TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإدارات الأكاديمية و العام الجامعي الجديد؟
30/08/2015 - 9:00pm

طلبة نيوز

الإدارات الأكاديمية و العام الجامعي الجديد؟
د. مفضي المومني.
كل عام وبمثل هذا الوقت وبعد أن تنتهي الجامعات من جني الحصاد وتفويج خريجيها إلى المجتمع وسوق العمل ، تبدأ دورة الحياة والعمل من جديد لاستقبال الطلبة الجدد والعام الجامعي الجديد، وتتصف هذه الفترة بين المرحلتين بأنها فترة التأمل والتفحص وتقييم ما تم انجازه وكثرة الشائعات والتربص وما العثرات والمعيقات التي واكبت العام الجامعي المنصرم، وكيف سنواجه العام القادم أي عملية جرد الحساب، ومن أهم ما يتم النظر إليه وتقييمه من قبل أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية، الإدارات الأكاديمية في الجامعات وحسبة من سيبقى ومن سيغادر مع أن العمل الإداري للأكاديميين في الجامعات لا يحسد صاحبه عليه وهو بطبيعته مؤقت وليس مستمر كما في المؤسسات الأخرى إذ أن الأصل بالأكاديمي انه عضو هيئة تدريس المهنة الأسمى، وان العمل الإداري استثناء وليس هدفا لذاته ، لكنها طبيعة العمل الجامعي تحتم أن يتم اختيار من يدير دفة الأمور بمعايير الكفاءة والفاعلية، ولا يخلو الأمر من ازدياد حالات التوسط واللجوء إلى النواب والأعيان والوزراء والمتنفذين والمعارف وأي جهة أخرى لها نفوذ ما وبطرق مختلفة، من قبل بعض الأكاديميين لدى رؤساء الجامعات ومراكز صنع القرار للحصول على مركز إداري ما، وأنا شخصيا استنكر ذلك لا بل استهجنه على أي أكاديمي يحترم نفسه، فطالب الولاية لا يولى ثم أن الأكاديمي يجب أن يرفعه عمله وسيرته وليس اللجوء إلى التوسط للحصول مغنم ما وكرسي هنا أو إدارة هناك، فالعمل الإداري ليس (شيخه) ولا مكان لعرض الحال وتسويق الذات لا بل هو مكان للبذل والعطاء ونكران الذات من اجل الطلبة والجامعة ورفعتها ومسيرتها الأكاديمية وتحقيق أهدافها، وينسى مثل هؤلاء جهابذة الواسطات أن الواسطة ممكن أن تؤمن لك منصب أو كرسي لا تستحقه، لكنها لم ولن تؤمن لك النجاح إذا كانت قدراتك الإدارية والعلمية ضعيفة وكانت شخصيتك ضعيفة ومهزوزة وتفتقد الثقة بنفسك، وتحضرني عبارة رايتها في إحدى الدوائر الرسمية بسلطنة عمان وكنت أعطي هنالك دورة تدريبية (إذا اهتزت ثقتك بنفسك فإن أي نظرة ازدراء ستهزمك) فكيف إذا كان الإداري يفتقد الثقة بنفسه ويعرف انه نزل بالمظلة على كرسيه وانه يتهرب من العمل الأكاديمي باللجوء للإدارة وكيف انه وضع الواسطات وباس الأيادي وتذلل للحصول على مركز إداري ما! وللعلم أنا لا اعني أن الواسطة هي الفيصل والممارسة السائدة في جامعاتنا لكن هنالك حالات موجودة وهنالك حالات وصلت فقط للرتبة الأكاديمية ولكن بالممارسة ثبت فشلهم الذريع إداريا فالقاعدة تقول ليس بالضرورة أن كل ناجح أكاديميا سيكون إداريا جيدا أو العكس فللإدارة شؤونها وشجونها، ثم قضية الإدارات الجامعية والتشبث بها من قبل البعض ممن ملهم زملاؤهم وأصبحوا عبئا ثقيلا على مؤسساتهم، وممن كان أداؤهم دون الضعيف وممن خربوا البنية الإدارية والاجتماعية والأكاديمية بين زملائهم وكان مبدئهم في الإدارة (بيجي حبله على الطاحونه) يتصيدون لزملائهم وللإيقاع بهم ويستخدمون طرق هابطه ووضيعة للنيل من الناجحين ومحاولة تشويه صورتهم من غير ضمير او وازع ديني أو أخلاقي ، وهم من أضاعوا هيبة الإدارة وجمعوا حولهم شلة من الضعفاء وتراجعت مؤسساتهم ولم يعد احد يطيق رؤيتهم في الإدارة مرة أخرى، كيف لهم أن يسعوا للاستمرار وينتظرونه؟ بالمناسبة أنا أتحدث عن نماذج موجودة في الكثير من مؤسساتنا الأكاديمية وغيرها ولا اعني إدارة بعينها وأؤكد أن هذه نماذج صادفناها كثيرا في حياتنا العملية وتتكرر بين حين وآخر للأسف، ونتمنى لو كان اختيار الإدارات الجامعية تنافسيا ومن خلال طرق شفافة وموضوعية كما ارتأت بعض جامعاتنا، فالإدارات الجامعية بدأً من رئاسة القسم إلى العمادات ورئاسة الجامعات لها تأثير كبير جدا على الجسم الأكاديمي فإما أن تكون مشجعة مسهلة داعمة أو تكون محبطه متخلفة، وازعم أن الجانب الكبير في تأخرنا عن ركب التقدم العلمي والأكاديمي هو سوء البعض من الإدارات الأكاديمية في مؤسساتنا، والتي حول بعضها المناخ الأكاديمي الراقي إلى مجال لإدارة الصراعات واثبات الذات المفقودة والتغول على الزملاء بالسلطة، ونسوا أن علم الإدارة يعتبر أسوأ أنواع الإدارات هو الإدارة بالسلطة، وهذا النوع من الإدارات الضعيفة المترددة لا تؤمن بالأقوياء وتعتقد أن أول مهامها إعاقة أي عمل دون الالتفات للمصلحة العامة، فقط لإثبات ذاتها، واطرح هنا قضية علمية إذ انه يجب عدم ترك الإدارة لأشخاص تعوزهم مبادئ الإدارة الصحيحة ليعملوا على طريقة التجربة والخطأ ويدمروا مؤسساتهم برعونة دون مراقبة من احد، إذ من الواجب وضع معايير وتقديرات أداء ومراقبة قابلة للقياس تحدد الاستمرار أو إنهاء فترة الإدارة لكل من يشغل منصب أداري، واحترم مقولة لرئيس جامعة أردنية عين حديثا بأنه سيستقيل بعد العام الأول إذا لم يحدث فرقا في الإدارة لجامعته، طبعا احترم مقولته إذا وفا بما وعد، وأخيرا فتولي أمور الناس أمانة نأت عنها الجبال كما جاء في القران الكريم وحملها الإنسان، فإما إن يقوم بها ويؤدي حقها وإما أن يتركها لكي لا تصبح ندامة، نتمنى أن نصل إلى إدارات أكاديمية ناضجة مسؤولة مشجعة محفزة قادرة على القيادة لتحقيق ما نصبوا إليه من نظامنا التعليمي ومؤسساتنا الأكاديمية،و لما فيه خير بلدنا....حمى الله الأردن.

التعليقات

تحية للكاتب (.) الاثنين, 08/31/2015 - 01:17

في أغلب الأحيان يجيء تعيين الإدارات في الجامعات على عجل ودون دراسة متأنية والسيرة الذاتية للأكاديمي الناجح اداريا يستمع لهااستماع ممن تعينوا في الجامعات بالواسطة والمستفيدين من تشويه صورة زملائهم امام الادارات الجامعية. بالفعل، بئسا لهؤلاء الغربان والإمعات ونافخي لكير الذين أشك بأنهم قدموا شيء واحد مفيد لدعم مؤسساتهم

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)