طلبة نيوز كتبت سجى اصلان
في حوار شامل مع رئيس الحامعة الاردنية لا تنقصه الصراحة والحصافة والرؤية الواضحة توقع أن تحقق الجامعة الأردنية وفرا ماليا في موازنتها للعام الحالي، يصل إلى نحو 2.5 مليون دينار، وهذا مؤشر يؤكد على نهج اداري سليم، اساسه الادارة الرشيقة والعمل بهدوء وحزم، لإعادة الزخم الاكاديمي للجامعةِ من غير ترويج وتهريج كما كان يمارسه ابطال الببوغاندا الذين لا هدف لهم غير صورهم، ومن يقرا الحوار بتفاصيله ومحاوره يشعر ان الجامعة تعود الى طبيعتها الاكاديمية وأعرافها الحقيقية التي فقدتها لعقدٍ من الزمن، وجاء من يعيد النهر الى مجراه حين أشار في حواره إلى إحالة عطاء توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية قريبا في مشروع سيوفر على خزينة الجامعة 8 ملايين دينار سنويا، وتحدث بصراحة وبكلام لا مواربة فيه عن فرع الجامعة في العقبة، الذي يستنزف مليوني دينار من الموازنة سنويا، مع قلة عدد طلبته، ولفت إلى أن العمل جار لإنشاء كليات وتخصصات، وافتتاح برامج ومشاريع قد تمكن الفرع من تغطية نفقاته. ولم تتوقف هذه الصراحة عند فرع العقبة بل اعترف بوجود قصور في مهارات الخريجين العملية، وأكد أن الجامعة تسعى "لأن يتزود الطلبة بمهارات يحتاجها سوق العمل"، عبر التفرغ في اثناء التدريب الميداني وتعزيز التدريب عبر الشركات والمصانع والمجتمع المحلي. وأشار الى مشاريع مهمة تؤهل الجامعة لمرحلة جديدة منها؛ ان الطلبة يستطيعون الالتحاق ببرنامج بكالوريوس ثان، وان الجامعة تمضي في استقطاب الكفاءات المتميزة وأن ايراداتها لهذا العام ربما تزيد عن العام الماضي بعشرة ملايين دينار، ويرافق هذا ضبطا كبيرا في النفقات، وان هناك تحسن في تحصيل الرسوم الجامعية، اضافة الى ترشيق اعداد الموظفين حيث نقص عددهم حوالي 200 موظف ليصبح 2950 وهو ما يؤكد الإدارة المثالية لرئيس الجامعة، التي تسير في الطريق الصحيح، وتطرق الى الاسترتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بشفافية ومسؤولية عالية حين لفت النظر الى موضوع إلغاء البرنامج الموازي تدريجيا كما نصت عليه تنمية الموارد البشرية شريطة هيكلة رسوم البرنامج العادي لتغطي الرسوم كلفة دراسة الطالب. والحقيقة التي يجب الا تغيب عن المخطط الرسمي هي ان الرسوم المتحققة من البرنامجين الموازي والدولي هي اساس موازنة الجامعة ودونهما لن تستطيع الجامعات الاستمرار، كونهما الرافد الاهم لموازنات الجامعات، اذ ان ثلثي الايرادات من الرسوم هي من البرنامجين، برغم أن أعداد الطلبة الملتحقين بهذين البرنامجين قليلة، ولا تتجاوز ثلث مجموع المقبولين في الجامعة، ولذلك على المعنيين بملف التعليم العالي ان يقرأوا كلام رئيس الجامعة في مقابلته المنشورة في جريدة الغد يوم الاحد 29/10/2017 كي يتبينوا الدقة في كلام الدكتور محافظة حول هذه المسألة. لم يترك الدكتور محافظة شيئا الا وتناوله بعين الاكاديمي المجرب الذي يضع كل حرف في مكانه بدقة وشفافية ووضوح، حديثه لا تنقصه الصراحة ولا يجانب فيه الحقيقة ما انجزه تحدث عنه سواء في الجانب الاكاديمي المتعلق بالخطط الاكاديمية والبرامج التدريبية ومتطلبات الجامعة الجديدة والتعليم المدمج ونظام العلامات الجديد المتوقع ان يرى النور قريبا وحوسبة الاعمال الادارية والترقيات الاكاديمية ومراجعة التشريعات المستمر بروية ومسؤولية والاستمرار في الحفاظ على سمعة الجامعة في المحافل الوطنية والإقليمية والدولية وفتح الأبواب للابداع والاختراع، ومكافأة الاساتذة عند النشر العلمي في مجلات مرموقة وفتح الأبواب أمامهم للمشاركة في المؤتمرات العلمية كل هذا يتم بهدوء العالم وحصافته دون اي اعتبار لتلك القوى التي تحارب اي نجاح كان.
إن قراءة هذا الحوار والانجازات السريعة ذات الإيقاعات الهادئة تذكرنا بالسنوات التي كانت فيها الجامعة الاردنية محطة اهتمام المجتمع الاردني تلك المحطة التي تعود لها الحياة اليوم في الكليات والقاعات والمحاضرات والانشطة الكثيرة التي تعطي السمعة الحقة للجامعة الاردنية التي تؤكد لمحبيها انها تمضي في الطريق تحمل في استراتيجيتها ان تبقى كما بناها رعاتها الذين لا يبخلون عليها بالمال والجهد والمتابعة. والتحية في الختام للدكتور عزمي محافظة على هذا الحوار المسؤول الذي يعيد فيه الجامعة الى صورتها الاكاديمية والعلمية الصحيحة بواقعية واحتراف ورغبة في البناء واعادة الصورة الجميلة للجامعةِ الاردنية كما يرغب كل محب لها.