الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
شهدت سياسة التعليم العالي في الآونة الأخيرة تطورا ايجابيا وخطت خطوات ملموسة يشهد لها القاصي والداني وأتت تلك الخطوات منسجمة مع توصيات الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي تبناها مجلس الوزراء ويتابع تنفيذها وبشكل مباشر جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله شخصيا من خلال الاجتماعات المتواصلة التي تعقد لمتابعة مراحل التنفيذ والوقوف على الإنجاز عن كثب، إن هذا التطور شمل تطبيق تلك التوصيات في مسألة تقييم القيادات الاكاديمية وطرق اختيارها. وقد قرأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الرسالة جيدا حيث عملت الوزارة على تشكيل اللجان المتخصصة في اختيار تلك القيادات ووضع المعايير اللازمة لذلك وهي نقطة تسجل لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وكحال أي تجربة فهي تحتاج بعض الوقت لتنضج فنحن ننظر مستقبلا لتصبح معايير اختيار القيادات الأكاديمية أكثر إنصافا كوننا نبحث عن قيادات أكاديمية وليس عن باحثين أكاديميين لإنجاح تلك المؤسسات بدلا من زيادة مديونيتها وتراجع مستواها.
ولا بد للإشارة بأن عمل هذه اللجان يشهد له بالنزاهة والحيادية وهي نقطة أخرى تسجل لمعاليه حيث ان المعلومات التي تسرب من عمل تلك اللجان او من جلسات مجلس التعليم العالي تكاد لا تذكر وهو ما يعطي لتلك اللجان وللمجلس حيادية واستقلالية للاختيار من قبل المتنافسين وتخفيف حجم الضغوطات الهائلة التي يتعرضون لها.
وفي ذات السياق فإن تبني بعض مجالس الأمناء في الجامعات الاردنية سياسة تعميم تقييم الإدارات الأكاديمية ليشمل عمداء الكليات يسجل لتلك المجالس ولرؤساء تلك الجامعات وهو ما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية في اجراء تقييم سنوي لتلك الادارات وأتمنى ان يكون هذا التقييم مهنيا ويهدف الى اختيار الكفاءات القيادية وان لا يكون شكليا وان يعمم على جميع مؤسساتنا الأكاديمية وإدارات الدولة كافة لتحفيز العمل والانجاز .
ولا بد لنا لنسير على مسار واضح المعالم فلا بد على جميع المؤسسات الأكاديمية تبني الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبد الله الثاني وان تكون هذه الأوراق دستور عمل يطبق في جميع المجالات قولا وعملا لنحصل على النتائج التي ينظر جلالته بعيون الأمل ويستشرف من خلالها مستقبل الأردن الواعد.
وفي الختام فإن تطبيق توصيات اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية يجب آن لا يقتصر فقط على قطاع التعليم العالي بل يجب ان يشمل جميع القطاعات وان تكون الكفاءة والمهنية المعايير الاساسية التي ينى عليها.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان وحمى بلدنا الحبيب ( الأردن) في ظل قيادته الهاشمية الملهمه.
أستاذ زائر/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.