TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الشباب تنمية مستدامة او لا شيء !
30/03/2017 - 4:15am

طلبة نيوز

الشباب تنمية مستدامة او لا شيء!

كتب : طارق زياد الناصر
بعيدا عن رأيي الشخصي في ضرورة ضبط ايقاع المؤسسات التنموية المنتشرة في محافظات المملكة وتأطيرها بشكل علمي وعملي بما يحد من كثرتها التي تؤدي الى ازدحام طريق التنمية او تعطيل سيرها، اتسآل دائما هل حقا بات الشباب اداة للتنمية المستدامة ؟ خاصة وانهم وقود هذه المؤسسات ورصيدها، وفي غالب الامر ارى الاجابة بعيدة عن الكثيرين من العاملين في مجال الشباب نظرا لعدم وجود ارقام تفصيلية دقيقة وموثوقة لمنجزات هذه المؤسسات، او على الاقل نتاج ملموس نستطيع استخدامه للاستدلال على الاجابة المطلوبة.
وبالرغم من وجودي ضمن منظومة العمل الشبابي لسنوات مضت واكتسابي لمهارات جيدة في ادارة العمل الشبابي ومعرفة جيدة في كيفية عمل مثل هذه المؤسسات، فأنني لا استطيع ايضا الدفاع عن اي من المؤسسات الشبابية اذا ما طلب مني ذلك، خاصة اذا قيس الامر مع متطلبات التنمية واسسها، وهنا لا بد من الاشارة الى نجاح بعض هذه المؤسسات في بعض المحافظات وفشل اخرى في محافظات اخرى، إلا انني ايضا ارى بصيصا من امل في حال قامت المؤسسات المعنية بالعمل التنموي بالاستفادة من الشباب في برامج نوعية مدروسة، وتقديم خططها الاستراتيجية مصحوبة بالارقام والدراسات الواقعية القابلة للقياس والتطبيق.
واعتقد ان وزارتي الشباب والتخطيط مع الجامعات الاردنية لا بد لها من اخذ زمام المبادرة في هذا المجال بالتنسيق مع كل الجهات الحكومية والمدنية المعنية بالتنمية والشباب والبدء برسم خارطة طريق جديدة لاحداث تنمية حقيقية في المحافظات واستثمار وجود روح المبادرة والتنظيم المؤسسي والشباب الذي يملك الطاقة ويستطيع توظيفها توظيفا صحيحا.
فتمكين الشباب اقتصاديا من خلال فرص التدريب والتشغيل الذاتي وتوفير البنى التحتية والتمويل للمشاريع البسيطة التي يرغبون بتنفيذها هو مكون رئيس من مكونات التنمية الاقتصادية الوطنية ودافع قوي لتحريك عجلة الحياة الاقتصادية في المجتمعات المحلية والمحافظات.
وعلى صعيد متصل فإن اشراك الشباب في صناعة القرار ضمن مجتمعاتهم من خلال مبادرات حقيقية تتعدى حوارا عابرا مع مسئول او لقاءً مع صانع قرار او ندوة تعريفية حول قانون ما او اجراء تنفيذي، وذلك لا يتم الا من خلال فهم ووعي لدور الشباب من مدراء المؤسسات التنموية اولا ثم القطاعات المختلفة في الدولة.
ان السير في عملية التنمية دون الالتفات الى الشباب كصانع حقيقي لها، هو خطيئة يرتكبها القائمون على التنمية ومؤسساتها، ولا تقل خطورةُ هذا الامر عن ادارة هذه المؤسسات من غير المتخصصين او غير الاكفياء، والعملُ على تقويم البناء التنموي يحتاج الى رؤية شاملة واضحة مع ادراجه في قمة اولويات وبرامج الحكومات المتعاقبة.
ختاما وبالرغم من معاتبة صديق لي على اهتمامي الزائد- من وجهة نظره- بالكتابة في قضايا التنمية والشباب فأنني اكرر ضرورة الاهتمام بمثل هذه الموضوعات واعطائها الاولوية القصوى، فاهمال الشباب يعني اننا نسير الى لا شيء واننا لا نرى المستقبل، وادراك امكانياتهم وتطويرها يعني اننا سنستمر في مسيرتنا دون توقف او فشل وصولا الى تنمية وطنية ناجحة حقيقية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)