TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
السكين !
03/02/2015 - 12:00am

طلبه نيوز

سميح المعايطة
حين كان التنظيم الإرهابي يبث تسجيلات إعدام الرهائن الأجانب قبل شهور لم يكن الناس يتوقفون عند تلك المشاهد إلا باعتبارها شيئاً مثيراً، فمشاهد الذبح بالسكين مرتبطة بالإجرام، لأن الإسلام حتى في ذبح الأضحية أو ما يشابهها حث المسلم على أن لا ترى الذبيحة السلاح، فكان مثيراً بشاعة الإجرام، وكان واضحاً أن داعش أرادت من تلك المشاهد بث الرعب في نفوس الناس في دول عديدة.
لكن ما هو مختلف بالنسبة للأردنيين كان مشهد قتل الرهينة الياباني الثاني لأنها عملية مرتبطة بشكل ما بمصير الأردني معاذ، ولعلها المرة الأولى التي كان فيها مشهد القاتل الأوروبي وهو يلوح بالسكين نرى فيها ذلك السلاح يعمق الصورة السلبية لهذا التنظيم، فكل أردني دقق فيها رأى فيها سلاحاً يستهدفه من خلال إستهدافه لمعاذ، وتأكد لنا جميعاً أن هذا التنظيم عدو لكل أردني وكل عربي ومسلم.
وكم هو غبي من يعطي الشرعية للقتل في هذا التنظيم لأنه لا يدرك أنه حتى لو كانت تلك المشاهد تصنع الرعب فإنها أيضاً تصنع الحقد والكراهية لدى الناس تجاه هذا الفكر وحملته بل ربما تتوسع دائرة الحقد إلى إطار أوسع من تنظيمات التكفير والإرهاب.
وإذا كان هذا التنظيم يسمي نفسه دولة ويدعي أنه يحمل مشروعاً للأمة فإنه بهذه السكين وغيرها يعمق حالة الكراهية له ولكل تياره لدى عامة الناس، أنهم مثلما وصف الله تعالى يهود المدينة المنورة :- « يخربون بيوتهم بأيديهم... «.
ولو تخيلنا - لا قدر الله - أن هذه السكين مست حياة أردني فإنها ستجعل كل حملة هذا الفكر أعداء لنا جميعاً، وحتى أولئك الذين يختفون على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهرون تأييداً لهذا الفكر فإنهم سيكونون أعداء للناس قبل الدولة.
انها السكين التي كلما مست مواطناً من بلد بسوء عمقت العداء لهذا التنظيم، وجعلته عدواً مباشراً للناس قبل الحكومات، وبخاصة أن كل ضحايا هذه السكين الذين رأى الناس مشاهد قتلهم إما صحفيون أو موظفون في هيئات إغاثة.
فرق بين عقلية حملة الرسالة والعصابات فما كان المسلمون يقولونه لأعدائهم في الحروب دعوة لإخراجهم من الظلمات إلى النور وليس كما قال القاتل الأوروبي أن جماعته « متعطشة للدماء... «، فأي فكر أو رسالة تقولها للعالم بأنك متعطش للدماء.
هذه السكين ستنهي حالة الحياد التي يعاني منها البعض في موقفهم من هذا التيار وأفعاله، فالقضية ليست حرباً بين « مجاهدين « وأمريكا، بل هي الحرب بين المسلمين وهذا الفكر مهما كان اسمه الحركي من القاعدة إلى داعش وأنصار الشريعة والتكفير أو الهجرة.....
كما أن هذه السكين ستحول كل متعاطف أو متفهم لهذا الفكر والتنظيم إلى عدو للناس ومجموعة منبوذة، وسيكون جزءا من واجب الدولة أن تذهب إلى الحد الأقصى من التشدد تجاه هذا لأن في هذا حماية للناس وليس استحقاقاً لتحالف دولي.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)