TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الشباب الجامعي والهوية الوطنية
10/07/2017 - 11:45am

طلبة نيوز- 

الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان

عميد كلية الهندسة-جامعة الحسين بن طلال

 تعتبر الجامعات الأردنية مؤسسات وطنية تربوية تهدف ومنذُ نشأتها إلى ترسيخ الثقافة والهوية الوطنية القائمة على تكريس مفهوم المواطنة الصالحة وتكريس مبادئ وقيم الديمقراطية وأيضا التسامح والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر واعتماد الحوار المسؤول الهادف بغية الوصول إلى التفاهم والتحاور بين الطلبة ويعتبر الذين ينضؤون تحت لواء هذه الجامعات نموذجاً للالتزام بسلوكيات مدنية رفيعة المستوى ، فسعت الجامعات إلى المحافظة على سمعتها الجيدة وسمعة ومتابعة خريجيها.

ومن هنا كان نداء جلالة الملك عبداللة الثاني بن الحسين المعظم بالشباب الأردني" فلتجعلوا جامعاتنا منارات علم وحاضنات وعي واحترام للتنوع وقبول الأخر ورفض الانغلاق" وفي الكلمات الملكية الرائعة التي تمثل اعتزاز القائد بالشباب يحمل جلالته الشباب هذه المسؤولية الكبيرة في تجسيد الهوية الشبابية الوطنية الجامعية, فان جلالته ينظر لبلورة هوية وطنية جامعة وانجازها ا من خلال عملية تشاركيه بين الجامعات والدولة والمؤسسات الوطنية الرسمية والمدنية وفي مقدمتها مؤسسات التعليم العالي وخاصة الجامعات وهنا يأتي دور الجامعات مسؤوليتها في صياغة الشباب وتربتهم وتاهليهم وتوجيهم للمساهمة في تشكيل الهوية الوطنية الجامعية وتجسيدها لتكون نبراس لهم في حياتهم العلمية والعملية.

وهنا لابد للجامعة إن تكون قادرة على توفير متطلبات البيئة الجامعية الصحيحة وان تمتلك إدارات الجامعات الروية التي تمكنها من صياغة  مجتمع جامعي مبني على مبدأ الانتماء الوطني المبني على فكرة التفاعل الايجابي والحوار الهادف والتسامح والاعتزاز بالقيم والمبادئ الوطنية التي من شانها تعزز قيم الانتماء الوطني.

فإذا كان بناء المجتمع الوطني والهوية الوطنية لا تقوم إلا في بيئة وطنية مبينة على التسامح والمحبة ونبل الأخلاق والعدالة والمساواة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة فان دور الجامعات محوري في تجسيد هذه المبادي  من خلال تطوير المناهج الدراسية وفي مقدمتها مناهج التربية الوطنية في إبراز المواطنة الصالحة, فالمعيار الحقيقي  للمواطنة هو الانتماء للوطن الذي يجعله حصينا في مواجهة الإخطار والتحديات, ويحول دون اختراق القوى الطامعة بالمجتمع, ويكون الانتماء بالعمل الصادق الدؤوب في خدمة الوطن والتضحية في سبيله, ويتجسد ذلك الانتماء, سلوكا وممارسة بالعديد من المعايير وفي مقدمتها تعزيز الهوية الوطنية والتمسك بالدستور والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله والاعتزاز بة والحفاظ علية والعمل على رفعته, وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.  

وهنا يأتي دور عمادات شؤون الطلبة في الجامعات في إبراز وبناء الشخصية الوطنية للطالب الجامعي يجسد فيها الثقافة الوطنية والإيمان والعمل الجاد والتحلي بالأخلاق النبيلة والتسامح والحوار الهادف وتعزيز القيم النبيلة  والتخلص من الظواهر الغريبة على مجتمعنا لدى الطلبة من خلال العمل المنهجي في توسيع أفاق الطلبة وصهرهم في تيار الانتماء الوطني للوصول إلى شخصية وطنية جامعية وذلك من خلال رؤية واضحة وخطط وبرامج عمل وأنشطة متعددة  في دمج الطلبة في برنامج وطني يترجم تطلعات ورؤى جلالة الملك عبداللة الثاني المعظم  في بلورة شخصية وطنية للطالب الجامعي يجسد فيها الانتماء قولا وعملا.  

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)