TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الانتماء للمؤسسة هو انتماء للوطن
26/11/2016 - 6:00pm

طلبة نيوز

الانتماء للمؤسسة هو انتماء للوطن

الدكتور عبدالرحمن الغويري – الجامعة الهاشمية

قَالَ اللَّهُ تعالى: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " . وقد روى الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). قد حث الله سبحانه وتعالى على العمل ووعد العاملين بالذكر الحسن في الدنيا من قبل الرسول والمؤمنون، أما في الآخرة ،( ستردون) إلى من يعلم سرائركم وعلانيتكم، فلا يخفى عليه شيء من باطن أموركم وظواهرها ، ثم يخبركم بما كنتم تعملون، وما منه خالصا، وما منه رياءَ، وما منه طاعة وما منه معصية، فيجازيكم على ذلك كله جزاءكم، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته. فالذي يعلم السرائر ويجازي عليها هو الله وحده جلّ في علاه.

لم تُنشأ الجامعات للعلم والبحث العلمي وخدمة المجتمع المحلي فقط ، فبما أن المكون الأساسي للجامعة هو الطالب ولولاه لم تنشأ الجامعات ولا الكليات ولولا الطالب لما تواجد أحد منا في هذه الجامعات. لذلك وجب الاهتمام بالطالب من جميع النواحي ليس فقط تلقينه المادة العلمية ، والتي من الممكن أن يدرسها لوحده كما في بعض الجامعات والتي توفر ميزة التعلم عن بعد ، بل يجب علينا كأساتذة أن نوجه الطالب لصقل شخصيته وتعلم مهارات التواصل والاتصال وحث الطلبة على الدراسة الجماعية مع زملائهم وعمل الأبحاث كفريق واحد واستغلال طاقاتهم الايجابية لغرس وتعزيز روح الانتماء للوطن والجامعة التي فيها يقضون جلّ نهارهم وزهرة شبابهم ، واستغلال أوقات فراغهم بتوجيه طاقاتهم إلى عمل المبادرات والمشاركة فيها بدلا من الاعتصامات وتكسير مرافق الجامعات كما حصل مؤخرا وللأسف في بعض جامعاتنا الأردنية الحبيبة.

و بالرجوع إلى مبادرة (إلا الهاشمية)، التي أطلقتها وبكل فخر واعتزاز في الجامعة الهاشمية فهي تهدف بالدرجة الأولى الطالب وليس الموظف أو المدرس، فلم توجه الدعوة فقط للمدرسين أو الموظفين للتوقيع عليها – لإثبات الولاء والطاعة – كما يدعي البعض. لا بل أن المخاطب الأساسي بها هو الطالب ، لأنه المكون الأساسي للجامعة ولأنه بحاجة إلى التوجيه بين الفترة والأخرى وبحاجه إلى النصح والإرشاد كيف لا وهم أبنائنا وبناتنا. ومع ذلك فإنني أدعوكم للرجوع إلى بوستر المبادرة وقراءة البنود والمبادئ الأساسية للمبادرة .

وللتذكير هنا فهي : نعم للوطن يقابلها لا للفوضى ... نعم للهاشميين يقابلها لا للفتنة ... نعم للهاشمية يقابلها لا للعنف ... نعم للعلم يقابلها لا للجهل ... نعم للانجاز يقابلها لا للتشكيك .

فلا أعلم أين اعتراضكم هنا ؟ هل اعتراضكم على البنود التي تبدأ بنعم أم على البنود التي تبدأ بلا ؟ فإذا كان اعتراضكم على التي تبدأ بنعم كلها أو بعضها فهذا يعني أنكم -لا سمح الله- ضد الوطن أو ضد الهاشميين أو ضد الجامعة الهاشمية أو ضد العلم أو ضد الانجاز أو ضد جميع ما ذكر. أما إذا كان اعتراضكم على البنود التي تبدأ بلا، فكما هو معلوم بأن( نفي النفي إثبات) وحسب قوانين المنطق في الرياضيات فإن:

لا (لا للفوضى) تعني نعم للفوضى ، لا (لا للفتنة ) تعني نعم للفتنة ، لا (لا للعنف) تعني نعم للعنف ، لا (لا للجهل) تعني نعم للجهل ، ولا (لا للتشكيك) فهي تعني نعم للتشكيك.

وبعد هذا التحليل العلمي البسيط نستنتج أن من يعترض على هذه المبادئ فكأنه يحرض الطلبة على الفوضى والفتنة والعنف والجهل والتشكيك. ورياضيا نجد أن الفوضى + الفتنة = العنف. أما جهل الحقائق + كره الإنجازات في الجامعة الهاشمية = التشكيك. وهذه الصفات لا أعتقد أنها تجتمع في الأردني الغيور على وطنه وجامعته.

أما منتقدي المبادرة ممن تسلموا مراكز إدارية متقدمة في الجامعة الهاشمية سابقا، فما هي إنجازاتكم ومبادراتكم للطلبة وللجامعة وقتها ؟ مع العلم أن مبادرتي هذه والعديد من مبادراتي على مستوى الجامعة والمحافظة والمملكة أطلقتها بشكل شخصي و ذاتي خدمة ومحبة لطلابي ولم تكن إرضاءاً لمسؤول أو تلميعاً لرئيس – كما تدعون - حيث أنني عضو هيئة تدريس ولست إدارياً. فرئيس الجامعة قامة علمية وطنية معروفة وإنجازاته واضحة للعيان ولا تخفى على أحد ولا تحتاج تلميعا من أحد. وبالنسبة للمبادرات فلم تكن هذه المبادرة الأولى لي ولن تكون الأخيرة بعون الله، فكلام المغرضين والحاقدين والحاسدين كثير فلا يزيدنا هذا إلا إيمانا بالوطن وحبا له وتفانيا في مزيد من العمل والمبادرات.

ومن أهم المبادرات التي قمت بها سابقا:
- حملة مكافحة المخدرات بالتعاون مع مكتب سمو الأميرة عالية بنت الحسين والأستاذ الداعية عمرو خالد من مصر عام 2008.
- دعوة سمو الأميرة عالية بنت الحسين لرعاية حفل مشاريع التخرج لطلبة كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات عام 2008

- إنشاء رابطة الطلاب الأردنيين في جامعة ولاية نيو ميكسيكو – امريكا والاحتفال بعيد استقلال المملكة سنويا2008-2013 .
Don’t mess with Jordan مبادرة للحفاظ على نظافة ومنجزات الأردن 2013
-مبادرة مدينتي أجمل بالتعاون مع الهيئة الملكية للمحافظة على البيئة لتجميل مدينة الزرقاء ودهان أطاريف الشوارع 2013
- مبادرة الزرقاء مدينتي لزراعة الأشجار على جوانب الشوارع 2015 بالتعاون مع بلدية الزرقاء.
-مبادرة زيارة مركز المسنين في عمان 2013
-مبادرة رسم خارطة الجامعة ثلاثية الأبعاد خدمة للطلبة المستجدين 2013
-مبادرة إنشاء مكتبة عابر سبيل في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات 2013
-حملة تبادل الكتب في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات 2013
والعديد من المبادرات والحملات الموجهة إما لخدمة الطلبة وإما لحث الطلبة على خدمة المجتمع المحلي أو الجامعة.

أما وأن يتساءل البعض عن مبادرات أخرى بعد مبادرة إلا الهاشمية ، لإثبات الولاء لرئيس الجامعة الهاشمية كما يدعون ؟ فهل وجدتم بند من البنود يتحدث عن الولاء أو عن رئيس الجامعة الهاشمية ؟ لقد قلنا نعم للهاشميين فقط ولم نقل نعم لبني هاني مثلا ، وثم قلنا نعم للإنجازات، فهل ذكر الانجازات يذكّر البعض برئيس الجامعة ويسبب نوعا من الحساسية ؟ وهل الانجازات هي فقط لرئيس الجامعة؟ لقد تواضع الرئيس عندما تسلم الوسام من جلالة الملك تقديرا للإنجازات فقال الرئيس وقتها ولا يزال يقول : أن هذه الانجازات هي إنجازات جمعية وجهد جمعي لجميع أسرة الجامعة ، فإذا كنت تعتبر نفسك من هذه الأسرة فذلك يعني أنك جزء من الذين قاموا بهذه الانجازات ! .

قالوا أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأنه بالشكر تدوم النعم ، فمن البديهي أنه لكل مؤسسة رئيس وأن الرئيس في المؤسسة هو صاحب القرار في الانجازات أو تنفيذ قرار الأغلبية، فلهذا يجب أن نعطي الرجل حقه ونسمي الأمور بمسمياتها ونعطي كل ذي حق حقه ، فنعم رئيس الجامعة يستحق الثناء والشكر على إنجازاته وإدارته المالية المنضبطة.
أما موضوع الانصراف للعمل، فهل المبادرات وتنمية مهارات ومواهب الطلاب لا تعتبر من صميم عمل الأستاذ الجامعي في الجامعة ؟ وهل البنية التحتية للجامعة تحتاج منا التوقف عن المبادرات والنشاطات ؟ وهل الجامعة التي بنت مجمعات صفية وكليات حديثة بعشرات الملايين عاجزة عن تحديث البنية التحتية بمئات أو آلاف الدنانير ؟ أعتقد أن هذا تناقض كبير.

أما انتقادكم الأخير :"اما آن الأوان لننتهي من مقالات وفعاليات لا تسمن ولا تغني من جوع؟" فهذه الجملة هي التي قصمت ظهر البعير فلا يحق لكم انتقاد فعالية وطنية ومبادرة من أهم مبادئها نعم للوطن ونعم للهاشميين وأن توصف بهذا الوصف بأنها لا تغني ولا تسمن من جوع !!! فهذه الجملة لوحدها تستدعي التوقف والتأمل كثيرا من قبل الجميع !!!
قديما قالوا :"ما حامد السوق إلا من ربح" فهل هذه الانتقادات لكل منجزات الجامعة ولكل من هو يعمل بشكل إيجابي للجامعة ، وهل الانتقادات لكل القيم والمعاني الايجابية ، وهل الانتقادات لكل المبادرات والنشاطات الطلابية ؟ وهل الانتقادات لشخص رئيس الجامعة ولكل طاقمه الإداري- مع العلم أني لست منهم- ؟

هل كل هذه الانتقادات لأنكم لم تربحون من سوق الجامعة وتنعمون بمنصب إداري فيها ؟؟؟ سؤال برسم الإجابة ، ولو أنها واضحة !!!

وأخيرا وليس آخرا دعونا نقول :"اما آن الأوان أن نشكر الكفاءات ونكفّ عن جلد الذات ونبتعد عن الحقد والحسد والعداوات و أن ننبذ الفاسدين والفاسدات" !!!

حمى الله الوطن وجامعات الوطن وأبنائنا وبناتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى.
my

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)