منذ أنشئت الجامعة الاردنية وهي تمضي في طريقها بهدوء وروية من غير ضجيج، تقوم بواجباتها العلمية والاكاديمية بسمتها الذي يميز إيقاعاتها ونهجها، ومن عاش الاردنية في عقودها كلها، يدرك هذا السمت الذي يصل احيانا حد الصمت، ولا نبالغ اذا قلنا إن إيقاع البناء الجاد يحتاج قواعد صلبة وانظمة وقوانين تبني أعرافها العريقة في كل صغيرة وكبيرة، وهنا اذكر عددا من رؤساء الجامعة الاردنية منهم من بنى هذه الاعراف وحافظ عليها، وغدت نهج الاردنية لزمن طويل، ولم يرافق ذلك البناء أية بهرجة إعلامية، وجاء بعدهم ايضا رؤساء ساروا على النهج نفسه كانوا بررة بالاردنية وعلماء حقاً، الى ان بدأنا نقرأ عن جامعات أخرى هنا وهناك عدّها بعض رؤساء الاردنية السابقين منافسة لهم، وهذا اجتهاد منهم؛ ولكن علينا ان نقول إن الاردنية اليوم تولد من جديد وتعيد للأعراف الاكاديمية عبقها القديم وفيها رئيس ولد من رحم الأكاديميا ومن رحم الاردنية، وهي تسير على هدى السابقين الذين أعطوا الجامعة أحسن ما عندهم، وحين أقرأ هذه الأيام عن مدونات السلوك التي تعدها بعض المؤسسات الوطنية وتدبج حولها مقالات المديح والاستحسان أشعر بالفخر والاحترام والاستحسان لما انجزته الجامعة الاردنية قبل كل مؤسسات الدولة الاردنية في مدوناتها السلوكية للطلبة والموظفين والأساتذة وقد اقرت هذه التشريعات الناظمة لسلوك الطلبة والموظفين وأعضاء هيئة التدريس بتاريخ 27/2/2017 تحت عنوان "مدونة قواعد سلوك أعضاء هيئة التدريسية في الجامعةالاردنية" وتبعتها مدونات الطلبة بتاريخ 6/3/2017 ومدونة الموظفين بعد أسبوع من هذا التاريخ ، ولم تكتب الاردنية عنها في الصحف وهي موجودة في مجموعة التشريعات والانظمة في موقع الجامعة الاردنية الالكتروني، وهذا شاهد حيّ على إنجازات الجامعة التي تمضي دون ضجيج اعلامي؛ لأن الجامعة تعرف ان واجبها ان تبني هذه الاجيال في قاعاتها ومدرجاتها، وان تحسن العطاء والبناء وتجوّد في التعليم العالي ودليل ذلك الفوج الجديد من الخريجين الذين تم تخريجهم قبل ايام، وكانت حفلات التخريج غاية في الترتيب والنظام والاحترام والاحتراف، وقد قدمت الاردنية هذا العام إنموذجا رائعا ولحمة حقيقية تبرز الكفاءة العالية التي تتمتع فيها في التخريج، وهنا عليّ ان أوجه الشكر والتقدير للعاملين كافة الذين انجزوا ايام الفرح الحقيقي لتخريج هذه الكوكبة من ابناء الوطن وعلى رأسهم رئيس الجامعة الذي يؤثر على نفسه الكثير، ويحسن التدبير، ويعمل بصمت وجد، ولكوادر شؤون الطلبة والعلاقات العامة والحرس الجامعي وكل المعنيين بالتخريج، فقد كانوا أسرة واحدة قدموا الحفل بلوحات غاية في الجمال، ولا ننسى الاساتذة والطلبة الذين رفعوا أعمدة بيتهم بالحب والحضور والبهاء.
اعود لإنجازات الجامعة التي تمضي من غير ضجيج اعلامي، فقد انجزت الجامعة التشريعات القانونية كاملة وبهدوء وغدت نافذة، وأنجزت أرقاما متقدمة في التصنيفات العالمية، وحققت ضغطا في نفقاتها المالية، وتستمر في قلب السكون بهدوء واحتراف ومسؤولية. ومن يتابع الحراك داخل الجامعة يعرف انها لا تتوقف سواء على مستوى الطلبة او خدمة المجتمع او البحث العلمي او مستوى الإنجازات العلمية في محركات البحث العلمي الدولية، أو في تحقيق مؤشرات حقيقية في الأداء الاكاديمي؛ سواء في التصنيف العالمي، او الخطط المعيارية، او زيادة إعداد الطلبة غير الأردنيين، او استحداث برامج وتخصصات جديدة، او في تطوير الخطط وتأهيل الاساتذة، وتطوير خطط الايفاد، واتباع أساليب التدريس المدمجة والإلكترونية، واستخدام التغذية الراجعة عن مؤشرات الأداء لتلافي الأخطاء، فضلا عن مؤشرات كثيرة لا مجال للخوض فيها تقوم بها على اكمل وجه؛ خاصة في النشر العلمي في قاعدة البيانات في citation index وحوسبة الإجراءات المتعلقة بالبحث العلمي، وتحديث وإعداد البيانات المتعددة، اضافة الى تحديث الخطة الاستراتيجية الشاملة لجميع كليات الجامعة وعماداتها، واستمرار الجامعة في متابعة شؤون طلبتها وخريجيها، كل هذا يتم بمنهج علمي يمتلك رؤية جادة وجديدة تُعيدُ للجامعةِ ألقها وحضورها ووجهها الجميل وحوارها العلمي؛ خاصةً ان علماء الاردنية وأساتذتها وأسرتها يشعرون ان المناخٓ مواتياً لمزيدٍ من العطاءِ والعملِ لإعادة البوصلة الأكاديمية الى منطلقها الصحيح..
وفي حفل التخريج كانت كلمات الرئيس تعانق الخريجين بدفء ممزوج بالحب والعلم والمثابرة ويطالبهم بالمزيد من العطاء والاصرار على التغيير الإيجابي في حياتهم على اساس الإبداع والبذل والعطاء.
وبعد؛ فان كان من تحية صادقة وحارة في هذا المقام فهي لأسرة الجامعة كلها ورئيسها الجاد ولطلبة الاردنية وخريجيها كافة ولكل من زرع بذرة خير فيها.
اضف تعليقك