TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات الأردنية والتصنيف الوطني
30/12/2017 - 5:30am

الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات/ أستاذ زائر/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
وطن قواعده راسخة رسوخ الجبال همته بصلابة رجاله الأوفياء وتاريخه يسبق التاريخ نفسه أصبح مقصدا للباحثين عن العلم والمعرفة بسواعد الأوفياء من أبناءه المخلصين.
تابعنا جميعا التصنيف الوطني للجامعات الأردنية الصادر عن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الاردنية، وكأي تصنيف في الكون فهو محط اختلاف وجدل وتجلى ذلك من خلال ردود الأفعال المختلفة على هذا التصنيف من موافقة وتفاخر بالنتيجة الى الهجوم المباشر على هذا التصنيف ومن جهات مختلفة وبأشكال مختلفة وصلت الى حد المطالبة صراحة بإجراء تغييرات جوهرية على بنية هيئة الاعتماد (صاحبة التصنيف) وإدماجها مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وفي الحقيقة سواء اختلفنا مع هذا التصنيف أو اتفقنا فلابد أن نعي جيدا أن التصنيف هو نتيجة وليس هدف وأنه جاء بسبب الاهتمام المتزايد خلال السنوات الخمس الاخيرة من قبل جامعاتنا الاردنية بالتصنيفات العالمية وإنفاقها الأموال على هذه التصانيف.
فهو وكما أسلفت ثمار نقطفها على ما بذلناه من جهود لرفع مستوى مؤسساتنا الأكاديمية من خلال الاهتمام بالبنية التحتية والخدمية المقدمة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس وتحديث الخطط والبرامج ورفع كفاءة أعضاء الهيئة التدريسية والإنفاق على البحث العلمي،وهنا لا أقصد البحث العلمي بمفهومه المحلي والذي لا يتجاوز في معظم الأحيان السماح لعضو هيئة التدريس بالمشاركة بمؤتمر عالمي ولمرة واحدة سنويا وأحيانا المبلغ المخصص لهذا الدعم يختزل منه فينفق الباحث نفسه بدل أن تنفق عليه جامعته وإنما المقصود بعين الناقد هو تخصيص موازنة بحثية ثابتة لكل عضو هيئة تدريس تشمل مشاريعه البحثية والإنفاق على طلبته سواء أكانوا طلبة دراسات عليا أو بكالوريوس.

لقد لاحظت ومن خلال مشاركتي السنوية بالمؤتمرات العلمية العالمية المتخصصة وخاصة في مجال الكهرومغناطيسية وتطبيقاتها أن عدد المشاركين في أحد المؤتمرات من دولة الصين تجاوز الألف مشارك ومن دولة روسيا الاتحادية تجاوز ال 500 مشارك لأكتشف أن معظمهم ليسوا أعضاء هيئة تدريسية وإنما طلبة دراسات عليا وبكالوريوس يناقشون نتائج رسائلهم ومشاريع تخرجهم ولاحظت هذا الإنفاق الهائل من قبل دولهم عليهم رغم ضعف لغتهم الانجليزية وهي اللغة العلمية المعتمدة للمؤتمرات العالمية وصعوبة إيصال أفكارهم المكتوبة ولكن اهتمام بلدانهم بهم وتحفيز مشرفيهم لهم جعلهم يشاركون بقوة مع محاولاتهم المستمرة لتحسين قدراتهم اللغوية. وبالتأكيد فإن هذا الاهتمام لا يقتصر على هذا المجال البحثي ولكن يشمل جميع المجالات.
وللأسف على النقيض تماما فإن هذا التصنيف ستكون له نتائج سلبية على الجامعات التي حصلت على تصنيف دون الأربع نجوم في مجال استقطاب الطلبة وخصوصا الوافدين.
ولكننا لا نريد أن نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب كي لا ترى الحقيقة بل علينا مواجهة التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها، وبالتالي فإن إتباع هيئة الاعتماد لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي يفقدها الكثير من قوتها واستقلاليتها وقدرتها على التعامل مع الملفات الحساسة كالاعتماد وامتحان الكفاءة وأخيرا التصنيف.
ولكن المطلوب لضمان استقلال الهيئة والعمل على تطوير منظومة عملها يتطلب اهتماما أكثر بها من خلال توفير المبنى الذي يليق بها وإعادة هيكلتها وضخ الدماء الجديدة لها من الكوادر التي تعي حجم المسؤولية الملقاة على كاهلها ضمن مشروع وطني شامل واستمرار تأهيل كوادرها وإخضاعهم لبرامج تدريبية مكثفة.
وبالتوازي مع ذلك فإن على جميع مؤسساتنا الأكاديمية العمل على تحسين البنية التحتية والخدمية والتعليمية والبحثية بحثا عن تحقيق مصلحة الطلبة محور العملية التعليمية بصرف النظر عن عدد النجوم التي تحصلها الجامعة وان يكون هذا التصنيف محفزا للعزائم وشحذ الهمم لا مهبطا للمعنويات ولا سببا للتوقف عن العمل والانجاز.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان وحمى بلدنا الحبيب ( الأردن) في ظل قيادته الهاشمية المظفرة والملهمة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)