TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات وحديث ملكي في العمق * أ.د محمد القضاة
14/12/2016 - 6:45am
الرأي: يتسم لقاء جلالة الملك برؤساء الجامعات في قصر الحسينية بعمقه وشموليته ورؤيته الواضحة لأوضاع الجامعات، ومواقفه الحازمة من قضايا العنف الجامعي ورغبته الاكيدة في تجاوز الجامعات هذه الظاهرة الى الابداع والعطاء والانتاج وقيام الجامعات بواجباتها الاكاديمية تجاه الطلبة عدة المستقبل، وأكد جلالته أنه»لا يوجد أحد فوق القانون سواء من الطلبة أو من العاملين في الجامعات» ، وهذه الرغبة الحازمة تؤكد لكل من تسول له نفسه بالعنف من اي طرف كان انه سيحاسب ضمن القانون وسيادته، واشار جلالته الى أنّ أحداث العنف غالبا ما تطال الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وهي حالة غير مقبولة وغير مبرّرة وغريبة على قيمنا وعاداتنا وثقافتنا، ولا يمكن السكوت عليها، وحديثه في هذا اللقاء عن العنف الجامعي له دلالات وتوقيت مناسبين، خاصة أنه قد نبّه في مناسبات كثيرة إلى ذلك وعدّه خطًّا أحمر، وهنا ذكّر جلالته الإدارات الجامعية وكلّ من يتعامل مع الطلبة بأهمية الانتباه إلى هذه الظاهرة للقضاء عليها وتجاوزها كي تعود الجامعات حاضنة للعلم والمعرفة لبناء مستقبل الشباب؛ مستقبل الأردن، واعتبر أنّ الشعور بغياب العدالة، وعدم تكافؤ الفرص يؤدّيان إلى الإحباط والشعور بالظلم، وينجم عنهما العنف.

وأكد جلالته أيضًا أنّ معالجة العنف تتأتى عبر تحقيق العدالة في توزيع مكتسبات التنمية، ومعالجة مشكلات الفقر والبطالة، وترسيخ الحاكميّة الرشيدة للدولة، وتطبيق القانون على الجميع من غير تهاون. 

وبين جلالته أنّ الدولة بمؤسساتها هي الجهة المختصة بتطبيق القانون والحفاظ على النظام العام، وعلى حقوق الناس وممتلكاتهم. وليس من حقّ أيّ جهة أخرى أن تظن أنها فوق القانون، فلا أحد فوق الدولة، والدولة يجب أن تبقى بسيادتها وقوانينها للجميع عدالة ومكتسبات وشفافية ، إن دعوة جلالة الملك لرؤساء الجامعات كي يكون عام 2017هو بداية حقيقية وجديدة لانطلاقة الجامعات والعمل بروح الفريق الواحد، وتحمل رؤساء الجامعات مسؤولياتهم للارتقاء بمستوى الجيل الجديد وتمكينه من النهوض بدوره في مواجهة التحديات.هو الفيصل الحقيقي في عمل الجامعات، وهذا يتطلب العمل بجد ومسؤولية عالية للارتقاء بالجامعات باسلوب حضاري وعلمي واكاديمي دون انتظار، وحين يشير الملك الى اهمية الدور الملقى على أساتذة الجامعات، كونهم ‹مسؤولين عن أهم ثروة لدينا›، مشددا على ضرورة أن يمثلوا نموذجا يحتذى به للشباب.

فانه مطلوب من رؤساء الجامعات ان يستمعوا للاساتذة مباشرة دون ذلك التسلسل الهرمي الذي يقتل الابداع والافكار خاصة ان الاساتذة يشكون من ضعف العمادات في معظم الجامعات، ودعا جلالته إلى بناء بيئة إيجابية دافئة داخل الجامعات، من خلال العمل على غرس قيم المبادرة والإبداع والريادة والمواطنة الفاعلة لدى الطلبة، وهذا لا يتأتى باصدار قرارات ادارية دون مشاركة فعلية بين محوري العلملية الاكاديمية الطلبة والاساتذة على قاعدة الشراكة الحقيقية التي تفعل دورهما وتعزز فيهما القيم الايجابية من خلال الحوافز المتنوعة التي يجب ان تكون دافعا مهما للطرفين.

وللحقيقة والتاريخ فان الجامعات بحاجة فعلية لدعم مالي يعيد للجامعات دورها الاكاديمي والثقافي الذي لا بد ان ينعكس على الابداع والتميز العلمي الذي سينعكس في المحصلة النهائية على تضييق العنف والخلاص منه، والأمل بالجميع ان يستعدوا لانطلاقة جديدة تعيد التوازن الاكاديمي الى بوصلته الحقيقية التي فاخرنا فيها الدنيا في سابق الايام ومن حق الجامعات ان تبدأ من جديد خاصة أذا امتلكت الارادة والرغبة والجدية في ذلك وهي قادرة على ذلك.

mohamadq2002@yahoo.com

نشر في الرأي 14/12/2017

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)