TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجيـش السوري يعـلــن تحرير حـلـب
23/12/2016 - 11:45am

طلبة نيوز:

عواصم – خرجت مساء أمس آخر دفعة من المقاتلين والمدنيين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، في وقت اندلعت فيه اشتباكات بتدمر وحماة وأرياف حمص وتدمر وحماة ودرعا بين الجيش السوري عناصر تنظيمي داعش والنصرة.
ففي حمص، تجددت الاشتباكات العنيفة في محور المحطة الرابعة ومحاور أخرى بريف المحافظة الشرقي بين وحدات الجيش السوري وعناصر تنظيم «داعش» مترافقة مع قصف متبادل، بالإضافة لقصف جوي استهدف محاور الاشتباك ومواقع يسيطر عليها التنظيم في المنطقة. وفي تدمر، استهدف تنظيم «داعش» بالقذائف الصاروخية مطار التيفور العسكري ومحيطه في ريف المدينة.
وفي دير الزور، اندلعت اشتباكات في حيي الرشدية والحويقة في المدينة بين وحدات من الجيش السوري وعناصر «داعش» وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين، ما أسفر عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، حسبما ذكرت مصادر اعلامية. وفي ريف حماة الشمالي، قصفت مدفعية الجيش السوري مواقع للمسلحين في بلدة اللطامنة بينما دارت اشتباكات بين وحدة من الجيش السوري والمسلحين في الريف الشرقي للسلمية وسط قصف متبادل بين الطرفين.
وفي الجنوب، أعلن مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش دمرت مقرين وعددا من الآليات بعضها مزودة برشاشات للمجموعات المسلحة المنضوية تحت راية جبهة «النصرة» وقضت على عدد منهم في محيط بلدة النعيمة. وأوردت مصادر اعلامية بأن اشتباكات دارت بين الفصائل المسلحة من جهة و»جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محور عين ذكر بريف درعا الغربي وسط قصف متبادل بين الطرفين.
إلى ذلك، قتل 29 مدنيا، بينهم ثمانية اطفال، أمس في قصف جوي تركي على مدينة الباب، معقل داعش في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «قتل 29 مدنيا، بينهم ثمانية اطفال، في قصف جوي تركي على مدينة الباب» في اطار العملية العسكرية المستمرة للقوات التركية والفصائل السورية المعارضة المتحالفة معها لاخراج داعش من المدينة.
وذكرت الامم المتحدة أمس انها نشرت عشرات المراقبين في شرق حلب لمراقبة المرحلة الاخيرة من عمليات اجلاء المقاتلين والمدنيين قبل سيطرة الجيش السوري عليها. وصرح ينس لاركي المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة لوكالة فرانس برس ان «31 مراقبا دوليا ومحليا موجودون عند مدخل حي الراموسة». وفي 19 كانون الاول، قرر مجلس الامن الدولي بالاجماع ان ينشر سريعا مراقبين امميين في شرق حلب للاشراف على عملية الاجلاء وتقييم وضع المدنيين. واوضح لاركي انه بين المراقبين الامميين ال31 الذين تنحصر مهمتهم بالاشراف، بدأ 20 بالوصول من دمشق مساء الثلاثاء، مضيفا ان نحو مئة من الموظفين في وكالات الامم المتحدة، معظمهم سوريون، موجودون اصلا في حلب ولكن ليس بصفة مراقبين. وقال «حتى الان، كلف (المراقبون ال31) الانتشار عند معبر الراموسة (…) بالتناوب ليكونوا موجودين في شكل دائم». وتعبر قوافل المدنيين ومقاتلي المعارضة التي تغادر شرق حلب معبر الراموسة لتتوجه بعدها الى ريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة. وتامل اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تشارك في عمليات الاجلاء منذ ايام عدة في ان تنتهي العملية اليوم الجمعة.
وخرجت مساء أمس آخر دفعة من المقاتلين والمدنيين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، ما يتيح للجيش اعلان سيطرته الكاملة على المدينة.
ونقل التلفزيون الرسمي «وصول الحافلات الأربع الأخيرة الى منطقة الراموسة» الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري جنوب حلب والتي تعبرها قوافل المغادرين المتجهة الى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي، معلنا تحرير المدينة.
واعتبر الرئيس السوري بشار الاسد أمس ان «تحرير حلب» يعد «انتصارا» ليس فقط لسوريا بل لايران وروسيا ايضا. وقد اعلنت الاخيرة أمس القضاء على 35 الف مقاتل ضد النظام منذ بدء تدخلها الجوي في سوريا قبل اكثر من عام. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا انجي صدقي «ستستمر عملية الاجلاء طوال اليوم (أمس الخميس) وعلى الاغلب حتى اليوم (الجمعة) ايضا». واشارت الى «خروج اكثر من اربعة آلاف مقاتل في سيارات خاصة، حافلات صغيرة وشاحنات صغيرة من شرق حلب الى ريف حلب الغربي خلال ليل الاربعاء الخميس في واحدة من آخر مراحل الاجلاء».
وشاهد مراسل فرانس برس في منطقة الراموسة جنوب حلب، والتي تمر منها قوافل المغادرين، صباح أمس عشرات السيارات الخاصة وسيارات الاجرة والشاحنات (بيك آب) والباصات الصغيرة تخرج من شرق حلب. واقلت الشاحنات مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي. وفي وقت لاحق، خرجت عشر حافلات بيضاء اللون تتقدمها سيارة تابعة للصليب الاحمر الدولي من شرق حلب لتصل بعد وقت قصير الى منطقة الراشدين، نقطة استقبال المغادرين، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب المدينة. وافاد مراسل فرانس برس في الراشدين ان غالبية المغادرين الذين وصلوا سواء في السيارات الخاصة او الحافلات هم من المقاتلين، مشيرا الى ان حافلتين تقلان مدنيين من الفوعة وكفريا غادرتا المنطقة باتجاه حلب ولا تزال اثنتان تنتظران الضوء الاخضر. وينص اتفاق الاجلاء في اول مرحلتين منه على خروج كل المحاصرين من شرق حلب مقابل خروج المئات من بلدتي الفوعة وكفريا. وبحسب صدقي، تم حتى الآن اخراج «الف شخص» من الفوعة وكفريا، ولا يزال المئات ينتظرون اجلاءهم.
ومنذ بدء عملية الاجلاء التي تم التوصل اليها بموجب اتفاق روسي تركي ايراني، بشكل متقطع أمس أحصت اللجنة الدولية للصليب الاحمر خروج «نحو 34 الف شخص» من شرق حلب، وفق صدقي. واستؤنفت الاربعاء عملية اجلاء السكان المحاصرين من شرق حلب، بعد تأخير بسبب العاصفة الثلجية ولاسباب لوجستية وخلافات حول آلية اخراج المدنيين بالتوازي مع الفوعة وكفريا. واشارت صدقي الى ان العملية تتواصل «بشكل ابطأ مما كان متوقعا بسبب الطقس السيء، من ثلوج وعواصف، فضلا عن الحالة السيئة للآليات». ولفت المتحدث باسم حركة أحرار الشام الاسلامية احمد قرة علي بدوره الى «صعوبة تحديد موعد انتهاء العملية لأن الثلوج تغطي الطرقات». ولم تتوفر اي احصاءات من اي جهة رسمية حول عدد الذين ما زالوا محاصرين وينتظرون اجلاءهم.
وقال الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله أمس مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابر أنصاري «ان تحرير حلب من الارهاب ليس انتصارا لسوريا فقط بل لكل من يسهم فعليا فى محاربة الارهاب وخاصة لايران وروسيا». ولفت الى انه «في الوقت ذاته انتكاسة لكل الدول المعادية للشعب السوري والتي استخدمت الارهاب كوسيلة لتحقيق مصالحها».
واعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو انه «منذ بدء عملياته شن الطيران الروسي 17 الفا و800 غارة جوية اصابت 71 الف مرة البنى التحتية للارهابيين وقضى بذلك على 725 مخيم تدريب و405 مصنع ومشغل لصنع متفجرات و1500 من التجهيزات العسكرية و35 الف مقاتل بينهم 204 قياديين». وتصنف دمشق وحليفتها موسكو جميع الفصائل المقاتلة في سوريا الى جانب داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة) بـ»الارهابية». ويبدو ان روسيا وايران، الداعمتين لدمشق، بالاضافة الى تركيا التي تدعم المعارضة، قد امسكت بزمام المبادرة في سوريا. وقد بدا ذلك واضحا من خلال رعاية تلك الدول الثلاث لاتفاق عملية الاجلاء من شرق حلب.
من جانبها، أبدت تركيا أمس تصميمها على مواصلة عمليتها العسكرية في شمال سوريا رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها قواتها في هجمات شنها داعش في محيط بلدة الباب حيث قتل 14 جنديا تركيا الاربعاء. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس في تصريح نقله التلفزيون ان «تركيا تخوض معركة مهمة ضد الارهاب وستتواصل داخل وخارج البلاد. وبالتالي، يمكن ان يسقط لنا شهداء». وتابع رئيس الحكومة التركية «انها بالنسبة لتركيا معركة وجود. انها معركة كبرى تجري باسم وحدة تركيا».
وبحسب وكالة «اعماق» المرتبطة بداعش فان الدواعش نفذوا الاربعاء ثلاثة هجمات انتحارية بالسيارة المفخخة ضد القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لانقرة حين حاولوا التقدم نحو الباب من غرب البلدة. واكد داعش على منتديات جهادية انه قتل او اصاب 70 جنديا تركيا. اما الطيران التركي فقد ضرب 47 هدفا في محيط الباب على بعد 25 كلم من الحدود التركية بحسب وكالة الاناضول الموالية للحكومة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان «الباب مطوقة بالكامل من قبل الجيش السوري الحر وجنودنا (…) المدينة ستسقط باكملها عاجلا او آجلا».(وكالات).

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)