TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الدكتور علي الربيعي والفنان عبد الحسين عبد الرضى من يحكم على من؟
15/08/2017 - 12:30pm

طلبة نيوز-

أ.د محمد عيسى الشريفين

"لا يجوز للمسلم الدعاء لعبد الحسين عبد الرضا لأنه رافضي ايراني مات على الضلالة وقد نهى الله المسلمين أن يدعوا بالرحمة والمغفرة للمشركين" بهذه التغريدة المليئة بالكراهية والتدليس نعى الدكتور علي الربيعي الفنان الكويتي المسلم المبدع عبد الحسين عبد الرضا رحمه الله تعالى.

لا ادري عماذا اتحدث وبماذا أبدأ!! هل ابدأ بالحديث عن المرحوم الفنان عبد الحسين؟ أم عن الدكتور  علي الربيعي وفتواه؟ أم عن ظاهرة امتلاك التفويض الالهي؟ أم عن خطاب الكراهية -الذي مزق هذه الأمة وشرذمها وحطها في مكان لا تحسد عليه-؟ سأجمل ما اود الحديث عنه في محطات.

المحطة الأولى:الدكتور علي الربيعي.

"الخبير الدولي في العقليات.... صاحب براءة اختراع في إنعاش العقل ومضاعفة الحفظ والاستيعاب الى100ضعف.....والحافظ لكتب أمهات الحديث"، وهذا التعريف وفق ما هو مستل من صفحته الالكترونية الخاصة.

هذا وقد لفت نظري في هذه الصفحة وفي مشاركات الدكتور في مواقع التواصل الاجتماعي ثلاثة أمور:

الأول: أنه لا بد من استبدال جملة "الخبير الدولي في العقليات" بــــ"الخبير الدولي في اثارة الأحقاد والكراهية".

الثاني: أن الخبير الدولي في العقليات يخلط بين العقل والذاكرة، فهو وفق زعم صفحته خبير دولي في الذاكرة وليس في العقليات، ولا أدري من اين اكتسب حتى هذا اللقب.

الثالث: أن الدكتور يدعي امتلاك التفويض الالهي، فهو يعرف متى يوافق الشريعة، وهو برأيه لا يخالفها، وينضاف إلى ذلك أن له الحق في تحديد المؤمن من المشرك، ومن يُستغفر له ومن لا يستغفر له، ومن سينعم برحمة الله ومن لا تناله الرحمة، وبالتالي فقد اقام نفسه مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أذكر هنا أن خبير العقليات سحب تغريدته واعتذر بعذر اقبح من ذنب، حيث سأل الله تعالى أن يرحم الموحدين من أموات المسلمين، طبعا المرحوم عبد الحسين برأي الدكتور من المشركين، وبالتالي فهذا لون من الوان التدليس، كما أنه يرى في تصريح له –حيث يقوم بواجب الدعوة والتنوير للاوروبيين ومن هناك اطلق طلب عدم الاستغفار- انه لم يخالف الشريعة!! طبعا يقصد مذهبه.....الحمد لله تعالى القائل في محكم التنزيل" وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ".

 

المحطة الثانية: المرحوم الفنان المسلم الكويتي المبدع عبد الحسين عبد الرضى.

فنان كويتي عربي مسلم مبدع بدأ مشواره الفني عام  1961 وذلك من خلال مسرحية صقر قريش وهي مسرحية شعرية كاملة، من اخراج المصري المبدع زكي طليمات، يعتبر من طلائع فناني الكوميديا العرب، أدخل الفرح والسرور على قلوب كثرة كاثرة من  الناس، كان آخر  أعماله سيلفي 3 مع الفنان السعودي المبدع ناصر القصيبي.

اذا استمعت له فإنما تستمع لإنسان ملئ بالإنسانية، يتحدث عما في قلبه، لا يتصنع، يحمل قضايا امته وبلده الكويت بالدرجة الأولى، قدم جميع اعماله كرسالة لا كوظيفة.

رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

 

المحطة الثالثة:  النائب العام السعودي.

"فقد تحرك النائب العام السعودي وتوعد بمقاضاة ناشري أي مواد مكتوبة أو مصورة تحتوي “مضامين ضارة بالمجتمع” بما في ذلك “الكراهية والطائفية".ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن الشيخ سعود بن عبد الله المعجب قوله إن "أي مشاركة تحمل مضامين ضارة بالمجتمع أياً كانت مادتها وذرائعها ووسائل نشرها فإنها ستكون محل مباشرة النيابة العامة وفق نطاقها الولائي وبحسب المقتضى الشرعي والنظامي"

يشكر هذا التحرك للنائب العام السعودي الشيخ سعود بن عبد الله المعجب، وهذا التحرك لا يأتي في إطار حماية الشعب السعودي فحسب بل تكمن أهميته في حماية الأمة الإسلامية كأمة، وذلك أننا نعيش عصر العولمة، ومن يغرد من العلماء لا يغرد للمنطقة التي يعيش فيها فحسب وإنما يغرد للعالم.

  تبرز هنا أهمية قوننة تجريم الأقوال والافعال  التي تثير الكراهية والطائفية، وتؤجج الصراع ، ولعل عالمنا الاسلامي بحاجة ماسة وعلى مستوى جميع الدول إلى قوننة تجريم هذه الأفعال، والسبب في ذلك أن التجربة التاريخية وكذا التي نعيشها اليوم قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الطائفية مرض عضال، لا يمكن أن تستقيم معه حياة، لا وبل لا يمكن أن يثمر الا تخلف المجتمع وترديه واستنزاف موارده وعقول ابناءه.

المحطة الرابعة: المؤسسات الدينية، كليات الشريعة، العلماء والدعاة والوعاظ.

تشكل هذه الطبقة ركيزة اساسية في المجتمع وتأثيرها -سلبا أو ايجابا- كبير، وذلك من خلال المساجد والمدارس والجامعات ووسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وينتظر من هذه الفئة أن تكون صاحبة تأثير إيجابي تنويري على المجتمع يتمثل أول ما يتمثل بالإصلاح بين الناس والحفاظ على وحدة المجتمع، والعمل على ترقيته وتثقيفه بما يضمن له التماسك والتدرج في مراقي الخير بكل ما تعني هذه الكلمة.

إذا نظرنا إلى واقع هذه الطبقة نجد أنها تخلت عن دورها الإصلاحي المنوط بها -وهذا الحكم أغلبي لا ينطبق على جميع افراد هذه الطبقة- وصار يلاحظ علهيا الأمور التالية:

أولا:ربط حرية الرأي بالانتماء السياسي أو بالطائفة أو المذهب أو العرق.

بمعنى أن هذه الطبقة تضمن حرية الرأي لمنتسبيها فقط وتحرم ذلك على غيرهم، ويتعاملون مع الآخر وفق مبدأ: من لم يكن معي فهو ضدي. بل: من لم يكن معي فهو عدو لله ورسوله.

من ناحية أخرى فإن هذه الطبقة تعتبر الاعتداء والتجاوز في حرية الرأي مسموح به لمنتسبيها، وهو من قبيل الصدع بالحق، وفي نفس الوقت فهو محرم على غيرهم، وهو لغيرهم من قبيل البذاءة واطالة اللسان.

ثانيا:اشراك العوام في المخاصمات الضيقة وإثارة الأحقاد الطائفية.

لا شك أن الاختلاف بين الطوائف والمذاهب والأحزاب موجود ويشكل ظاهرة تاريخية لا يمكن تجاوزها، وقد كان الاشكال التاريخي الكبير يتمثل في اشراك العوام في اختلاف العلماء، وقد ولد هذا منازعات مسلحة كانت فاتورتها عالية، وهنا تبرز الحاجة الى عدم توكيل الجماهير بنزاعات لا ناقة لهم بها ولا بعير ، كذلك فإنه يتعين على العالم أن لا يقع في اسر سلطة الجمهور وذلك بأن يسير وفق ما يطلبه المستمعون.

مطلوب من هذه الطبقة أن تترفع وتفقه المعنى الحقيقي للدين، وعكس ذلك ستكون النتائج  وخيمة ومن لا يقرآ التاريخ سيتكرر منه الخطأ.

قال تعالى" وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ52 فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأن يهدنا لما اختلف فيه من الحق.

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)