TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
البحث عن الموجود !
18/01/2015 - 3:00am

طلبة نيوز-د. يعقوب ناصر الدين

يشغل البحث العلمي بال جميع الهيئات المعنية بقطاع التعليم العالي ، والكل يجمع على أن البلاد العربية ، ومنها الأردن ، ما تزال بعيدة جدا عن حاجتها الحقيقية ، حتى من دون المقارنة التي نعتمدها دائما بين واقع البحث العلمي في الدول المتقدمة ، وواقعه في الدول النامية.
بإمكاننا أن نحكم على أنفسنا سلفا بأننا لا نقيم وزنا للبحث العلمي من حيث هو حاجة ضرورية لعملية الإصلاح الشامل ، لقد اكتفينا بجعل « البحث العلمي « عنوانا مكملا للتعليم العالي ، ووضعنا معايير للبحث المقبول لغايات الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه ، وقبلنا نسبة ضئيلة من ميزانيات الجامعات للإنفاق على البحث العلمي ، ولكن دون معرفة الاتجاه الذي يجب أن تصب فيه تلك الأبحاث ، أو كيفية الاستفادة منها ، أو تفسير العلاقة بين مؤسسات التعليم العالي ، وغيرها من مؤسسات القطاعين العام والخاص ، ومنظمات المجتمع المدني !
لو قمنا على سبيل الافتراض بإنشاء مؤسسة متخصصة بجمع كل الأبحاث والتوصيات الصادرة عن الجامعات والمعاهد والمؤتمرات والندوات وورش العمل فقد نجد فيها ما يكفي لصياغة إستراتيجية وطنية شاملة ، ولكن هذا الفيض مما هو موجود لا يغادر الملفات إلى فعل من أي نوع.
عندما وجه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الحكومة إلى وضع خطة عشرية للنهوض بالاقتصاد الوطني ، بادرت عدة جامعات أردنية ، وهيئات أخرى مثل غرف الصناعة والتجارة وغيرها إلى تحضير أوراق عمل على شكل مساهمة منها في تحليل المشكلات الراهنة ، وتقديم توصيات إلى الجهات المعنية بإعداد الخطة ، فهل تم الإطلاع على تلك التوصيات والاستفادة منها ؟
يقيني أننا لا نستفيد شيئا من عشرات الآلاف من الأبحاث التي تم إجراؤها على مدى السنوات الماضية ، ليس لأنها أجريت بعيدا عن الحاجة إليها وحسب ، بل لأننا لم نثق بعد بقدرتنا الذاتية على إجراء البحوث ذات الفائدة للمجموعة الوطنية ، والأسوأ أننا لا نثق بقدرات الباحثين رغم أهليتهم العلمية بدليل الشهادات التي يحصلون عليها.
ها نحن نتحدث منذ زمن بعيد عن إصلاح التعليم في جميع مراحله ، ولكننا لم نحدد في أي اتجاه نريد إصلاحه ، ذلك أننا لم نتمكن بعد من رسم صورة المستقبل الذي نريد، ولعلي أجد في ما عرف بأزمة « سبوتنك » مثلا حيا على العلاقة بين مناهج التعليم ، وبين فكرة التحليق نحو المستقبل القريب أو البعيد على حد سواء !
فقد أحدث النجاح الذي حققه الاتحاد السوفييتي بإطلاق المركبة الفضائية سبوتنك واحد عام 1957 صدمة في الولايات المتحدة الأمريكية ، تلتها صدمة أشد عندما أطلق الروس مركبة « فوستوك » وعلى متنها رائد الفضاء الشهير يوري غاغارين ، يومها كان سباق التسلح يسيطر على العقول ، فسارعت الولايات المتحدة إلى إنشاء وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة « داربا » ووكالة الفضاء «ناسا» ولكنها بحثت عن أصل المشكلة «أي عدم التفوق» فوجدته في منهجي الفيزياء والرياضيات ، وقامت على الفور بتطوير المنهجين.
لقد كانت الجامعات هي التي بحثت عن المشكلة ، وهي التي وضعت الحلول من منطلق أن عقول المهندسين الروس قد تم إعدادها وفق منهج تعليمي متميز !

 

التعليقات

الدكتور ضياء اب... (.) الأحد, 01/18/2015 - 10:30

عندما تم انشاء صندوق دعم البحث العلمي كان الهدف تطبيق ابحاث علمية ميدانية تخدم المجتمع الاردني لكن عند تقيم المشاريع البحثية والتي دعمت من قبل الصندوق منذ نشاته وحتى هذا اليوم نجد انها لم تخدم الاردن الا بالقليل والبقية جاءت لخدمة اشخاص فقط لغايات الترفيع او الترقية والمنفعة المادية المتوخاة من مكافئات الباحثين.
لعل بالجدير ذكرة عمل تقييم لعمل الصندوق والية الدعم والنواتج التطبيقية من الصندوق منذ بداياته وحتى اليوم، لمعرفة الاتجاة الذي يسير به الصندوق.
وكذلك الحال اليات الدعم المعتمدة في الصندوق من الاخذ بعين الاعتبار الباحث والعلاقات الشخصية التي تدعم المشروع البحثي او تحول دون دعمه.
فكثير من الابحاث العلمية التي لا تدعم من خلال الصندوق يتم دعمها من منظمات عالمية يكون الاساس بتقيمها هو المشروع البحثي بعيداً عن اسم الباحث ومكان عملة والعلاقات الشخصية في دعم المشروع من عدمة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)