TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات وخدمة المجتمع ... كلية إربد الجامعية أنموذجا
08/10/2017 - 9:00am

طلبة نيوز-  د. ناصر إبراهيم الشرعه

الجامعة منارة الهدى وقمر الدجى، صرح العلم ومشكاة النور، ومرآة التقدم الحضاري للمجتمع، فبقدر عراقة جامعاته وتقدمها بين زميلاتها يكون تقدم المجتمع وتطوره، وتعقِدُ المجتمعات الأمل على جامعاتها في قيادة التغيير نحو الأفضل في كل مجالات الحياة في الابتكار والتقانة، والصناعة والتجارة، في التربية والاجتماع والسياسة وتجذير الديمقراطية، وغرس قيم الكرامة الإنسانية.
وتضطلع الجامعات بوظائف ثلاث، أولها التدريس وتشمل تنمية عقول الطلبة معرفيا وفكريا، فيمتلك الطالب المعارف العامة الأساسية والمعارف التخصصية الدقيقة، ويمتلك ملكات التفكير بأنواعه النقدي والإبداعي ...الخ، وثاني هذه الوظائف هي البحث العلمي القائم على التحليل والتجربة والمتسم بالموضوعية والدقة والريادة، فنتائج البحث العلمي الإنسانية والتطبيقية مسؤولة عن نقل المجتمع نحو الأفضل والأجود.
وثالث هذه الوظائف هي خدمة المجتمع، لذا تعمل الجامعات على مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع مؤسسات وأفراد، إذ أن من المزالق الخطيرة لمؤسسات التعليم والبحث أن تنعزل عن مجتمعها وتتقوقع على نفسها داخل اسوارها، وقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن الوظيفة الثالثة من وظائف الجامعة لم تلق ما تستحقه من عناية، وتواضع ثمارها على أرضع الواقع.
هناك في قلب عروس الشمال، تنغرس إحدى كليات جامعة البلقاء التطبيقية، وهي كلية إربد الجامعية، كلية بسيطة من حيث المباني والقاعات والتجهيزات إلى حد ما، فليس لديها إلا قاعة وحيدة تسمى قاعة النشاطات وأحيانا تسمى المسرح، لكنها تقف راسخة القدم شامخة الرأس نابضة القلب بالحياة والنشاط، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها.
فخلال العام الدراسي الماضي (2016/ 2017) شهدت هذه الكلية أو قل خلية النحل أكثر من 60 نشاط، بل إن اليوم الواحد يتخلله أحيانا أكثر من فعالية، وكانت التشاركية مع المجتمع المحلي بكافة تلاوينه ومؤسساته في أبهى صورها، إذ تم عقد عدة ورش عمل، ودورات تدريبية، وأيام وندوات توعوية، واستضافة فرق مسرحية، وأنشطة بيئية للنظافة والزراعة، واستضافة أنشطة لعدة جمعيات خيرية ومنتديات ثقافية ومؤسسات تعليمية، وتوزيع الملابس للأسر العفيفة وتكريم الأيتام وغيرها الكثير من الأنشطة الخاصة بطلبة الكلية، فضلا عن المحاضرات والدورات التدريبية التي يعقدها أعضاء الهيئة التدريسية خارج الكلية، في المدارس والجمعيات والمنتديات المختلفة.
إن توفر مهارة تحفيز الإبداع، ومهارة بناء العلاقات الإنسانية الحسنة، ومهارة صناعة القرار، ومهارة التقويم والتحسين المستمر، لدى أي قيادة أكاديمية من شأنه أن يفجر الطاقات الإبداعية عند العاملين، ومن شأنه أن يشعرهم بأن مبادراتهم ستقابل بالتشجيع والتطوير، وهذا كله حين يتوافق مع عقول وقلوب وهمم متشوقة إلى خدمة وطنها ومجتمعها، ينبت ويثمر مثل هذا النشاط... بوركت جهود الجميع متطلعين إلى مزيد الإبداع والعطاء كما ونوعا في العام الدراسي الجديد. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)