اعتدنا أن نرى البعض يعاني من ازدواجية بين نظرياته التي يتحفنا بها وبين ما يطبقه هو نفسه على أرض الواقع، ولكننا نواجه حالة جديدة من الازدواجية تفردنا بها عن أقراننا في العالم. وهذه الازدواجية الفريدة هي "ازدواجية التنظير".
فلدى بعض زملائنا الأساتذة قدرة عجيبة على التنظير بالشيء ونقيضه في وقت واحد:
- فهو يعتبر أن زيادة عدد الطلاب في الشعب في الجامعات الخاصة دليل على تدني المستوى التعليمي، بينما يعتبر أن تكدس الطلاب في الجامعات الرسمية دليل على ارتفاع مستوى هذه الجامعات!!!
- وهو يعتبر انشغال استاذ الجامعة الخاصة بالأعمال الإدارية دليل على فشل هذه الجامعات والعاملين بها، بينما يعتبر انشغال أستاذ الجامعة الرسمية بنصاب تدريس ضعف نصابه الأصلي دليل على الإبداع والقدرة على العطاء!!!
- وهو يعتبر أن مقياس بلد شهادة الدكتوراه هو المعيار الأهم الذي يصنف على أساسه الدكتور، لكنه يرفض الاعتراف بالخريج الذي تتلمذ على يد هذا الدكتور!!!
والأمثلة كثيرة على هذه الازدواجية ...
فهل عندكم تفسير لهذه الظاهرة؟
سأحاول أن أضع تفسيرا عله يلامس الحقيقة:
أغلب الظن أن هذه الازدواجية نابعة من حالة انفصام شخصية حادة ...
نابعة من شعور شديد بالنقص ...
ناتج عن يقين تام بالعجز عن المنافسة ...
ويصاحبه إدراك باطني أن عباءة "الواسطة" و"الاستثناء" لن تمكنه من تسجيل اسمه في قوائم الأساتذة المتميزين ...
ملاحظة على ما ورد في التفسير:
وأنا أيضا أعرف أكيف أنظر ... إن أردتم التنظير ...
د. أيمن أبو الرب
ص
اضف تعليقك