TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الــتعلُّق الــمَرَضِي
10/09/2017 - 7:15pm

الأستاذ. محمد يوسف حسن بزبز
مدير مدرسة – دكتوراه إدارة تربوية

تعتبر العلاقات التي يرغب فيها الفرد بالتفرد والاستئثار وامتلاك الآخر يدل على وجود تفكير مَرَضي أو اضطراب نفسي، وعدم نضج عاطفي ووعي فكري لدى أحد أطراف العلاقة أو كليهما، أو وجود نقص أو علة في النفس؛ لأن الأفراد وفي حالة عدم الاتزان النفسي والفكري يتعلقون بدرجة عالية بمن يُشبع حاجاتهم النفسية والعاطفية والجسدية.
فالإنسان عادة يحب التواجد قرب من يحقق قربه منه نوعًا من الإشباع والرضى الذاتي أو النفسي ويحقق له ذاته، حتى لو لم يدرك الطرف الآخر مقاصده الحقيقية أو أن يكون مدركًا لحقيقة مشاعر الآخر تجاهه. ولكن تبدأ الأفكار بالظهور تدريجيًا من خلال السلوكات والتعابير التي يبدأ الآخر بالشعور بها والتساؤل حول صحتها.
فالتعلق هو رابطة بين اثنين، والتعلق هو التقرب ممن يعطينا وجوده معنا الشعور بالأمان والحماية.
كبشر... هناك من يجد نوعًا من الرضى الداخلي عندما يشعر بحب الآخرين له أو الالتفاف حوله. وهناك من يحب أن يقدم ويساعد الآخرين وأن يؤثرهم على نفسه بين الحين والآخر، وما أطيب هذا الشعور وأروعه عندما يكون ما نعمل في سبيل مرضاة الله. ويجب أن نكون على درجة من الشفافية وحسن التقدير بحيث لا تتجاوز حدود واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه الآخرين الحد الطبيعي من العطاء والاهتمام والمشاركة؛ حتى لا نقع في ( فخ ) التعلق المَرَضِي سواء كان منا نحن أم من الآخرين؛ فكما يحقق وجودنا للآخرين نوعًا من الإشباع والرضى الذاتي لديهم يحقق وجود الآخرين لنا نوعًا من الإشباع والرضى الذاتي.
فليس بالضرورة أن يكون هذا الإشباع مرضيًّا أو محرمًا أو سلبيًا... ولكنه قد يكون كذلك إذا وُجدت البيئة النفسية المناسبة لذلك... فإن كنا نعرف أنفسنا ونفسياتنا فنحن لا نعرف نفسيات وحاجات الآخرين. لذلك يجب أن نكون حذرين وواعين وقادرين على وضع الحدود والحواجز الأدبية والفكرية التي تسمح لنا بالمساعدة والعطاء والنصح دون الوصول إلى المبالغة أو فقدان السيطرة على سير العلاقات مع الآخرين... فأولًا وأخيرًا نحن مسؤولون أمام الله عما نقول ونفعل.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)