TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ترسم مستقبل التعليم في الأردن !
04/09/2016 - 10:45am

طلبة نيوز- د. مفضي المومني
تحت الرعاية الملكية السامية سيتم غدا إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي أعدتها اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي أوعز بتشكيلها جلالة الملك في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء، والذي شكل اللجنة برئاسة معالي د.وجيه عويس وزير التعليم العالي في نيسان من العام الماضي، حيث عملت اللجنة من خلال لجان فرعية وصلت الى 17 لجنة، وكل لجنة مكونة من مجموعة من الخبراء على مستوى الوطن حيث عملت اللجان على الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر وطني جامع لإطلاق الإستراتيجية والذي سيكون غدا، حيث سيتم إطلاق إستراتيجية تنمية الموارد البشرية ضمن محاورها الأساسية وهي منظومة التعليم، ورعاية الشباب، وسوق العمل والعمالة في الأردن، حيث سيكون المجال الرئيس للنظام التعليمي ابتداءً من مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم ما قبل المدرسة، ومرحلة التعليم العام والتعليم العالي الجامعي وكذلك التركيز على التعليم المهني والتقني وصولاً إلى سوق العمل، وفق برامج وخطط تنفيذية قابلة للتطبيق، ومؤشرات قياس وتقييم واضحة ومحددة، وكذلك تحديد أولويات الإصلاح في النظام التعليمي في جميع مراحله، وخيارات التمويل المتاحة وخطوات تطوير آليات العرض والطلب لسوق العمل، وتفعيل دور القطاع الخاص تمهيداً لإقرار الإستراتيجية وطنيا ورسميا ووضعها موضع التنفيذ، لتصبح نهجاً ثابتاً وراسخاً للحكومات المتعاقبة للسنوات العشر المقبلة تؤكد على إحداث نقلة نوعية لتطوير قطاعات التعليم الأساسي والتعليم العالي والتعليم التقني والتدريب المهني، تحقيقاً لنقلة نوعية في قطاع التنمية البشرية على المستوى الوطني، وكل ذلك يتطلب أسس واضحة تؤسس وتطور على واقع التعليم حاليا، من مرحلة الطفولة المبكرة إلى التعليم العام وكل ملا يتعلق به من مؤثرات داخلية وخارجية، ومن بيئات وتسهيلات تعليمية و تدريب وتأهيل المعلمين والمدربين ، و تطوير وتحديث المناهج الدراسية ، وكذلك امتحان الثانوية العامة ، وقضايا التعليم العالي بدءً من الموازي والحاكمية والتشريعات والبنى التحتية وإدماج التكنولوجيا في التعليم والتمويل ، وسياسات وأسس القبول في الجامعات الرسمية والخاصة، وقطاع التعليم المهني والتقني والتدريب ، ودراسات وتحليلات موسعة لمحور العمالة في الأردن، وتعليم اللاجئين السوريين الذي أصبح من الملفات الرئيسة لوزارة التربية والتعليم الأردنية ، كل هذه الملفات وغيرها من الأمور التي تدخل في باب تنمية الموارد البشرية بتفصيلاتها عملت اللجان على التقصي والبحث في كل ما يخص مجالات عملها ووضعت تقارير فرعية تضمنت الواقع والتصورات والاقتراحات ومن ثم الخطط التنفيذية، من ناحية زمن التنفيذ والتمويل والتشريعات وغيرها، وكما صرح رئيس اللجنة فقد اجتمعت اللجان مع جميع الوزراء المعنيين، ومجالس النقابات المهنية، واستمعت إلى وجهات نظرهم، كما دعت عددا من الخبراء والباحثين المختصين من القطاعات المختلفة للاستفادة من خبراتهم، وتميز تشكيل اللجان بأنه اخذ بعين الاعتبار كل الأطراف ذات العلاقة في تنمية الموارد البشرية ومعطياتها، لن أسهب كثيرا لكن سنرى غدا عملا مميزا يؤسس لمستقبل التعليم في الأردن بكل حلقاته وتشعباته وارتباطاته،ومعروف أن النظم التعليمية هي المزود الرئيس للقوى البشرية الفنية المدربة التي تواكب تطورات العصر وتكون عماداً للتقدم والتطور التكنولوجي الذي يساهم بشكل رئيس في التطور الاجتماعي والاقتصادي المأمول، ونأمل أن تأخذ هذه الإستراتيجية وتوصياتها جانب التنفيذ الفعلي وتكون خطة سير للمرحلة القادمة لا تتغير بتغير الحكومات، لنفعل دولة المؤسسات وأؤكد على بعض النقاط التي يجب الاهتمام بها بشكل جدي بعد إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، مثل وجوب أن تأخذ قرارات وتوصيات اللجنة والخطة التي وضعتها منهجا تنفيذيا استراتيجيا للعشر سنوات القادمة، دون التأثر بتغير الحكومات والاجتهادات والآراء الفردية والشخصية، إذ يجب النظر لنتاجات هذه اللجنة نظرة جدية وتنفيذها بكل ما فيها من خلال ما تتضمنه من تطوير للحاكمية وتعديل للتشريعات بما يتواءم مع معطيات الإستراتيجية، إذ أن تنمية الموارد البشرية إذا تم تنفيذ مفرداتها الإستراتيجية بشكل صحيح، ستحمل معها الإصلاح والتطور لجميع الأنظمة التعليمية من مرحلة ما قبل المدرسة إلى نهاية مرحلة التعليم العالي، والتي بدورها ستكون الحامل الرئيس للاقتصاد والمجتمع كما أسلفت، من خلال مخرجات على سوية عالية تنافس المستويات العالمية، فالأساس بناء الإنسان والإنسان أساس التنمية، ولنا في تجربة مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو وباني نهضتها والذي سمي (الدكتاتور الرشيد)، حين طلب في بداياته وزير التربية وقال له أنا سأصلح لك القوانين والأنظمة وأنت أصلح لي الإنسان والنظام التعليمي، وهكذا انتقلت سنغافوره من دولة فقيرة بائسة يسودها الفقر والفساد والفوضى إلى دولة متقدمة وباقتصاد حديث في مصاف الكبار، وهكذا تبنى الأوطان.
فالإستراتيجية كما اعرف أخذت على عاتقها تجميع و تضافر وتكامل كل الجهود، من مختلف الجهات العامة والخاصة المعنية بتنمية الموارد البشرية ووزعت الأدوار بشكل صحيح للخروج من حالة ضياع الرؤيا وتشتت الجهود والقرارات الفردية الارتجالية، التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، نريد فعلا مؤثرا شاملا لا بل ثورة بيضاء ناصعة محكمة، تعمل على إيجاد تقدم حقيقي، في كل مناحي حياتنا من خلال الإنسان الأردني، الذي إن أحسنا تعليمه وتأهيله سنصل إلى ما نريد....حمى الله الأردن.

التعليقات

د. علي الزبون (.) الاثنين, 09/05/2016 - 22:09

بارك الله فيكم وعلى جهودكم المتميزة في خدمة الوطن

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)