TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الاستاذ الجامعي والطالب في الميزان أ.د. محمد القضاة
28/12/2016 - 10:45pm

الرأي:الجامعة محورها الاستاذ والطالب، وهما صنوان متلازمان لا يفترقان، الاستاذ هو العمود الفقري في العملية الاكاديمية لبناء مستقبل الطالب، والطالب يحتاج استاذه لتفعيل دوره وتكوين شخصيته، ودور الاستاذ ليس محاضرة ومختبرا وامتحانا حسب؛ وانما يسهم بفاعلية في بناء شخصية الطالب وتثقيفه وتنمية وعيه وحضوره في الميادين الاكاديمية المنهجية واللامنهجية، ولا يجوز ان يترك الطلبة يقررون مواقفهم في القضايا الخلافية، ورأي الاستاذ ضروري في تشكيل وعي الطالب كي يتجاوز المواقف السلبية والافكار الظلامية التي يتعرض لها بين حين وأخر، الجامعة تكفل للاستاذ حرية الفكر الذي يجب ان ينعكس في البنية التعليمية والفكرية للطلبة، والاستاذ يجب أن يتمتع بفكر ابوي يعي فيه أن مسؤولية الطلبة في الجامعة لا تقل عن مسؤوليته تجاه اولاده في بيته، وهي مسؤولية مشتركة قاعدتها الحوار والرأي والرأي الأخر، وهذا يتطلب ردم الفجوة بين الاساتذة والطلبة في المحاضرة الاكاديمية لتعليمهم الفكر الناقد الذي ينعكس في التعبير والتحصيل العلمي والوقوف في وجه مثيري العنف مهما كان مصدره ونوعه، لا نريد استاذا متسلطا لا يعرف غير المحاضرة ومتطلباتها، نريده إنسانا سميرا رفيقا حنونا يشعر الطلبة أنهم هم محور الحياة الجامعية على اساس من الاحترام المتبادل، بحيث يبقى الطالب طالبا والاستاذ في محرابه دون انتقاص من قيمته وهيبته الباذخة، نريد طالبا جامعيا مبدعا يثير الاسئلة ويجددها كل محاضرة، نريده واعيا صادقا مع نفسه يثير الاهتمام والمعرفة، ولا نريد استاذا يترفع عن اسئلة طلبته كيفما كانت ، والطلبة الضعاف يجب دمجهم مع اقرانهم بحيث يشعرون أنهم في صلب الاهتمام.

الاستاذ الجامعي مسؤول كما العميد ورئيس القسم ورئيس الجامعة ولا يجوز ان يتخلى عن دوره، وعلينا ان نقرأ بعناية كلام جلالة الملك الاخير مع رؤساء الجامعات حين حمّلهم المسؤولية في صقل طالب المستقبل، واشار الى دورهم الفاعل في بناء طالب جامعي لا يعرف غير العلم والمحاضرة والاسس العملية السليمة، وهنا لا نريد استاذا يرمينا بغضبه لانه يعرف في قرارة نفسه أنه يقصر في واجبه، ولا نريده مصدرا للحكمة والمنطق وهو يقول في قرارة نفسه: هذا ليس من شأني، وغير مقبول ان يغلق بابه ويضع نفسه في برجه وكأنه من كوكب أخر، عليه ان يمارس دوره من موقعه ويقول بأعلى صوته: إنه هو الاساس في العملية الاكاديمية، وما يهمنا في المحصلة الطالب الجامعي الذي يعيد للجامعة ألقها يعرف قاعاتها ومحاضراتها وانشطتها بعيدا عن اي لون أخر، وهذه دعوة للزملاء كافة لتخصيص محاضرة واحدة في الفصل الدراسي لمناقشة الطلبة لمعرفة احتياجاتهم وتنمية ثقافة الحوار لديهم، حتى لا تبقى تتعرض صورهم في الخطاب الإعلامي إلى صور سلبيه، وقد طفت في الآونة الأخيرة آراء متباينة حول دوره الأكاديمي، تصب في إبراز الجوانب السلبية دون النظر الى السواد الأعظم من الطلبة الذين يدخلون الجامعة ولديهم هدفاً واضحاً يعملون بجد وإخلاص لتنفيذه ، كان لابد من إنصاف الطلبة وتغيير الصورة النمطية التي بدأت ترسم لهم، لأن الطالب هو المحور الأساسي في العملية الأكاديمية، ومخالفة الرأي السائد من أن الطالب الجامعي تسرقه المشاجرات والقضايا الجانبية، وهذا رأي قد يكون صائبـاً في جزء منه، ومعظم الطلبة لا يشاركون في هذه الجزئية وتراهم يستغربون ويرفضون هذا الاتهام، لان السواد الاعظم منهم لديه هدفا علميا واضحا يريد تحقيه.

واليوم يتجاوز عدد طلبة الجامعات ثلاثماية الف طالب وطالبة، وهذه ثروة وطنية مهمة لابد من اعدادها والاهتمام بها تعليمياً وتدريبياً وتثقيفاً لكي يواكبوا العصر ومتطلباته، وتأطير العلاقة بين الطلبة والأساتذة على قاعدة من الاحترام والحوار والتسامح والعدالة والمساواة والثقة، ورفض الانزوائية (وأنا مالي) والتطرف والقمع والتقوقع والتقاعس والتخاذل والارهاب، والتركيز على الانفتاح والاعتدال والأصالة والتكافل والمواطنة والولاء للوطن والوسطية وتعميق لغة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر وتعزيز آفاق الحرية المسؤولة، كل هذا يتطلب وجود عمادات شؤون طلبة فاعلة في الجامعات لا تقصي الطلبة ولا تحرمهم أنشطتهم اللامنهجية، ولا تقف عائقاً في وجه حواراتهم الحرة المسؤولة، ولا تركز على جهة دون الأخرى، وإنما لابد أن يكون الطلبة جميعهم في سوية واحدة لا فرق بينهم إلا بالاخلاص للجامعة والوطن والابداع، وتشجع مواهبهم وطموحاتهم وقدراتهـم، وتمكنهم من فهم حقوقهم وواجباتهم وتنشر بينهم ثقافة الحوار والديمقراطية والتعايش والاختلاف والتحليل العقلي والمقاربة الموضوعية والاعتراف بالآخر، وتساعدهم على نبذ ثقافة الاقصاء والانكفاء والتبرير والحجج الواهية والاشاعة والاساءة للآخرين بحجة الحرية وإزدواجية المعايير والغلو والتطرف، ولذلك، الجميع عليهم مسؤوليات مضاعفة؛ خاصة الاساتذة لتعزيز قيم الخير والمواطنة وترجمة الأقوال الى أفعال بعيداً عن مركزية عنق الزجاجة وآراء ضعاف النفوس والارادة وعدم الثقـة، لأن اعداد القيادات الشابة الواعدة تحتاج ثقة عالية بالنفس وإرادة حرة تنبثق من إرادة صلبة، والاساتذة يمتلكون القدرة على اعداد طالب جامعي مبدع متميز، ولا نريد لطلبتنا أن يكونوا خارج الإبداع والتميز والابتكار، نريدهم قادة فكر وشباباً لا يهابون المبادرة في حقول تخصصاتهم، نريدهم حملة رسالة الجامعة التي قادت الوطن الى الأمام وفتحت الآفاق الرحبة لكل أبناء الوطن حتى أصبحت تجربتها على كل لسان. وتحية صادقة للاساتذة الأوفياء لرسالتهم والمخلصين لعلمهم وفكرهم ووطنهم وجامعاتهم، ولاحبائنا الطلبة الذي يضيئون الجامعة بقناديل فرحهم وشغبهم الجميل المحبوب في محاضراتهم ومختبراتهم وانشطتهم وابداعهم، وتحية خاصة للجامعة الاردنية على سهرها وحرصها الأكيد في ان تبقى واحة العلم والفكر المنير. نقلا عن جريدة الراي.

mohamadq2002@ yahoo.com 

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)