قال رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية الدكتور عمر الجراح ان الجامعة تسير بخطى حثيثة للوصول الى العالمية، لتصبح من الجامعات المرموقة على مستوى العالم بعد تحقيقها لتصنيف متقدم على مستوى الجامعات العربية وضعها بالمرتبة الثامنة.

واضاف الجراح خلال لقاء حواري استضافه ديوان ال التل باربد امس واداره المحامي عبد الرؤوف التل حول دور الجامعة في التفاعل مع المجتمع وخدمة قضاياه، انها تسعى ان تصل خلال عام 2020 الى تحقيق المعايير المتقدمة التي تجعلها تقود عملية التعليم والتنمية وفق محاور واطر تعزز مكانتها المجتمعية والوطنية والعربية والدولية.

واكد ان ابرز محاور خطتها الاستراتيجية القادمة ترتكز على انتاج مخرجات نوعية تجعل الخريجين قادرين على خلق فرص العمل بدل البحث عنها حتى لا تساهم الجامعات في تراكم ورفع نسب ومعدلات البطالة لان الاصل ان تكون مخرجاتها مولدة لفرص العمل وتستوعب الاخرين في ظل وجود اكثر من 300 الف طالب وطالبة في الجامعات الاردنية حكومية وخاصة.

وقال ان المحور الاخر في خطتها يتضمن الانتقال من مفهوم البحث العلمي المجرد لغايات الترقية وخلافه الى ان تكون الجامعة حاضنة للابداع والابتكار والتميز مع الالتفات الى اهمية التمييز بين التعليم والتدريس للدفع بخريجين متميزين ونوعيين يكون بمقدورهم اثراء الحراك الاقتصادي والعلمي والاجتماعي والاسهام في تحمل المسؤولية تجاه مجتمعاتهم في التفاعل مع قضاياه وتقديم الدعم لها والتأثير بها.

واكد الجراح أهمية ان تقود الجامعات طلبة ومدرسين وموظفين عملية التأثير في المجتمع بدل الاكتفاء بالتفاعل مع قضاياه واحتياجاته وملامستها دون غوص في عمقها وايجاد الحلول المناسبة لها واقناع الاخرين بهذه الحلول وقيادة الراي العام حول الاتجاهات الصحيحة المدروسة على اسس علمية في التعاطي مع الواقع المجتمعي.

واكد ان جامعة العلوم هي اكثر جامعة اردنية مؤهلة لان تصل الى مكانة عالمية مرموقة، قياسا على تميز مدخلاتها ومخرجاتها التعليمية والادارية فهي تعد من الجامعات الفتية وعمرها الزمني يبلغ 30 سنة فقط وهي تقوم بالانفاق على نفسها وبرامجها حيث لم تتقاض اي دعم حكومي منذ عام 2008 وتكاد تكون انجاراتها على الصعيد العلمي والوطني والمجتمعي اقرب الى المعجزة.

واشار الجراح رغم ان نسب التوظيف من خريجي الجامعة هي الاعلى بين خريجي الجامعات الاردنية الا ان الهدف الاهم هو ان يكون خريجو الجامعة قادرين على انشاء شركات ابداعية تستوعب الاخرين وتوفر لهم فرص العمل وهذا ما جعلها ما تركز في استراتيجيتها على ربط مخرجاتها العلمية مع الصناعة بشكل كبير.لافتا الى انه لتحقيق هذا الهدف فان الجامعة بدات تتوجه نحو التخصصات البينية المتداخلة وربطها ببعضها.

ونوه الجراح الى ان الجامعة ولتحقيق رؤيتها الاستراتيجية في التاثير المجتمعي تركز على دورها في قيادة المجتمع وتنميته وربط الطالب والاستاذ والموظف بالمجتمع داخل وخارج اسوار الجامعة، ولهذا فانها استحدثت مساق المسؤولية المجتمعية منذ الفصل الاول الماضي ويتضمن المساق القيام بتنفيذ اعمال تطوعية ومجتمعية بمعدل 12 ساعة ضمن المساق خارج اسوار الجامعة.

وبين ان احد متطلبات التخرج في الجامعة يتمثل بوجوب قيام الطالب بزراعة الاشجار داخل الحرم الجامعي او خارجه بالتنسيق والتعاون مع البلديات ووزارة الزراعة ودائرة الحراج، مشيرا الى ان الجامعة خصصت مساحات لانجاز هذا المتطلب داخل الجامعة الى جانب تضمين تعليمات الترقية لشرط قيام عضو هيئة التدريس بانجاز نشاط مجتمعي خارج اسوار الجامعة اضافة الى استحداث دائرة تنمية وخدمة المجتمع المحلي.

واكد ان المسؤولية المجتمعية للجامعات لا تعني بأي حال من الاحوال التوظيف وخلق الوظائف لابناء المجتمع المحلي فهي نقاط اشعاع لا بد ان يكون لها تاثير معرفي في مجتمعاتها واستثمار الخبرات والامكانيات المتاحة لها بما ينعكس على ثقافة المجتمع ومعالجة القضايا والمشاكل التي يواجهها باسس علمية وبخبرات متميزة.

ولفت الى ان الجامعة ومن منطلق مسؤولياتها الاجتماعية فانها تولي البيئة واستدامتها اهمية بالغة في تلمس كل السبل والطرق والاجراءات التي تجعلها صديقة للبيئة بشكل دائم فهي اعادت تطوير محرقة النفايات الطبية لديها كما انها اطلقت مبادرة جامعة خالية من التدخين وهي تقوم باعمال فنية ولوجستية للتخفيف من الاثار البيئية لمكبات النفايات المتواجدة في المنطقة اضافة الى اسهاماتها في توفير الدراسات العلمية لمشاكل السير والمرور والمياه والطاقة والبيئة والصحة.

وجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية هي ثالث الجامعات الاردنية وانشئت عام 1986 تضم بين جنباتها 25 الف طالب وطالبة منهم خمسة الاف من 51 جنسية عربية واجنبية ويتبعها مستشفى الملك المؤسس الجامعي وهي تحتل المرتبة الاولى في تصنيف الجامعات الاردنية والثامنة عربيا و601 عالميا.