طلبة نيوز

الزنزانة الفكرية السرية التي شيدها المسؤول !؟ 
زيد احسان الخوالدة 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ، تَفَرَّدَ بِهِ سُفْيَانُ .

أن البعد الإنساني هو الأساس في نجاح أي منظومة إنسانية. وإن إهمال هذا البعد يمثل حالة تردي لهذه المنظومة. لذلك عندما نتكلم عن الريادة والإبداع والتفكير الإيجابي نتكلم عن الحاضنة الإيجابية. ولا يمكن أن يكون ذلك إلا حينما نجعل المصلحة الوطنية هي أعلى وأكبر من الأهواء والاراء الشخصية بالناس. فليس المهم أن يعجبك الشخص. ولكن المهم أن تعجبك فكره هذا الشخص. ان الأنانية المفرطة التي يتعامل بها المسؤول ونمطية تعاطيه مع الأزمات والمستجدات بأدوات لا تتوافق مع الإرادة الوطنية العليا في التغيير الإيجابي التي نادى بها جلالة الملك هي مثال من أمثلة الشد العكسي الذي يضر بالمصلحة العامة. 
ان فرض الهيمنة على مفاصل المؤسسة وعدم تقبل ألوان الطيف فكريا وانسانيا بفسيفساءه وألوانه الحقيقية الكاملة بدون "غش" هو شكل من أشكال الوصاية على العقول ونوع من سرقة الإرادة وتوجيه التنمية وعدم شموليتها بما لا يخدم المصلحة العامة وهذا يضع علامة استفهام حول هذا النوع من الإدارة. 
إن الترهيب وأدواته الشيطانية لا يمكن ان تكون مقبولة ولا يمكن اعتبارها إلا جريمة مضافة بحق الوطن وفرسانه الميامين الأحرار. 
ان هذه السياسة التي ينتهجها المسؤول ستؤدي إلى مزيد من الاحتقان وانتشار لغة الانتقام بين الجهلاء ومتصيدي الفتنة وفيما يعد إلى انتشار الجريمة المنظمة. 
انها معركة الحفاظ على المكتسبات الشخصية والانشغال عن الهدف الأسمى إلا وهو تحقيق الأفضلية. 
ان رفض أي فكرة إيجابية في معناها العميق هي رفض مطلق للتفكير ومن يمنع الآخرين من التفكير هو مرتكب جريمة بحق الوطن مهما كانت مبرراته ومهما كانت إنجازاته. 
ان الرصيد الحقيقي لأي مسؤول هو الرضا الوظيفي ورضا متلقي الخدمة وحجم الإنجاز والقدرة على تقبل ألوان الطيف وتحقيق الشفافية. وغير ذلك هي جريمة كبرى مع سبق الإصرار والترصد بحق الوطن.

صورة 1