TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم العالي !! متى ندرك الخطر؟
16/12/2017 - 6:45am

لعل الأخطار التي تحدق بالمنطقة تلقي بظلالها على رأي الشارع العام بكافة أطيافه، فنرى الشعب بمجمل فآته المثقفة والعاملة و الشبابية والبسيطة منها قد أدركت الخطر والتحديات المحدقة بالمنطقة كلها ،وكيف أن الأردن يقف بعزم ثابت مبني على وعي شعبي راسخ في وجه تلك التحديات في ظل القيادة الواعية بحساسية الموقف لتنأى بالأردن بالحكمة والمعرفة والدبلوماسية السياسية الفذّة عن آتون الحروب والصراعات، وفي الوقت الذي يدافع الأردن بقيادته وفسيفيساء شعبه عن حقه بمستقبل أفضل، تأتي أهمية تحصين قطاع التعليم العالي بسياسات حكيمة تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها و التي تنم عن إدراك القائمين عليها بالخطر المحدق بنا وأنه لا سبيل لنا سوى أن نبني حصن المعرفة والعلم معاً وأن ندعم النخب الواعدة لنسهم في عمران الوطن في ظل الخراب المحيط ، ولعله من المؤسف أن يعي الشارع العام بكافة أطيافه المتفاوتة علميا وثقافياً حجم الخطر ويقف يداً واحدة في الوقت الذي يحار به صفوة صناع القرارات في جامعاتنا و مؤسساتنا العلمية ولسان حالهم يبشر بخيبات كبيرة لآمال الشباب الذين هم عماد الوطن في جامعاتنا ، ولعله من المعيب أن تسود حالة الهرج والمرج في مؤسستنا التعليمية بما يزيح الدفة عن مسار الركب ،فنحن أحوج ما نكون لأن نضع بصمة الأردن عالمياً في سجل الجامعات كما حققت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حلم وطن وليس حلم قطاع التعليم فحسب، كم هو مؤسف أن نصفي وجهات نظرنا على طاولة الوطن بدل أن نلهث لجمع أركان المستقبل في حضن الوطن ، وكم هو بشع أن نرى أصوات الطلبة التي تطاولت أعناقهم لتنظر من نافذة العالمية التي وصلتها جامعة العلوم والتكنولوجيا وقد سيطرت نبرة خيبة الأمل على حناجرهم الواعية التي نعول عليها أمل الأمة ، حزين عليك يا وطني بقدر صمودك الذي تجابه به ريح الصعاب وتتلقى طعنة وأد الحلم في خاصرتك بكل ما أوتيت من قوة !!، فما أحوج وطني لبارقة أمل وما أجمل العزف الجماعي الذي جاشت به قلوب الطلبة حباً بالتغيير وقيادته التي جمعت كلمتهم وقلوبهم لنخرج نموذجاً من الحب الراقي بين القيادة الجامعية والطلبة وهذا أحوج ما نكون إليه ، لا أريد أن أتحدث عن محور أهم من الطلبة هنا فهم أساس جامعاتنا الذي يُغفل رأيه على طاولة القرار،وكأن صناع القرار يرون بطلبتنا نموذجاً يحتاج لوصاية ويجهل تقرير مصيره في الوقت الذي أثبت فيه ولي عهد الأردن الشاب الأمير الحسين بن عبد الله بحضوره في المحافل الدولية أن شباب الأردن هم رجال المرحلة ولديهم من الوعي الكثير ، فهم يحملون رسالة السلام كتلك التي بثها سمو الأمير الحسين من أروقة جوهرة الجامعات تطوقه عيون شبابنا الطامحة للمستقبل ، وقد كان ذلك الأمل المنشود بالنسبة إليهم ، والذي جاد به وجود أنموذج للأمل بينهم علمهم أن الطريق يبدأ من الجامعة ،فكان أ.د.عمر الجراح الذي أعفي من منصبه دليلاً دامغاً على أن وطننا يحتضن إبداع أبنائه دائماً، ليبني أ.د عمر الجراح علاقة وثيقة بينه وبين جحافل الطلبة في الجامعة على اختلاف جنسياتهم وأجناسهم ولعلها لوحة فنية لم يسبق لنا أن رأيناها في جامعاتنا التي اعتادت أن تستقبل روؤساءها بصمت وتودعهم بصمت ، متى ندرك الخطر في قطاعاتنا التعليمية ،وأننا مسؤولون أمام الله وأنفسنا عن دعم ركائز الأمن والأمل ، متى ندرك أن العلم هو درعنا كما هو جيشنا وأن قتل أمل الشباب يفرغ الوطن من بناته الداخلين ،ومتى ندرك الخطر الذي يحيق بنا بدل أن نرتع في خلافات داخلية ونحن أحوج أن نكون يداً واحدة ، ليست قضية شخوص مطلقاً وليست قضية "عمر" ولكنها قضية عمران الوطن بأحلام الشباب التي يشق على النفس أن توأد، لكم أود أن يكرر التاريخ ذاته لأرى كل طلبة الجامعات الأردنية يرسمون لوحات من المحبة كالتي سطرها طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا لرئيس جامعتهم بعد قرار إعفائه، ليقع في نفوسنا أن هنالك ثقة بين صناع القرار والطلبة الذين هم سبب تشييد جامعاتنا التي لم تبنى لتنافسية المناصب أو لتكون ساحة للخلافات ، ليقع الرجاء هنا موقع فرض العين على كل صناع القرار داخل جامعاتنا وفي الجهات المسؤولة؛ رجاء مشوب بالحزن مفاده أن أبعدوا جامعاتنا عن الخلافات الهدامة ولتكن خلافاتنا موضوعية بناءة ،رجاء لكل مسؤول بأن يدرك الخطر المحدق بنا وبحسب وطننا ما حُمّل من تبعات يواجهها في محيطه ،رجاء بأن يكون الأردن أولاً وأن ننظر لمصلحة أبنائه ، ليكونوا هم الغد المشرق ، وأن نحتضن أحلامهم في جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا يا صناع القرار في قطاع التعليم فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته!! .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)