TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الاكاديمي البرفيسور نضال يونس يكتب :التوجيهي "مرة واحدة":لماذا نعيد عقارب الساعة الى الوراء؟
14/12/2015 - 11:45am

طلبة نيوز

التوجيهي وامتحان المرة الواحدة:لماذا تجري محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء؟

لا أعتقد أن الدكتور محمد ذنيبات رئيس مجلس التربية والتعليم بما يحمل من تاريخ حافل، ووعي كبير، وثقافة واسعة، وتجربة ثرية كان يظن أن التذكرة التي قطعها حينما قرر أن يرتدي بزة اصلاح التعليم وتطوير المنظومة التربوية، واعادة هيبة التوجيهي قد تصبح تذكرة ذهاب بدون عودة، فيقيني أنه يعلم جيداً أن مجال الاصلاح التربوي مفتوح على كل الاحتمالات،سواء من جهة حصوله على الدعم و التأييد، الى الرفض الشعبي لقرارت المجلس.حتى وان أصر المجلس على ان قراراته التى يصدرها ،أو يعدلها، إنما تتمّ بالاستناد على مقررات لجان ومؤتمرات اصلاح التعليم ومؤتمرات التطوير التربوية، ونزولاً عند توصيات الخبراء بدءا من اعادة هيبة امتحان التوجيهي، الى تدريس مادة التاريخ و انتهاءا بعدد المرات التى يجلس فيها الطالب للامتحان!

الاسبوع الماضى فاجأنا المجلس بقرار العودة الى عقد امتحان التوجيهي مرة واحدة في نهاية كل عام دراسي ابتداء من العام الدراسي المقبل 2017/2016، على غرار ما كان يعمل به مع بداية عقد التوجيهي عام 1962 ، وكأن عجلة الزمان قد توقفت عن الدوران واصبح لزاما علينا أن نعود الى "الخلف در".،خصوصا ان محاولات العودة الى امتحان "المرة الواحدة"قد جربت عدة مرات على مدى الخمسين سنة الماضية وسرعان ما ثبت فشلها، واعيد الامتحان الى نظام الفصلين بدلا من الفصل الواحد..

في هذا السياق أتفهم تماماً ردة الفعل "لمعجبي" الدكتور ذنيبات من جماهير وتربويين تجاه هذا القرار الذي لا يتناسب مع حركة التاريخ وتطور المجتمع ، وقطعا لكل منهم مبرراته، ولكن في ذات الوقت أتفهم موقف طلبة المرحلة الثانوية واهاليهم، الذين يعانون الامرين ،الضغط والارهاق النفسي على ابنائهم الذين سيجلسون لامتحان "مصيري" يحدد مستقبلهم مرة واحدة فى العام الدراسيى ، واحتمال الفشل فى الامتحان وضياع سنة كاملة من أعمارهم في ظل صمت بعض الخبراء والمهتمين الذي افتقدوا لشجاعة الموقف!.

السؤال الآن ماذا بعد هذا القرار؟!، سواء بالنسبة لمجلس التربية والتعليم او الطلبة الذين سيتقدمون لامتحان التوجيهي وقد بات الاثنان على المحك في مواجهة المرحلة المقبلة، حيث لا مجال في مشوارهما المقبل إلا لخيار الثبات على الموقف لكسب التحدي مع الذات، ومع بعضهما البعض، ومع المؤيدين، والمعارضين.

الدكتور ذنيبات من جانبه لا بد وأن يثبت بأنه في مستوى تعويض تجربة الامتحانين بامتحان واحد مع نهاية العام وأن يمضي فيها ناجحاً، وإلا فإن مشروعه الاصلاحي سيكون مهدداً بالانهيار؛ خصوصاً وقد اختار البدء من القمة، وله في هذا الشأن تجارب كثيرة لم يقوضها ردة الفعل الكبيرة على ظروف وآلية عقد الامتحان فى الاعوام السابقة،. ولكني كغيري من المتابعين كنت امل ان يبادر مجلس التربية، ووزارة التربية والتعليم في حماية حقوق الطلبة وحريتهم واعطائهم الفرصة للجلوس لامتحانات التوجيهي على مدى فصلين ، لا بل عدة مرات فى العام الواحد كما هو الحال فى امتحانات"SAT" الامريكية، لا بقصرها على مرة واحدة وتعريض الطلبة والاهالي الى معاناة نفسية على مدى عام كامل.

قصة التوجيهي الأردني مع وزراء التربية والتعليم لن تنتهي، فثمة وزراء خبراء في المحافظة على "هيبة الامتحان" وخبراء في كيفية "تصحيح الامتحان"،وخبراء في "تغيير المناهج"، ومنهم من يرى أن "تمديد" فترة على سنتين أفضل ، وآخرون يريدون "الغاء الامتحان" من أساسه ، و"كلما دخلت أمة "لعنت أختها" ،جميعهم خبراء يعرفون مصلحة الوطن والطالب، ويأدون أدوارهم ببراعة، حتى يعتقد المواطن أنهم كذلك، إلى أن تصطدم ذاكرته بنتائجهم الكارثية على ارض الواقع فيفتح عينه على الحقيقة المرة والله المستعان!!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)