TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الامير الصغير
12/07/2016 - 1:30am

طلبة نيوز-  د. اروى الحمايده

 

لمن لا يعرفها, هي روايه للكاتب الفرنسي انطوان دو سانت, نشرت عام 1943, ترجمت لاكثر من 230 لغه ولهجه وبلغ مبيعها اكثر من 80 مليون حول العالم, وتبيع 2 مليون سنويا ويعتبرونها البعض رواية القرن العشرين وانا شخصيا اوافقهم!

يتوه الامير الصغير – The little Prince-   في الصحراء قادما من كوكبه البعيد, تاركا ورائه ثلاثة براكين وزهرة كان يرعاها. يصدف ان يلتقي برسام سقطت مروحيته في ذات الصحراء, فيطلب الامير الصغير من الرسام ان يرسم له خروفا, وبعد محاولات لم تعجب الامير وامام عجز الرسام , يرسم له صندوقا مغلقا ويخبره ان الخروف بداخله! فيفرح الامير الصغير... ويقتنع... ويسيرحاملا صورة الصندوق....

كما يلتقي الامير الصغير بذئب يعلمه الكثير من الحكم الملهمه, لعل اهمها كما قال الذئب: ان اجمل الاشياء في الحياه هي التي لا ترى بالعين بل بالقلب. اما اروع ما في هذه القصه فهي سرد لنماذج الكبار –كما يسميهم الامير الصغير-, اولئك اللذين التقاهم في طريقه على الكواكب الاخرى. احدهم مهووس بالسلطه, على كوكب ليس فيه سواه, يعتقد ان الاشياء تأتمر بامره, ويستشهد انه يامر الشمس وقت الغياب ان تغيب....فتطيع وتغيب!

واخر يزهو بنفسه ولا يرى غير صورته, واخر منشغل يعد النجوم, يضع ارقامها على ورق ويودعه للحفظ, منشغل, لا وقت لديه. ثم موقد القنديل المسكين, ذاك الذي يقوم بنفس العمل دون تفكير ولزمن طويل. اما الجغرافي, فشخصية تأخذك الى ابعاد اخرى, فهو ياخذ قصص الاخربن, يدونها, ويؤرخها, غير انه لا يحمل نفسه عناء تحريها. يكتب الجغرافي ما يصل اليه على انه حقيقة. يكتب عن المدائن وعن كوكب الارض لكنه لا يعرف اوديتها, انهارها وجبالها....ثم ينصح الامير الصغير بزيارة كوكب الارض!

وهذا يشبهنا لحد بعيد. نعتمد روايات الاخرين دون ان نستكشف تضاريس كوكب ارضنا. واعتقد ان الاوان قد حل لنكتشف نحن اوديتنا وابارنا وتلالنا وان نصنع قصتنا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)