TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الزميل علي العزام يكتب "كيف ستكون نتائج طلبة المدارس الأردنية في امتحانات "PISA" و " TIMSS" هذا العام ؟"
14/11/2016 - 5:45am

طلبة نيوز

كتب علي العزام

في ظل الحديث عن المخرجات التعليمية والتربوية في المدارس الحكومية والخاصة بعد ما شهدناه من إجراءات صارمة من قبل وزارة التربية والتعليم بقيادة الوزير الدكتور محمد ذنيبات والذي أمضى حتى الآن أكثر من 3 سنوات كوزير للتربية نشط فيها بعمليات الضبط لامتحان الثانوية العامة إضافة إلى إصدار أنظمة لتنظيم العمل في المدارس الخاصة وانخفاض بشكل منقطع النظير بإعداد الطلبة الناجحين في الثانوية العامة للأعوام الثلاث الماضية .

وفي ظل هذه السياقات يأتي الحديث عن وضع الأردن التعليمي في المستوى الدولي ولعل الاختبارات الدولية التي تعقدها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) مثل امتحاني القدرات TEMSS و PISA لقياس وتقويم المستوى التحصيلي للطلبة في المدارس على مستوى العالم بمواضيع الرياضيات والعلوم والقدرات في القراءة هي من أهم المؤشرات التي يجب أن تأخذ بالحسبان لدى صناع القرار والسياسات في هذا الإطار على المستوى المحلي.

الملكة رانيا العبدالله وقبل نحو شهرين تقريبا وفي حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية تحدثت وبشكل واضح وصريح عن هذه الاختبارات الدولية ومدى التراجع الذي وصلنا له في الأردن حيث قالت الملكة في كلمتها
" وشيئا فشيئا .. تبدأ الطموحات الكبيرة تصغر أمام نوعية التعليم. فحسب الدراسات، ثمانون بالمئة من طلاب الثاني والثالث الإبتدائي هم دون مستوى مرحلتهم في القراءة. وطلاب المرحلة الإبتدائية في الأردن متأخرون في مادة الرياضيات.

نصل إلى الصف الثامن، لنرى تقييم الأردن في اختبار التيمز الدولي للرياضيات والعلوم لم يتحسن في الدورتين الأخيرتين، بل تراجع!

ثم في الصف العاشر، نجد أردننا الطموح ضمن الدول العشر الأواخر في اختبار البيزا من أصل ست وخمسين دولة. "

ما ذكرته الملكة رانيا العبدالله هو واقع صحيح فالدراسلت تشير إلى أن الأردن بدأ بالاشتراك بهذه الامتحانات منذ العام 2006 حيث كانت المشاركة في ذلك العام البداية وكانت النتائج العامة للملكة في كافة المدارس الحكومية والخاصة ووكالة الغوث والثقافة العسكرية 401 وهما يقل عن المتوسط العام الدولي بيد أن المشاركة الأردنية في العام 2009 كانت الأفضل على صعيد المشاركات كافة وذلك أن الأردن تراجع من جديد في العام 2012 .

في العام 2009 الأردن كان ضمن أو 30 دولة في التصنيفات الدولية وذلك في تقدم واضح عما كانت عليه النتائج في العام 2006 ولكن في العام 2012 وتماما كما ورد في حديث الملكة رانيا العبدالله فإن الأردن أصبح ضمن آخر 10 دول شاركت في هذه الامتحانات حيث كان موقع الأردن في الرياضيات والعلوم والقدرات في القراءة بين 56 و65 على مستوى العالم.
ولا بد من الإشارة هنا أن وضع المدارس الخاصة كان أفضل بكثير من المدارس الحكومية حيث أن طلبة المدارس الخاصة كانوا يزيدون عن طلبة المدارس الحكومية في هذه الاختبارات بما يزيد عن 40 نقطة وكانوا يقتربون من المتوسط العام الدولي إلا أن أداء طلبة المدارس الحكومية المتدني هو م السبب في تردي المتوسط العام للمملكة بشكل عام.

كما وأن الدراسات تشير إلى أن نتائج الإناث في الأردن كانت أفضل بكثير من نتائج الذكور على عكس النتائج في بقية دول العالم حيث أن المتوسط العام في الدول في أعلى السلم تشير إلى تميز الذكور عن الإناث في هذه الامتحانات .

منذ العام 2013 بدأ الوزير ذنيبات بعمليات إصلاحية في النظام التعليمي وأصدر قرارات وأنظمة للمدارس الخاصة التي كانت أفضل من المدارس الحكومية وذلك بهدف النهوض بالعملية التعليمية والتربوية في المملكة وبعد ثلاث سنوات من هذه الخطوات لا بد أن نشهد تطورا عما شهدناه من تردي في العام2012 حيث أن المنظمة قامت بإجراء امتحاناتها وسيتم الإعلان عن النتائج خلال الأسابيع الثلاثة القادمة .
الوزير الذنيبات الذي تلقى دعما كبيرا من قبل صانع القرار في الدولة ومن قبل كافة مؤسسات الدولة وأطلقت يده إلى أبعد مدى في السنوات الأخيرة باتخاذ ما يراه مناسبا لإصلاح التعليم لا بد وأن نشهد نهاية الشهر الحالي نتائج مشرفة في هذه الاختبارات الدولية لأن 3 سنوات مهلة كافة لأحداث تغيير ولو بشكل طفيف عما كان عليه الحالي في العام 2012 .

لا نريد أن نصبح ضمن فئة الدول العشرة الأولى مرةواحدة ولكن يفترض بعد كل هذا الضجيج أن نرى طحنا وان نشهد تطورا نحو الأفضل يعطي لنا الأمل بأن مسيرتنا التعليمية تسير بخطى ثابتة .

خلال السنوات الثلاث الأخيرة سمعنا الكثير من الوزير ذنيبات ورأينا مجموعة إجراءات كانت أشبه ما تكون عقابية أحيانا بحق المدارس الخاصة وكل ذلك كام في سياق النهوض باتجاه الأفضل.

وبخلاف ما كان عليه الحال عند إجراء الامتحانات عام 2012 من اعتصامات واضراب للمعلمين تزامن مع عقد تلك الاختبارات فإن الوضع خلال فترة الوزير ذنيبات تميز بالهدوء وعدم وحود اي إضرابات واستقرار تام إضافة إلى تمكين لم يتلقاه اي وزير قبل الذنيبات .

الأردنيون جميعا على موعد نهاية تشرين الثاني الحالي مع امل جديد بتحسن في أداء طلبة المدارس ضمن هذه الاختبارات التقييمية الدولية والتي تعقد من قبل منظمة حيادية ليس لها ناقة أو جمل من أي طرف وما علينا ألا الجلوس والانتظار لعل الأقدار تأتينا بجديد يعيد فينا الأمل والحياة من جديد .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)