TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات : تقدم تكنولوجي وتراجع في التثقيف وتكريس البحث العلمي
11/05/2014 - 5:15am

طلبة نيوز- كتب حسام البيدر
تتزاحم سيناريوهات الكتاب حول ما يجري في قضايا التعليم العالي فمنهم من يزج بالتعليم العالي نحو الهاوية ومنهم من يظهر التملق والمزايدة وكل يكتب حسب وجهة نظره.
في جامعاتنا طلبة متفوقين ومتميزين على الصعيد الاكاديمي النظري والعملي التطبيقي ويحاولون جاهدين ابتكار طرق وافكار تطويرية جديدة في مجال تخصصاتهم ولا ادل على ذلك من تلك المبادرات والمسابقات التي ينظمها الطلبة وتحصل على جوائز محلية ودولية ومنهم من يسعى لتثقيف نفسه وتطويرها عن طريق قراءة الكتب والبحث عن المعلومة الصحيحة من مصادر ومراجع موثقة ومختلفة فتراه تارة يبحث في امهات الكتب وتارة يبحث في المواقع الالكثرونية التي توفر تلك المصادر وتفاصيلها .
الا ان اساليب البحث العلمي المتقدمة وفي خضم التطور الهائل والمتسارع لتكنولوجيا المعلومات واعتماد طلبة الجامعات والباحثين على ادوات التكنولوجيا الحديثة في البحث عن المعلومة لا يؤدي بالضرورة الى غرسها وتمكينها لدى الباحث وذلك بسبب سهولة وصوله الى المعلومة وكما يقال easy come … easy go .
ما اود ان اقوله هو ان معظم طلبة الجامعات في هذه الايام وفي ظل العولمة المتوغلة في عقولنا لا يتقنون اساسيات ومبادئ البحث العلمي الصحيحة كما ولا يمتلكون المهارات الكافية في التحليل والتفنيد والنقد البناء وتجميع المعلومات وترتيبها ، فيبدو ان التطور التكنولوجي والغزو الثقافي ادى الى تجميد عقول طلبتنا مما ادى الى كسل فكري ايدولوجي نتيجة اعتماد الطلبة على المواقع الالكترونية في البحث عن المعلومة واستخدام عمليات النسخ واللصق دون الاطلاع المكثف على محتوى المعلومة ومصدرها والبعد عن الكتاب الورقي كونها الطريقة الاسرع وتوفر الجهد ايضا .
ويعول على عملية البحث التقليدية ادراك قيمة المعلومة و فهمها وحفظها و نقلها من مراجع علمية موثقة بيد ان التكنولوجيا الحديثة رغم ما بها من حسنات الا ان معظم الباحثين الصغار"الطلبة" يسيؤن استخدامها وللاسف هذا ما يحدث في مشاريع تخرج بعض طلبتنا الاعزاء ،وتقع مسؤولية ذلك التخبط على جامعاتنا العتيدة التي يجب عليها زرع المعلومة بدلا من القائها في الهواء فثمة فرق عند المتلقي بين زرع المعلومة ونثرها ، فلماذا لا نتبع اساليب تمكين المعلومة والعصف الذهني في جامعاتنا ؟! من منا لا يتذكر الدكتور عمر الخطيب واسلوبه الرائع في طرح المعلومة من خلال محاضراته او برامجه واشهرها كان برنامج "بنك المعلومات" الذي كان يطرح المعلومة باسلوب مشوق وجذاب لتثبيتها وتمكينها في عقول الطلبة .
انا لا ادعو الى العودة للوراء واستخدام الاساليب التقليدية في التدريس ولكن على جامعاتنا التركيز على مساقات تعزز من قيمة البحث العلمي بطريقة حديثة وتعزيز قدرات الطلاب في كيفية البحث عن المعلومة فمعلومات طلبتنا وصلت الى حد التلاشي فمثلا نجد طالب في تخصص الهندسة لا يعرف توحيد المقامات وهي احد اهم اساسيات الرياضيات ، ونجد طالب اللغة العربية لا يميز بين بحور الشعر ونجد طالب تكنولوجيا المعلومات لا يستطيع عمل extract لملف معين او تحميل برنامج او حتى ادنى اساسيات البرمجة ونجد طالب الاقتصاد لا يعرف جوابا على ما هي اقوى دولة اقتصاديا في العالم .. انا لا ابالغ فهذا ما لمسته على ارض الواقع من خلال مخالطتي للطلبة .
لذا نحن نفتقد الكثير من الثقافة والمعلومات العامة في اذهان طلابنا وهذا ما يعاني منه اساتذة الجامعات فعلا كما وان العديد من الطلبة يشكون من عدم قدرتهم على الاستمرار في تخصصهم وذلك نتيجة مخرجات اجتماعية وتعليمية سابقة فهلا قمنا بمراجعة شاملة ووضع خطة عملية لعقد من الزمن ويتم تنفيذها فعلا لا ان ترمى بالادراج لنصل الى ما يرمي اليه كل من يبحث عن مصلحةالوطن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)