طلبة نيوز-

طلبة نيوز- عبد الله العزّام
تزامناً مع ما تشهده الساحة الدولية السياسية من تخبط غير اعتيادي في مواجهة التحديات والأزمات العالمية من أزمات إنسانية وكوارث إرهابية وانهيارات في البنى الاقتصادية عموماً، والتي حولّت بطبيعتها دون فهم الواقع الدولي بجميع خفاياه وكواليسه ومفاجأته، تشكلت هناك صراعات دولية ذات طبيعة خاصة، لم تعتد الشعوب العربية على تناولها ومواجهتها وفق أطر تحليلية عميقة، سواء على المستوى الخارجي من ناحية أو على المستوى الداخلي من ناحية أخرى، مما شكل حالة من الغموض الإدراكي لفهم الحالة السياسية وتطوراتها بشكل عام. 
ونتيجة لذلك تشكّلت هناك علاقات عربية مع دول غربية وفقاً لمتطلبات المشهد الجيوستراتيجي العالمي بما يضمن إحداث بلورة في الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالشكل الذي يجسد كيان خارجي للعرب خارج إطاره المكاني في محاولة لمواجهة التحولات والأحداث التي تجري تماشياً مع المشهد العالمي، وبشكل يضمن ردع خطورتها على النطاق المكاني للدولة أياً كانت، وهذا بالطبع لم يعتد عليه الإنسان العربي لكونه يجد في تلك العلاقات على أنها محرمة ومن شأنها أن تمس القومية العربية والنظم السياسية كذلك. 
ونظراً لذلك وفي ظل المتغيرات الراهنة على الإنسان العربي، أن يعمل باتجاه وطنه وحضارته، مع ضرورة التعاطي الإيجابي مع تلك العلاقات وفق مقتضيات المرحلة الحالية، من حيث تجاوز تداعيات الإحباط العامة التي يعيشها الإنسان العربي في كافة الجوانب الحياتية والعملية، والتحلي بالحكمة والتعقّل والاتزان أينما حل وارتحل، وهذا مرهون بالتأكيد بعدم الالتفات إلى تلك العلاقات والصراعات الإقليمية والدولية والانشغال بتحليلها وفق أطر سطحية وتوجيه الانتقاد الجارح وإلصاق التهم بالغير بغير علم، والتي تزايدت إفرازاتها السلبية الضاغطة في الآونة الأخيرة على الفكر والرأي والتوجه وفقاً للمخططات الغامضة دون فهم ودراية وعلى حساب الأرض العربية والنظم السياسية على اختلاف مسمياتها! ... لا تكن بوقاً من حيث لا تدري!