اضافة الى الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.
وناقشت الاجتماعات التي ترأسها وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي، افضل السبل لمواجهة تداعيات القرار الاميركي الذي يخالف قرارات الشرعية الدولية، وضرورة تكثيف الجهود لحل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وضم الاجتماع وزراء خارجية مصر سامح شكري، وفلسطين رياض المالكي، والسعودية عادل الجبير، والمغرب ناصر بوريطة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش، وامين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، عقب الاجتماع، ان القرار رقم 8221 جاء تنفيذا لاجتماع المجلس الوزاري الذي عقد في القاهرة اخيرا.
وجدد الصفدي التاكيد على المضي قدما في الجهود العربية مع المجتمع الدولي لرفض قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة واشنطن اليها .
واضاف الصفدي إن الاجتماع تنسقي تشاوري يأتي للنظر في تنفيذ التكليف الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم مطلع الشهر الماضي.
واشار الصفدي الى أن التكليف الوزاري العربي في حينه تضمن تشكيل وفد يعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للحد من التبعات السلبية للقرار الامريكي ومواجهة آثاره واظهار خطورته على امتداد العالمين العربي والاسلامي.
واشار الصفدي الى العمل مع المجتمع الدولي على اطلاق جهد فاعل ومنهجي للضغط على إسرئيل للالتزام بالشرعية الدولية ووقف كل الخطوات الاحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض خصوصا بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ومحاولة تفريغ القدس من العرب المسلمين والمسيحيين، والعمل بهدف ايجاد حل للصراع .
واضاف الصفدي أن موقف الجامعة العربية من القرار الامريكي واضح حيث رفضنا وادنا القرار الذي يخرق الشرعية الدولية ولا اثر قانونيا له، وموقفنا في الجامعة العربية موقف جامع، والقدس لا تتقدم عليها أي قضية اخرى في العالمين الاسلامي والمسيحي.
وتابه يقول «اكدنا على استمرار الانخراط مع المجتمع الدولي للتأكيد على رفض القرار الامريكي وتبيان خطورته والتأكيد على عدم قانونيته وعدم وجود أثر قانوني له، فنحن في الجامعة العربية انخرطنا منفردين وبشكل جماعي للتواصل مع المجتمع الدولي للحد من التبعات السلبية للقرار».
وقال الصفدي إن الاجتماع يهدف الى تقييم الاتصالات التي جرت للخروج باستنتاجات وسنستمر من خلال اللقاءات الفردية والثنائية بالتواصل مع المجتمع الدولي، وسيكون لنا مطالب محددة اولها الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م.
وقال الصفدي ان هذا الجهد الذي تقوم به اللجنة الوزارية جاء بتكليف من الجامعة العربية بعد ان اخذت قرارا سياسياً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية «وسنسعى للحصول على قرار سياسي دولي عالمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيرن 67».
واشار الصفدي الى ان هناك استمرار لاتخاذ اجراءات قانونية وسياسية للحد من تبعات القرار الامريكي ولمواجهة جميع الاجراءات الإسرائيلية غير القانونية، وقال «رأينا جميعاً ما قامت به إسرائيل أخيراً من خلال الكنيست حيث غيرت ما يسمى عندهم القانون الأساس للقدس الذي اشترط التفاوض على القدس بموافقة ثلثي اعضاء الكنيست وهو امر مرفوض حيث لا نعترف بأي قرار اسرائيلي يتعلق بالقدس حيث إن القدس تعتبر وفق القانون الدولي أرضا محتلة».
وبين الصفدي ان محاولات الحزب الحاكم في اسرائيل فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية من خلال المستوطنات هو امر مرفوض ومدان ويمثل خرقا للاتفاقات الدولية.
وقال ان هناك توجها من خلال الاتصالات مع الاطراف الدولية لاطلاق جهد دولي فاعل وسريع يسعى الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 والحد من اقدام اي دولة بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها اليها.
من جانبه اشار امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى امكانية الانتظار لعقد القمة العادية المقبلة التي ستعقد في الرياض في شهر اذار المقبل بدلاً من عقد قمة استثنائية.
الا ان الصفدي اشار الى ان امر عقد القمة الاستثنائية سيبحث في اجتماع وزراء الخارجية العرب نهاية الشهر كانون ثاني يناير الحالي .
وقال أبو الغيط إن اجتماع السداسية العربي الذي عقد في عمان هدف إلى تقييم الخطوات العربية التي إتخذت على مدار الشهر الماضي، منذ إعلان واشنطن نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بها عاصمة إلى اسرائيل.
وأَضاف أبو الغيط أن الاجتماع السداسي قيم الموقف العربي بعد اتخاذه لخطوات لمجابهة القرار الأمريكي وهي ذهابه إلى مجلس الأمن الدولي وتأييد 14 دولة للموقف العربي.
كما أشار أبو الغيط إلى أن الاجتماع العربي قيم الموقف الدولي ونتائج التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحاً أن تغيب وإمتناع 35 دولة عن التصويت لصالح القرار العربي في الجمعة العامة أمر لا بد من تقييمه.
وأكد أن الإجتماع السداسي فضلاً عن تقييم الموقف هدف إلى تقليل أي خسائر للفلسطينيين وأي نجاحات لاسرائيل، وأن التقييم العربي يأتي في هذا الأطار.
ورأى في الاجتماع السداسي أنه مفيد للغاية خاصة وأنه سيعقبه اجتماع عربي وزاري موسع نهاية الشهر الجاري لأجل التحليل والرؤية، مؤكداً أنها عملية مستمرة ولن تتوقف عند قرار وبما يحقق الهدف العربي من القرار الأمريكي.
وردا على سؤال حول الدعوة إلى قمة عربية طارئة اشار أبو الغيط الى أن ذلك سيقرره الاجتماع الوزاري العربي نهاية الشهر الحالي، في ضوء بدء أعمال الدورة العادية نهاية أذار المقبل والتي ستستضيفها المملكة العربية السعودية.
وفي معرض رده على سؤال حول توفير بديل عن الراعي الأمريكي لعملية السلام، أوضخ أبو الغيط أن الموضوع طرح ويوجد موقف فلسطيني بهذا الخصوص كون الولايات المتحدة بقرارها وضعت نفسها خارج التسوية.
وقال أبو الغيط إن هذا الأمر لا يتقرر بناء على قرار أشخاص أو مجموعة عمل بل يجب الاستماع إلى الأطراف الأخرى مثل: روسيا، والصين، والأمم المتحدة وهذا أمر يحتاج إلى كثير من النقاش.
وختم أبو الغيط بالقول انه لا توجد إلى الآن خلاصات بل هناك توافق على الاستمرار في السلام كخيار استراتيجي عربي، ملمحاً إلى إمكانية مناقشة أمر السلام خلال الاجتماع الوزاري العربي نهاية الشهر الجاري.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)