طلبة نيوز: شارك الدكتور أسامة حسن عايش صالح/ كلية الآداب والفنون- رئيس قسم متطلبات جامعة إربد الأهلية، بمؤتمر التعليم الدولي الذي عُقد في جامعة فرايبورغ/ جمهورية المانيا الاتحادية، خلال الفترة الزمنية 29/11 – 2/12/2016، ببحث علمي، مزج بين فلسفة المعرفة، علماً وتعلماً وخطاباً، وبين النظرية التاريخية وثنائية الأيديولوجيا والحضارة، أَطَّره وعنونة كما يأتي: Culture of dialogue and cultural distance: A historical philosophical approach "ثقافة الحوار والتماسف الحضاري: مقاربة تاريخية فلسفية". وعَرَضَ بحثه مُحاضرا بقوله: أبَنْتُ في البحث أهمية إنماء ثقافة الحوار من خلال التداخل المفهومي لمعنى التماسف الحضاري، الذي بُجذر الانتماء للهوية الذاتية مع وجود مسافة تسمح بالتواصل والتعايش والحوار مع الأخر، ينفي الاستلاب وغربة الذات، إلا أنه يجسد الماهية التاريخية الوجودية، والتنوع الفكري المعتقدي بين الخصوصية والكونية. إن الثقافة الحوارية تتضمن التفاعلية التواصلية بصفتها قيمة معرفية من حيث التعدد والتنوع والتشكل، والذي يؤسس بدوره للمرتكز الحضاري البنائي، وحق الاختلاف الإنساني. وأضاف الدكتور أسامة، تأسس البحث منهجياً استناداً إلى ثلاثة محاور رئيسة: خُصص الأول لموضوع البنية المفهومية والبعد الدلالي، وضرورة تجاوز إشكالية الازدواجية الثقافية اللغوية المُهَيْمِنَة، وجدلية الأنا والآخر، معنىً، ووجودا،ً وتأصيلاً. وجاء المحور الثاني متناولاً أخلاقيات الحوار والحفر المعرفي الخطابي، مما يعزز الانفتاح الفكري، وينبذ التعصب والتطرف واحتكار الحقيقة. وينساح اعتقاداً بنسبية الرأي صواباً، وبتعددية الآراء اختلافاً. أما المحور الثالث فقد أفرد لثنائية حضارة الذات المُثَقَّفَة، والوعي التاريخي المُثَقِّف، تماسفاً ومنهجاً وانغراساً، وذلك كذات إنسانية مُعَقْلَنَة، مُفَكِّرَة ومُفَكَّرَة بها، مُنْتَقِدَة ومُنْتَقَدَة، إلا أنها منغمسة فكراً في خصوصيتها الثقافية وجغرافيتها الحضارية، ومنفتحة تطورياً كشكل من أشكال الوعي التاريخي المُدْرَك، والمثاقفة النقدية الايجابية. واشتملت الخاتمة على نتائج البحث المحورية بثلاثيتها الثقافية والحوارية والحضارية، والتأكيد على أن الثقافة الحوارية نسق حضاري يعبر عن ذاته بحالة سلوكية ارتقائية مؤنسنة، وإدماجية قيمية توسطية بين الذاتيةِ والغيريةِ، ومقاربةٍ تاريخيةٍ فلسفيةٍ تَمزِِجُ الوعي الحواري بالنهجِ الأخلاقي. وأكد الدكتور أسامة بالقول إلى انه مما يجب أن أُشير إليه، في خضم ثقافة الحوار وأسسه الإنسانية مفهوماً وقيمةً ومحتوى، نقد أُطروحة صراع الحضارات The Clash Of Civilizations ، التي نّظَّرَ لها الباحث السياسي، والمفكر المحافظ الأمريكي صموئيل هنتنجتون Samuel Huntington ( 1927 – 2008 )، وما نتج عنها من بروز ظاهرة الخوف من الإسلام في مجتمعات الحضارة الغربية، Islamophobia، وضرورة إبراز الخصائص المؤنسنة في الحضارة العربية الإسلامية بصفتها نظرية بنائية معولمة. إن من دلالات الماهية الوجوديةِ، ثقافةً وحضارةً وحواراً، الإقرار بمبدأ الاختلاف والتنوع، باعتباره من الأسس الموضوعية للواقع الإنساني.