TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
البوليتكنك كلها خير – منتصر فتحي الكركي
11/05/2015 - 10:30am

طلبة نيوز-

قبل أن أبدأ بكتابة مقالي هذا فكرت كثيراً وقمت بتذكر جميع الأفرقة التطوعية وإنجازاتهم خلال الأعوام التي أمضيتها في رحاب كليتنا العزيزة ، أم الهندسة "البوليتكنك" بكل ألقها وشموخها

وتذكرت أيضاً الجهود التي بذلها أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية حتى تبقى البوليتكنك هي البوليتكنك نفسها التي لطالما صدَّرت إلى أردننا وإلى العالم العربي مهندسين كفؤين يحملون ما يحملون من علمٍ وثقافةً وإنسانية ..

سيدي القارئ ، العلاقة التي تربطنا بهذا الصرح الأكاديمي الشامخ علاقة تسمو لتتناول أسمى معاني الولاء والوفاء
فهي بقاعاتها وشوارعها ومبانيها بمثابةِ وطن يحتضننا جميعاً بأفكارنا على اختلافها وتوجهاتنا على اختلافها ومنابتنا على اختلافها وأصولنا على اختلافها أيضاً

في كليتي ، اتصل أحد اساتذتي في كليتنا في ليلة شديدة البرودة بأحد تلاميذه الذي يأخذ سكن بعيد عن أهله ، قريباً من الكلية، وعرض عليه أن يأتي إليه ليأخذه الى بيته حتى يشعر بالدفء وينام قرير العين ، بين اطفاله ، لأن زميلي كان قد كتب على أحد مجموعات الفيس بوك التابعة لطلبة الكلية " يا إخوان يا ريت تحكوا مع رئيس الجامعة يعطلنا لأني بردان وبدي أروح على أهلي أتدفى بينهم "
ولم يعلم أحد بهذه القصة إلا بعدما خرج زميلنا عن صمته وأخبرنا بهذا العرض الكريم من ذاك الشخص الكريم

في كليتي ، اساتذة يحثوننا على العلم ، يطلبون منا البحث عما يفيدنا على الإنترنت ، يوبخوننا وينصحوننا ويقدمون لنا عناوين وروابط تغير حياة أي مهندس لو تابعها وتفحصها ونحن ننصهر خجلاً أمامهم ونختطف الكلمات من أفواههم لأنها تنطلق مثل بذور الربيع ، تُزهِرُ القلب وتُفتح الأفق ..

في كليتي يوجد 24 فريق تطوعي ! منهم أندية علمية مثل النادي الهندسي التكنولوجي (ETC FET) ، ومنهم أندية ثقافية مثل نادي اقرأ-البوليتكنك ونادي To Be ومنها الخيرية مثل صناع الحياة – البوليتكنك ومنها الخدماتية التي توفر الكتب الورقية وتوفرها أيضا بالصيغ الإلكترونية وتتابع الإعلانات التي تصدر عن الأقسام أولاً بأول ، وتعمل على تعديل مواعيد الامتحانات إذا وجدوا بها خللٍ ما ، صدقاً لولا وجودهم لعانينا الأمرّين ..
وهم من يقوموا بتزيين ساحات وجدران كليتنا ومبانيها أيضاً ، وهم من ينظمون الرحلات العلمية الى المصانع وغيرها من الأماكن التي ترتبط بتخصصاتنا الهندسية على اختلافها
ومن الجدير ذكره أن كليتنا هي كلية هندسة فقط ، ومن المعروف أن طالب الهندسة عليه أن يقضي معظم وقته وهو يبحث ويدرس ، ومع ذلك تجد كل تلك الأفرقة التي لا تتوانى عن بذل الجهد من أجل زملائهم ومن أجل وطنهم "البوليتكنك" ..
وبعدما قام ابناء وطننا الصغير ، البوليتكنك العظيمة بتغطية جميع نواحي الخير والتطوع ، مع مدرسيهم وأساتذتهم ، استمر البحث عن مواطنَ جديدةٍ للخير حتى يروونها بحبات عرقهم ،
فأطلقوا حملة خيرية تساعد الطلبة التي انقطعت بهم السبل وضاقت بهم الأرض بما رحبت على دفع رسومهم الجامعية ..
يساهم بهذه الحملة جميع طلاب الكلية على اختلاف حالاتهم المادية والاجتماعية ويساهم بها أيضاً اساتذتي أدام عليهم الله الخير هم وزملائي ويسر لهم دروبه

وعندما نلبي نداء من يرغب بالتبرع ، كثيراً ما يقابلنا بنظرة خجولة و وجه محمر وجملة ترددت على لسان معظمهم طلاب واساتذة : " سامحني ما قدرت أدبر أكثر "
عندما تخرج هذه الجملة منهم ، تشعر بإنسانية هؤلاء ، هؤلاء الذين اقتطعوا جزءً من قوت يومهم ليبذلوه في سبيل قضاء حاجة أحد زملائهم الذي لا يعرفونه ولا حتى يعرفون اسمه .. وهؤلاء الذين يقتطعون جزءً من قوت ابنائهم حتى يعينوا به ابنائهم الطلبة المكروبين ..
لا يسالونك من هو ؟ ولا ما أصله ؟ ولا ما توجهه ؟ ولا عن دينه ولا عن تخصصه ولا عن معدله
فقط يرددون "سامحني ما قدرت أدبر أكثر"

لهذه الأسباب ، كان عنوان المقال : "البوليتكنك كلها خير"

الفخور بزملائه وكليته : منتصر فتحي الكركي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)