TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
العنف الطلابي وليس الجامعي ؟
30/11/2016 - 5:30am

طلبة نيوز

العنف الطلابي وليس الجامعي!!
د. مفضي المومني
هذه مقالة كتبتها قبل سنوات وأظنها حاضره ولا باس من التذكير بموضوعها حتى نتخلص من العنِف الطلابي في الجامعات، فالعنف الطلابي في جامعاتنا الأردنية أصبح ظاهرة شئنا أم أبينا تؤرق مضاجع المجتمع والإدارات الجامعية تختفي لفترة، ثم تفاجئنا بالظهور مرات، ويعلم الجميع أن الموضوع اشبع بحثاً ودراسةً سابقا، ولم يكن يمضي أسبوع إلا ونسمع عن مؤتمر هنا أو ورشة عمل هناك تناقش هذا الموضوع وتحلله وتشخص أسبابه ومعالجاته،وفي النهاية كل الأفكار للمعالجة في واد وطلبتنا في واد آخر.
في البداية لي مأخذ على وصف عنف الطلبة بالجامعات بالعنف الجامعي !! فهل سنسمع يوما باعتماده من هيئة اعتماد التعليم العالي مثلا؟ وهل العنف الطلابي يستحق درجه جامعية؟ دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها وان لا تكرس السنة الباحثين والإدارات الجامعية والمجتمع هذا الوصف الغير حقيقي والذي ينمق العنف ويجعل منه جامعيا!!....اعرف أن المقصود غير ذلك لكن هو عنف طلابي ومهما استقصينا أسبابه فهو تخلف بامتياز، ومن يمارسه من الطلبة لديه تخلف في الفكر وفي السلوك وفي التنشئة لا تتناسب ومرحلته العمرية ولا مرحلته الأكاديمية، إذاً لنتفق على التسمية عنف طلابي أو عنف الطلبة في الجامعات، أو ممارسة التخلف بامتياز، ليعلم كل من يمارسه ويشارك فيه، انه في اللحظة التي يمارس فيها العنف فهو ينقل نفسه طائعاً وجاهلاً من طالب جامعي إلى شخص متخلف اجتماعياً وسلوكيا وبحاجة إلى علاج، قد يكون علاجا نفسياً أو اجتماعياً، صحيح أن الطلبة الجامعيين ليسوا وحدهم المسئولون عن العنف، وان العنف الطلابي في الجامعات هو امتداد لعنف مجتمعي لم نعهده من قبل في مجتمعنا الأردني الطيب، وصحيح أن امتداده وتكوينه فئوي ومناطقي وعشائري في الغالب، وصحيح آن المدرسة لها دور كبير في تهذيب سلوك الطالب لأن مخرجات المرحلة المدرسية هي مدخلات المرحلة الجامعية، فليس من المعقول ولا من الممكن في الكثير من الأحيان أن تستطيع الجامعة تغيير سلوك طالب بفترة قصيرة عند دخوله الجامعة، أو في سنه إلى أربع سنوات، مع أن ذلك مطلوب ومهمة على الجامعة القيام بها، الطالب الجامعي امتداد وعينة تمثل مجتمعه الأصغر.
ومن مراجعتي ومطالعتي لمعظم ما تم لحينه من دراسات وأسباب العنف الطلابي في الجامعات ومقترحات معالجته فإن العقوبات التقليدية ( فصل أو إنذار أو الضرب بيد من حديد كما يقول بعض المتشدقين من الإدارات الأكاديمية التي لا تعرف معنى التربية)، هي فقط التي تنفذ في الجامعات أي العمل بردة فعل ولا يتم الأخذ أو تفعيل المعالجات العلمية الوقائية نتاج أبحاث تمت وشخصت ووضعت التوصيات، وللأسف تنسى بعض الإدارات الجامعية كل ذلك وتذهب إلى العقوبة والعقوبة فقط، على مبدأ (اقلع السن واقلع وجعه) والذي كان الناس يختارونه أيام زمان مكرهين، لأنه لم يكن شيء اسمه طب أسنان في حينه، ونحن نعرف أن بلدنا يزخر بالمتخصصين و الاكاديمين في كل المجالات التي نحتاجها.
مطلوب أن تضع وزارة التعليم العالي إستراتيجية متكاملة لمعالجة ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات ولا ينفصل ذلك عن إستراتيجية وطنية تقع على عاتق الحكومة لمعالجة ومواجهة العنف المجتمعي ككل، والذي أصبح ظاهرة أيضا.
ولنفكر بطرق جديدة للمعالجة تبتعد عن العقوبات التقليدية التي ثبت أنها لا تجدي إلى حد كبير، لان الظاهرة موجودة ومتكررة، واعرض بعض الاقتراحات التي ربما تكون نواة لاقتراحات أخرى تساهم بحل المشكلة، ماذا لو تم فرض ساعات عمل تطوعي في الجامعة أو المجتمع للطلبة الذين يشاركون في العنف في الجامعات، وقد يكون ذلك في دور الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة أو دور المسنين أو أعمال ونشاطات جامعية تشاركيه، او غير ذلك.... لنشعر الطالب المشكل بذاته، وانه عنصر فعال في المجتمع وان لديه بدائل ليثبت ذاته غير المشاجرات والعنف، وان العمل الذي يؤديه سيعمل على تهذيب نفسيته وإدماجه اجتماعيا.
ماذا لو تم عمل دورات تأهيلية إلزامية للطلبة المشاركين في العنف، يخطط لها بشكل علمي، ويقدمها تربويون وأخصائيون في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع ....الخ، قضية أخرى تعودنا دائما في دراساتنا وتوصياتنا أن نفكر نيابة عن الآخر فتجد المؤتمرات والندوات تعج بالمختصين والأساتذة الجامعيين وننسى الطلبة ولا نشركهم بالقضية وفي وضع الحلول لها ، وغالبا يلجأ البعض إلى التفكير بان الطالب قاصر وغير مؤهل للمشاركة، ويذهب البعض إلى نعت الجيل كله بأنه فاشل، مع أن طلابنا يفكرون ولديهم مبادرات، ولو راقبنا كتاباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي لوجدنا أن لديهم أفكار وكتابات تنم عن إبداع، وتنم عن هروبهم ليعبروا بحرية في هذه الشبكات لان الأجواء الجامعية والمدرسين يضيقون ذرعاً بأي مناقشات أو أفكار للطلبة، ولا يحتملون سماعهم ويتعاملون معهم بفوقية، وتقتصر العلاقة على اللقاء في المحاضرة والذي يكون من طرف واحد عند غالبية الأساتذة الجامعيين، ويكون الطالب الطرف السلبي المستمع الذي لا حول له ولا قوة، إضافة لذلك لا نجد مشاركة لأولياء أمور الطلبة ولا لمؤسسات المجتمع في مناقشة ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات، مع أنهم طرف مهم في المعادلة .
أخيرا لنصف هذه الظاهرة بأنها العنف الطلابي وليس الجامعي، ولنقولها بكل صراحة العنف الطلابي تخلف بكل تفاصيله وعار على نظامنا التربوي والمجتمعي إن استمر، ولنفكر بطرق غير تقليدية للمعالجات، لعلنا نصل يوما ما إلى جامعات ومجتمعات تخلو من العنف لا بل التخلف. ... حمى الله الأردن.

صورة 1

التعليقات

Heyam Alfwaer (.) الجمعة, 12/02/2016 - 10:11

السلام عليكم ابناء وطني المخلصين
مقاله شامله لوصف ظاهرة العنف الطلابي بالجامعات الاردنيه
وقد تمنيت لو اطلعت عليه سابقاً فظاهرة العنف كما اشرت لذلك ليس جامعيا وانما ظاهره عدوانيه لدى بعض طلبة الجامعه، فقد وقعت كما وقع غالبية من بحث او كتب بهذه الظاهره على انها عنف جامعي ، كما ان المقاله مميزه من حيث التوصيه باهمية الاستماع واشراك الطلبه الذين يقمون بهذا السلوك العدواني سواء المادي او الرمزي وحتى على صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف قنواته،
كما ان هذه القضيه لن يقضي عليها الا باقتلاع اساسها المريض فكرياً او اجتماعياً وحتى نفسياً لنتعدى ذلك بتفعيل العقوبه الرادعه والتي لا تقضي وتعاقب بال التي تعلم وتشكل لدى الطلبه سلوكاً سوياً وفكراً مستقيماً يمنع ويصد القيام بالعنف
كل الشكر دكتور مفضي للاهتمام.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)