TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإصلاح والتحديث في جامعة اليرموك واقع وتطلعات
30/05/2017 - 2:15pm

بقلم د عزام عنانزة
كلية الإعلام – جامعة اليرموك

تشهد جامعة اليرموك منذ ما يقارب عامين عملية تطوير وتحديث على كافة المستويات. وفي إطار هذه النهضة التي تشهدها الجامعة تعقد الندوات واللقاءات وتقام المحاضرات وورش العمل وغيرها من الأنشطة الثقافية والفكرية للحديث عن الإصلاحات والتعديلات التي تقوم بها إدارة الجامعة من اجل النهوض بالجامعة وتطويرها باعتبار ذلك ضرورة ومصلحة وذلك لمواكبة التطورات واحتياجات سوق العمل والمنافسة والريادة سواء على المستوى الوطني او الخارجي ومن المؤسف ان الكثير من هذه الانجازات لا تجد التغطية الإعلامية التي تستحق وذلك لأسباب لا نريد الخوض فيها في هذه العجالة .
ان عملية الإصلاح والتحديث التي تشهدها الجامعة جاءت من أعلى أي من قبل رئاسة الجامعة ممثلة بالرئيس ونوابه وخصوصا النائب الأكاديمي الذي يبذل جهودا استثنائية في هذا المجال ولديه حماس كبير وإيمان بلا بحدود بالمشروع الإصلاحي للجامعة .
إلا ان هذه الجهود لا تزال تصطدم ببعض العقبات وخصوصا ان كافة الخطوات الإصلاحية التي تمت على أكثر من صعيد لا تزال محل نقاش وجدل وتنقسم حولها الآراء والاجتهادات .
فهناك فريق يعتقد ان هذه الإصلاحات ضرورية من اجل تطوير الجامعة والنهوض بهاوبالتالي لابد من إعادة النظر بالكثير من الملفات في الجامعه سواء المتعلقه بالطلبه من خطط دراسيه واسلوب التقويم وانشطه لامنهجيه او تلك المتعلقه باعضاء هيئه التدريس مثل اسس التعيين والترقيه والتثبيت وآليات التدريس وغيرها , ويرى هذا الفريق ان دفع عجلة التحديث والاصلاح في الجامعه هي ضرورة ومصلحه للجامعةوالطلبة والعاملين , وتلبي تطلعاتهم بالتقدم والتطور , ويمثل هذا الفريق الكثير من اعضاء هيئه التدريس ولا سيما الشباب المتحمسين للتغيير والتجديد والتطوير .

بينما يرى فريق أخر ان ما تشهده الجامعة من تطوير هو من باب لزوم ما لا يلزم , وانه تطوير في الشكل وليس في المضمون وان مخرجاته لم تحقق النتائج المرجوة,لا بل يذهب البعض إلى حد القول أن هذه الإصلاحات لم تكن لخدمة الجميع وإنما لخدمة فئة معينة في الجامعة ,وبالمجمل فان أنصار هذا الفريق هم من أعضاء هيئة التدريس من كبار السن وغالبيتهم برتبة أستاذ وتوقفوا عن الإنتاج العلمي منذ سنوات , وكثير منهم يفتقد الكثير من المهارات اللازمة في مجال التعليم الالكتروني واستخدام الحاسب , فالتحديث والتطوير وتعلم مهارات جديدة ليست من أولويات هذا الفريق .
وبين هذين الفريقين تقف رئاسة الجامعه في منتصف الطريق حيث تحفز دعاة الاصلاح والتحديث , وبنفس الوقت تتجنب ممارسه اي ضغوط على المحافظين والمناوئين للاصلاح , دون التراجع عن الخطوات الاصلاحيه التي اقرت وطبقت في الجامعه على اكثر من صعيد .
وفي ضل هذا الواقع فان الاصلاح او التحديث المطلوب هو الاصلاح المتدرج الذي يكون على مراحل , بخطوات محدوده ومتوازنه ومدروسه باسلوب انتقالي ومرحلي , والتي تحقق الاصلاح المنشود دون ان تسبب اية انقسامات او استقطابات داخل المجتمع الجامعي , وذلك من اجل تحقيق مصالح وتطلعات الجامعه والقائمين عليها وذلك بمشاركة الجميع دون اقصاء او تمييز لاي كان .
وختاما فإننا نقول ان جامعه اليرموك هي أمانه برقبة الجميع والحفاظ عليها والنهوض بها هي مسؤولية الجميع باعتبارها مؤسسة وطنية تقدم خدماتها للمواطن والدولة على حد سواء وتعمق قيم المواطنة والانتماء والحوار والرأي والرأي الأخر المختلف بعيد عن الانغلاق والتعصب والتطرف في الرأي او القرار باعتبارها منبر حر للفكر والتجديد والابتكار والإبداع .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)