طلبة نيوز

كتبت سجى خالد أصلان

تعيين وزير جديد للتعليم العالي في حكومة الدكتور هاني الملقي الثانية شكل مفاجئة كبيرة لكل المتابعين وذلك بعد أن قام الوزير السابق للتعليم العالي الدكتور وجيه عويس بإنجاز أكثر من ملف فعلى صعيد ملف اللجنة الوطنية للموارد البشرية فقد لاقت توصيات اللجنة اعجابا من قبل صانع القرار أملك عبدالله الثاني خلال المؤتمر الوطني لإطلاق الإستراتيجية الوطنية للموارد البشرية في 5 أيلول الماضي إضافة إلى أن الملك في كتاب التكليف السامي للحكومة وجه وبشكل واضح للأخذ بتوصيات هذه اللجنة حيث أن كتاب التكليف الثاني احتوى على ثلاث مواضع توجه الحكومة للعمل بتوصيات اللجنة الوطنية للموارد البشرية في التعليم العام والتعليم العالي والتعليم التقني والمهني.

والحكومة السابقة حكومة الملقي الأولى أقرت توصيات اللجنة وشكلت لجنة وزارية لوضع خطة عمل تنفيذية لهذه التوصيات أحد أعضائها رئيس اللجنة وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق .

ولكن مالذي حدث ولماذا ابقى الملقي على معظم وزرائه واسثنى عويس ؟

سؤال قد تكون إجابته صعبة إلا أن تعيين الدكتور عادل الطويسي وزيرا للتعليم العالي خلفا لعويس قد يكون نقطة البداية للإجابة

الدكتور الطويسي قامة أكاديمية كبيرة وهو رئيس لثلاث جامعات رسمية هي الأردنية والحسين بن طلال وال البيت كما وسبق له أن عمل أمينا عاما لوزارة التعليم العالي ولكن مسيرة الرجل الأكاديمية تشير الى انتهاجه مسارا محافظا وأنه خلال ترؤسه لتلك الجامعات والتي انتهى بعضها بسرعة مثل الأردنية باستقالة مفاجئة وذلك بعد نفاذ صبره سريعا على التكتلات ومراكز القوى التي تشكلت في الجامعة بسبب الإدارة الناعمة التي اختطها الطويسي آنذاك ما يؤكد أن الدكتور الطويسي شخصية لا تؤمن بالجدل وأنه يبتعد عن الخلاف وليس له جلد على مقارعة من يخالفونه بالرأي .

الطويسي بهذه الكاريزما التي تتصف بالهدوء وعدم الدخول في معارك من أي نوع كانت يشكل حالة أكاديمية خاصة لها احترامها في الوسط الأكاديمي ويعتبره الكثيرون خيار االتوافق عندما يدب الخلاف حيث أن تعيينه في الجامعة الأردنية رئيسا في العام 2010 كان بعد سجال طويل دام لاكثر من 3 أشهر بين مواقع القرار حول شخص رئيس الجامعة الاردتية الذي سيخلف الدكتور خالد الكركي الذي عين وزيرا آنذاك.

ويبدو أن هذه المواصفات للطويسي هي التي دفعت الملقي لنقله من حقيبة الثقافة إلى حقيبة التعليم العالي وذلك أن الوزير عويس يختلف من حيث الكاريزما عن الدكتور الطويسي فالدكتور عويس لديه برنامج إصلاحي معروف ظهر خلال توليه حقيبة التعليم العالي 3 مرات فالرجل يؤمن بأن الصلاح في التعليم العالي بحاجة لتغييرات جوهرية تطال الجذور تستند إلى سيادة العدالة وإلغاء الاستثناءات وإلغاء البرنامج الموازي تدريجيا لأنه برنامج غير دستوري والبدء فورا بالتعليم التقني والموأئمة بين التعليم العام والتعليم العالي بالمسارآت التي تبدأ من المدرسة ومن ثم تصل إلى الجامعة

هذه الرؤية يبدو أنها لم تلقى الإعجاب من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الذي يرى أن التوسع بالقبول الموازي هو الحل لمشاكل الجامعات فالبرنامج الموازي هو من وجهة نظر الملقي رفع للرسوم برضى الشارع لذا فإن المرحلة القادمة هي مرحلة التوسع بالقبول الموازي و تخفيض اعداد المقبولين في البرنامج التنافسي تدريجيا .

هذه الرؤية للملقي تحتاج إلى شخصيات توافقية لتنفيذها ولا يمكننا يتم تنفيذها من قبل شخصية لديها برنامج إصلاحي لذا فإن القادم في التعليم العالي هو البقاء على ما كنا عليه لا بل نحن مقبلون على مرحلة من التراجع عن كل البرامج والاستراتيجيات الاصلاحية.

أما على صعيد القيادات الأكاديمية والتي شاب عملها شبهات فساد في المرحلة السابقة فقد أن لها أن تتنفس الصعداء فلن يكون هناك من ينبش ملفات الفساد لأننا الان في مرحلة السكون والهدوء "سكن تسلم "