أكد رئيس جامعة الامير الحسين التقنية، الدكتور لبيب الخضرا أن الجامعة استكملت بنيتها التحتية من قاعات ومرافق ومختبرات ومشاغل ومدرسين ومدربين، استعدادا لانطلاق عامها الدراسي الأول في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، وانها "تتميز بأن نصف مساقاتها الدراسية عملية، ولكل مساق نظري مساق عملي، وضع بالتشاور مع مختلف القطاعات الاقتصادية ليلبي خريجو الجامعة حاجات السوق".
وأعلن أن الجامعة بدأت بالتسجيل لدرجتي الدبلوم والبكالوريس اعتبار من يوم امس، وتستمر حتى مطلع تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. 
وأوضح الخضرا، في حديث مع "الغد" ان الجامعة توفر فرصة التجسير المباشر لطلبتها في الجامعة وفي فرنسا والمملكة المتحدة، وللراغبين في الجامعات الرسمية، بعد اجتياز الامتحان الشامل.
وأكد أن السنة الأولى، ستكون مشتركة لدرجتي الدبلوم (المهندس التقني) والبكالوريس، وسيعقد امتحان تقييمي لتحديد مستوى كل طالب وقدرته في اللغة الانجليزية والرياضيات والفيزياء. مشيرا إلى أنه في الفصل الاول، ستقدم مواد اثرائية للطلبة الضعفاء لرفع سويتهم، بينما يتمكن الاقوياء من اجتياز مساقات اولية، ليصبحوا متساوين تقريبا بعد الفصل الاول. 
وأضاف الخضرا ان هناك تفاوتا بين الطلبة الحاصلين على معدلات تزيد على 95 % والحاصلين على 70 % مثلا "لكن بما ان المساقات العملية تساوي النظرية، فلكل مادة نظرية مثيلته العملية، ما يمكن الطالب الحاصل على 70 %، التفوق على صاحب المعدل المرتفع الذي قد يتفوق نظريا، لكن ليس بالضرورة أن يتفوق عمليا". 
وبين الخضرا أن التعليم التقني "لا يتحسن بإنشاء جامعة تقنية فقط، إذ إن له ركائز، كوجود جامعات تقدم تعليما تقنيا عمليا، وتضم مدربين أكفاء، ما يتطلب تعديل نظام الخدمة المدنية في هذا الجانب، لتشجيع الاقبال على التعليم التقني، وتعديل قانون نقابة المهندسين، ليتمكن خريجو التخصصات التقنية من الانضمام لها، وتعديل قرارات لمجلس التعليم العالي وسياسات هيئة الاعتماد، تشجيعا للتعليم التقني".
وباتت مرافق الجامعة متوافرة وجاهزة في مجمع الملك الحسين للأعمال بعمان لاستقبال فوجها الأول حيث سيبدأ الطلبة دراستهم في تشرين الأول (اكتوبر) القادم هناك.
وقال الخضرا إن الجامعة "ذات بصمة مختلفة عما هو سائد من تعليم تقني في الجامعات، وتؤسس لتعليم متعدد المسارات، يخلق مواطنا فعالا قادر على تأدية وظائف العصر بعقلية تستند لمبادئ راسخة في العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات (STEM)، ومهارات تطبيقية مدعومة بأحدث المختبرات العلمية التطبيقية والمشاغل الهندسية الحديثة، والمشاريع البحثية التطبيقية، والتدريب العملي، ومساقات تدريسية اخرى، تسهم بتشكيل الوعي النفسي والاجتماعي واللغوي، لمنحه الافضلية في مجاله التقني".
وأضاف أن الجامعة ترتكز في تحقيق مهمتها على اركان، تتكامل فيما بينها لرسم منظومة تعليمية متكاملة، لرفد الأردن باحتياجاته العصرية من المهندسين والمهندسين التقنيين والفنيين المهرة القادرين على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتطويرها، واستحداث تقنيات جديدة عبر برامج اكاديمية أعدت لذلك.  
وقال إنه على الرغم من ان الجامعة، بتجهيزاتها وكوادرها، ستستوعب 1000 طالب، "لكنها تسعى لقبول 300 في الفوج الاول، منهم 150 لبرامج الشهادة الجامعية المتوسطة ومثلهم للبكالوريس، وان نسبة اعضاء هيئة التدريس للطلبة هي الأعلى في الجامعات الاردنية، بنسبة واحد لكل 15 طالب، لمنح الطلبة فرصا اكثر للمتابعة وتحسين المهارات".
وحول برامج الجامعة، لفت الخضرا إلى أنها استهدفت التخصصات التي يتطلبها سوق العمل في الاعوام العشرين المقبلة، ما يتيح للجامعة التطوير والتحديث المستمر وفق متطلبات سوق العمل واحتياجاته.
وأضاف أن الاطار العام لبرامج الجامعة؛ الهندسة الكهربائية والطاقة والميكانيك والمدنية وتكنولوجيا العمارة وعلم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، وسيكون ربع الخطط الدراسية، مبنيا على بناء المهارات التنافسية في سوق العمل.
وأكد ان إعداد البرامج والخطط الدراسية وضمان الجودة، ستكون بالتعاون مع شركة "بيرسون البريطانية" المتخصصة في هذا المجال، وبرامج اعتماد الجامعات التقنية الفرنسية.
ولفت الخضرا إلى أن الجامعة ستطرح برامجها وتخصصاتها، بمسميات ذات أطر عامة، في حين ستخضع باستمرار لتقييم وإعادة مراجعة مضامينها، في ضوء متطلبات سوق العمل والتغذية الراجعة من المصانع والشركات وموكبة التطورات.
وأشار إلى أن الجامعة تطرح برامج الشهادة الجامعية المتوسطة على شكلين، الاول؛ الجامعية المتوسطة الاولى (72 ساعة معتمدة) تطرح الجامعة مساقات مكثفة لثلاثة فصول دراسية، يتبعها فصل دراسي تدريبي في بيئة العمل، وتركز على منح الطالب المعرفة والمهارات والسلوك المناسب لتمكينه من الخروج لبيئة العمل، او استكمال المراحل الدراسية الاخرى، وتركز على المهارات الناعمة واللغة الانجليزية والمعارف والمهارات التقنية، لتعينه على ممارسة أعمال تقنية، كفني متخصص. 
ولفت إلى أنه يحق للطلبة الناجحين في الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي والصناعي والمعلوماتية، او ما يعادلها، الالتحاق بهذا البرنامج ونيل شهادة الدبلوم الجامعي المتوسط، ويمكن الاستمرار بالجامعة وفق رغبة الطالب في برنامج الهندسة والمعلوماتية التقنية، او التجسير في الجامعات الاردنية، بعد اجتياز الامتحان الشامل الذي يعقد لهذه الغاية.
أما الثانية؛ فالجامعية المتوسطة الثانية (120 ساعة معتمدة)، بحيث يدرس الطالب ضمنها، ستة فصول مكثفة لعامين في الجامعة، ويقضي السنة الثالثة في المصنع او في بيئة العمل المناسبة لتخصصه، ما يعطيه الأفضلية للعمل فيها بعد نيله الشهادة، بموجب اتفاقيات مبرمة بين الجامعة ومصانع وشركات ومؤسسات محلية وعالمية، مع التأكيد على ان فترة التدريب ستكون مدفوعة الأجرة. 
وقال الخضرا "يمكن لخريج هذا البرنامج الاستمرار بدراسته لنيل درجة البكالوريس بتخصصه، ويقبل بالجامعة مباشرة إذا رغب، او يلتحق بجامعات بريطانية او فرنسية او اميركية، بحيث يدرس لعام ويحصل على البكالوريس، كما ويحق للناجحين في الثانوية العامة بالفرع العلمي والصناعي والمعلوماتية، الالتحاق بهذا البرنامج، او ما يعادله لغير الأردنيين.
ولفت إلى ان برامج البكالوريوس تطبيقية، تمنح درجة البكالوريس وفق خطط دراسية، تستند على دراسة مكثفة لمواد العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة في السنتين الاولى والثانية، ويتابع الطالب السنة الثالثة في التدريب العملي، ويتبعها في السنة الرابعة بدراسة مواد تخصصية عالية المستوى، تهيئ للطلبة فرص الانتقال لجامعة شريكة، كي يستكمل الدراسات العليا، وفق اتفاقيات مبرمة مع جامعات عالميّة في الولايات المتحدة وكندا واستراليا وأوروبا.
وزاد انه يحق للناجحين بالثانوية العامة بالفرع العلمي والصناعي بمعدل 80 % فما فوق، الالتحاق ببرامج كلية الهندسة، في حين يحق لطلبة الفرع العلمي والصناعي والمعلوماتية الحاصلين على معدل 60 % فأكثر، الالتحاق ببرامج الحاسوب والمعلوماتية، كما يحق للطلبة غير الاردنيين الالتحاق بالبرامج اذا كانت معدلاتهم ضمن الحد المسموح به من وزارة التعليم العالي، اذ يستثنى من شرط معدل القبول اعلاه بحد اعلى (15) علامة اقل من الحد المسموح به لمعدلات القبول لنظرائهم الاردنيين، ويقبل تنافسيا ما لا يزيد على 25 % من الطاقة الاستيعابية للجامعة في برامج البكالوريوس.
وأضاف الخضرا ان طرح تخصصات جديدة، سيتم وفق الاولوية الاقتصادية والمرتبطة بالصناعات المتطورة في مجالي الحاسوب والكهرباء، لتطرح بعدها باقي التخصصات، اعتمادا على دراسات دقيقة للسوق المحلي والاقليمي.
وأشار إلى أن الجامعة وقعت اتفاقيات عدة مع شركات ومصانع وغرفة الصناعة، للوقوف على الاحتياجات المطلوبة البشرية والفنية، لتحقيق التشابك والتفاعل، وضمان الجودة، كما وقعت اتفاقيات اخرى مع جامعات عالمية ودولية، لتعزيز التعاون بما ينعكس ايجابا على الطلبة والخريجن.
وأوضح الخضرا ان مجلس الامناء أقر الرسوم الدراسية، لتكون 60 دينارا للساعة المعتمدة في برامج الشهادات الجامعية المتوسطة، و60 دينارا للساعة المعتمدة في السنة الاولى لبرامج البكالوريوس، و100 دينار للساعة المعتمدة في الاعوام الثلاث المتبقية، مراعاة للاوضاع الاقتصادية، خصوصا وان الجامعة تستهدف جميع الشرائح المجتمعية.