TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإخوان والفشل السياسي والدخول من بوابة الجامعات !! حسام المومني.
05/05/2017 - 4:30am

طلبة نيوز

كتب سابقا ونعيد ألآن، لأن الأفكار والممارسات لم تتغير، بل أن الفشل للأحزاب السياسية الإسلامية في بلادنا، والتي لم تسجل أي نجاحات تذكر في الميدان السياسي، ويقودها عجزها الآن للدخول من بوابة الجامعات والجمعيات الطلابية وأبناءنا الطلبة، لتحقيق أمجاد زائفة، أي عقل يقبل أن تتحول جامعاتنا لمثل هذه الممارسات التي شاهدناها في الأيام الماضية في كلية الهندسة التكنولوجية، جامعة البلقاء التطبيقية، ومن عين المراقب والحقيقة ونتيجة الانتخابات فيسجل لجامعة البلقاء وإدارتها ضمان الشفافية التامة للانتخابات، والتي أفرزت 9 مرشحين ممن يسمون أنفسهم بالإسلاميين، ومرشحان مستقلان، أي لا تستطيع أي جهة التشكيك بالنتائج، ولولا هذه الضمانة ونزاهة الانتخابات لما حصل هؤلاء على الأغلبية المطلقة، ومعلوم للجميع أن الجامعات تحتكم للقوانين والأنظمة التي تنظم العلاقة بين الجميع طلابا وموظفين، وهنالك أنظمة للمخالفات التي قد تحصل وأي عقوبة توقع سواء على الطالب أو الموظف هنالك مرجعيات أعلى يتم الرجوع إليها وبخلاف ذلك فالقانون الأردني يحفظ حق التقاضي للجميع، أما أن تقوم مجموعة من الطلبة الموجهين من حزب معروف بممارسات تخالف كل الأعراف والقوانين في المؤسسات الأكاديمية، وتسمح لنفسها بشتم الآخرين، والاعتداء على الطلبة والموظفين، إضافة لما شاهدناه من البذخ الانتخابي والأموال الطائلة التي صرفت على انتخابات الجمعيات الطلابية في كلية الهندسة التكنولوجية، والورود والدعاية الانتخابية وما صاحبها، تشير إلى أن كل هذا موجه من خارج أسوار الجامعة ومن غير جيوب الطلبة، أي عبث هذا!! أي عقل يقبل أن تكون هنالك مجموعة من طلبة الجامعة تسمي لها أميرا ونائبا للأمير يأتمرون بأمره وكأننا في أيام داحس والغبراء،إضافة إلى التورية والمماطلة التي يمارسونها في تشتت المرجعيات للتغطية على مرجعيتهم المكشوفة والمعروفة للقاصي والداني، وان كل من شاهد الفيديوهات المنشورة يرى أننا أمام تنظيم منظم بطريقة شبه عسكرية، يحاول الإستقواء على الأنظمة والقوانين وسيادتها، وهيبة الدولة، أي فائدة ستعود على من يسمون أنفسهم بالإسلاميين، من خلال إثارة الفوضى بالجامعات وبين أبناءنا الطلبة، الجامعات هي بيت العقول، ورافعة الأمم والشعوب وأساس نهضتها، ويجب أن لا تتحول ساحة لنشر الأفكار الحزبية المتخلفة، جامعاتنا وأبناءنا الطلبة أمانة في أعناقنا، يجب أن نربيهم ونسلحهم بالعلم الذي سيفتح لهم بوابة الحياة، والذي سيكون الرافعة الحقيقية لتطور الأوطان، ولكي يعلم أبناءنا الطلبة ممن غرر بهم من قبل هذه الجماعات أنهم يسيرون في الطريق الخطأ، وان الطريق لرفعة بلدهم لا تكون بهذا، وان مستقبلهم وحياتهم لا تكون بهذه الممارسات غير السليمة فلا بد من أن نسال أنفسنا لماذا لم تنجح الأحزاب والاتجاهات الاسلامية في بلداننا العربية؟ والجواب تجدونه فيما يلي:
يحق لنا أن نسأل لماذا لم تنجح الأحزاب والاتجاهات الإسلامية في البلدان العربية؟ وحتى لا افهمُ خطأ أو لا يخرج علي احد ممن يعتبرون أنفسهم وكلاء الله في الأرض، أو أنني ضد الإسلاميين مع عدم قناعتي بالوصف، فالقناعة الراسخة لدي أننا في بلد مسلم وكلنا مسلمون، والأقرب إلى الله منا بتقواه وعمله، لا بأسماء ينتحلها او يسبغها على نفسه، يلبسها مرة ويمتطيها مرة ويتستر فيها مرة أخرى لمصلحة او هوى، حتى أن بعضهم يعتبر وصفه بالإسلامي مبرر لنعت بقية المجتمع بالكفرة!، ووجهة نظري التي أؤمن بها ويقبلها عقلي واستمدها من الواقع هو أن الأحزاب الإسلامية الأيديولوجية، والأحزاب الأخرى يسارية أو وطنية أو علمانية، سمها ما شئت، تبحث عن الوصول للسلطة و تتساوى جميعها في السعي نحوها، سواء كان ذلك لتطبيق برامجها أو حباً في السلطة لذاتها وهنا تنتفي الايدولوجيا، لأنك في النهاية باحث عن السلطة وبأي ثمن أحيانا، والممارسة تفضحهم حيث أن ما يسمى بالإسلاميين يقترفون كل الموبقات والخداع والحيل والتظليل والتزوير أحيانا من اجل الوصول للسلطة، وانتخابات النقابات المهنية اكبر دليل على ذلك، فقد سجلت انتخابات احد الفروع لنقابة المهندسين أن ابن احد الشخصيات الإسلامية مهندس يعمل في السعودية ومقيم هناك يوم الانتخابات إلا أن السجلات تشير انه مارس حقه الانتخابي!! والأمثلة كثيرة، وهو بالضبط ما يتهمون به الحكومات! والناس عندما تمارس الانتخاب سواء في المجالس النيابية أو النقابات تبحث عن من يمارس الإدارة بشكل صحيح وبأمانة، أي أن القضية النهائية التي ينشدها الناس أن تنجح في إدارة شؤونهم سواء على مستوى الحكومات أو النقابات، ولو ربطنا الغطاء الديني وجعلناه السبب كما يدعون لنجاحهم في الانتخاب وكانت تجربتهم الإدارية فاشلة، فهل يسمح لنا الإسلاميون أن نقول أن السبب الدين؟ أو أنهم قليلو دين أو كفره!! وهل يقبلوا أن نذكرهم أننا انتخبناهم لدينهم وإسلاميتهم، فعلى ماذا نلومهم في فشلهم! وهذا ما يحصل غالبا في بلادنا العربية؟ مع أن القاعدة القرآنية في قول الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِين} (القصص: 26) فالمعيار القوة والأمانة على قاعدة أننا كلنا مسلمون (لا إخوان مسلمون، بغض النظر عن معايير الاستئجار القرآني).
والمشاهدُ للتجارب الديمقراطية في الوطن العربي والتي حملت الإسلاميين إلى السلطة في أجواء الربيع أو الخواء العربي لا يجد تجربة واحدة ناجحة لا على مستوى الحكومات ولا على مستوى النقابات ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها:
1- يلجأ الغالبية منهم أي الإسلاميون إلى الإرهاب الفكري وتكفير الآخر عند أي نقاش أو اختلاف مع الآخر(حتى أن احد منشوراتهم الانتخابية في انتخابات نقابة المهندسين في اربد كان فيها نص يقول للناخب أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك وكأنهم بين مجتمع كافر!!
2- ينسى الإسلاميون في السلطة أنهم لكل الناس، ويعملون لذاتهم ولتنظيماتهم فقط.
3- هم إقصائيون إلى ابعد الدرجات ولدي مثال بسيط (في نقابة المهندسين الأردنيين التي يسيطر عليها الاتجاه الإسلامي من دورات عدة حيث يفوزون فقط لحسن تنظيمهم ووجود دعم من جماعة الإخوان وحزبها، في ظل تقاعس ألآخرين عن التصويت، ومن النادر أن يتم تعيين أي شخص من غير تنظيمهم في الإدارات المختلفة لمقرات النقابة أو كممثلين للنقابة في الشركات التي تساهم بها صناديق المهندسين، مع أنهم يفوزون بنسب لا تتعدى أل 5% من مجمل أصوات من يحق لهم الاقتراع فتصبح الكعكة لهم ويتم إقصاء الآخرين وهم الأغلبية باسم الديمقراطية المنقوصة والمغلوطة التي يرفضون دائما تغيير قواعدها.
4- في كل بلدان العالم تعمل الأحزاب على حمل الوطن والدولة إلا في تجاربنا العربية، فالتنظيمات الإسلامية تريد من الوطن أن يحملها، وان يتم تفصيل الدولة العليا أينما وجدت على مصالح الناس.
5- وصول الإسلاميين للسلطة في بلداننا العربية ناتج عن حسن تنظيمهم والوازع الديني لدى العامة في ظل إحباط لدى الشعوب من الطبقات الحاكمة والتي في اغلبها ينخرها الفساد فيكون الاختيار بين مُجرب وغير مُجرب.
6- تصل الحركات الإسلامية إلى السلطة ليس لأنها صنعت التغيير، بل في الغالب لأنها تركب موجات التغيير الذي لم تصنعه بالأصل بل لأنها انتهجت الانتهازية بأي ثمن لتصل للسلطة.
7- تمارس التنظيمات الإسلامية في الغالب دكتاتورية الحزب أو التنظيم وهذا أسوأ ألف مرة من دكتاتورية الفرد.
8- التغطية على الفشل الإداري ورعاية مصالح الناس بثوب الدين.
9- مقاومة وصول الاسلاميين للسلطة من خلال قوى الشد العكسي وأصحاب المصالح والمتنفذين، والذين يخشون على مصالحهم إذا وصلت التنظيمات الإسلامية للسلطة لانهم يعرفون أنهم تسكنهم روح الانتقام وإلغاء الآخر، فقد لا يتشبثون بالسلطة لذاتها بل لأنهم يسكنهم الخوف لعدم قدرة التنظيمات الإسلامية على استيعابهم وإدماجهم في المجتمع .
10- القوى الغربية المتنفذة والمسيطرة وخوفها من المد الإسلامي وعلى مصالحها في ظل انعدام الذكاء السياسي في التعامل معها على أسس مصلحيه متبادلة لا تكفيرية.
11- روح العداء للمجتمع ولكل ما هو ليس من إنتاجهم، حتى لو كان لمصلحة المجتمع.
12- تغليب الجوانب الروحية على أهميتها في الخطاب السياسي والتنفيذي على حساب بناء الاقتصاد والمجتمع فعليا.
13- إنهم يصنعون لأنفسهم أعداء كما يقولون لم يفلح الإسلاميون أو الإخوان عبر مسيرتهم في الأردن إلا في استقطاب بعض الناس باتجاههم لينتخبوهم لكنهم لم يستقطبوا القلوب، ويثبتون دائما أن جل همهم مصلحتهم وتنظيمهم والسلطة، ودليل ذلك تشبثهم المستميت بها في النقابات وعمل جميع الموبقات ليستمروا في السلطة، في ظل تقاعس الفئات الأخرى من المجتمع ومن الناخبين الذين يمارسون نظرية الانسحاب من المشهد لأنهم وصلوا لقناعة أن التغيير لن يأتي.
14- قصر النظر وانعدام التفكير الاستراتيجي.
15- لم يفلح الإسلاميون أو الإخوان عبر مسيرتهم في الأردن إلا في استقطاب بعض الناس باتجاههم لينتخبوهم لكنهم لم يستقطبوا القلوب، ويثبتون دائما أن جل همهم مصلحتهم وتنظيمهم والسلطة ودليل ذلك تشبثهم المستميت بها في النقابات وعمل جميع الموبقات ليستمروا في السلطة، في ظل تقاعس الفئات الأخرى من المجتمع ومن الناخبين الذين يمارسون نظرية الانسحاب من المشهد لأنهم وصلوا لقناعة أن التغيير لن يأتي.
هذا بعض مما أسعفتني به الذاكرة ومرة أخرى لا أسوق ذلك من باب العداء أو الهجوم على الإسلاميين ولا يزاود احد على الآخر بعلاقته مع الله فالله وحده اعلم بما في القلوب، ولكن لأن الإنسان لا يرى نفسه جيدا إلا من خلال الآخرين، ولأن نماذج أخرى مثل النموذج التركي نجحت أيما نجاح من خلال فهم اللعبة جيدا، ولان الناس اقتنعت بالتغيير، ومن فترة كنت أشاهد على إحدى المحطات لقاء مع الشخص الذي يدير الملف الاقتصادي في تركيا في ظل حزب التنمية والعدالة الحاكم وأدهشني حيث ذكر أن صادرات تركيا كانت تناهز 8 مليار دولار عند استلام الحزب للسلطة، وان صادراتها بعد عدة سنوات من حكمه أصبحت 118 مليار دولار وان تركيا أصبحت الدولة رقم 8 على العالم في صادرات المنتجات الزراعية إذا علمنا أن عدد السكان يقترب من الثمانين مليونا، فأن تطعم شعبا بهذا العدد وتصدر فهذا قمة النجاح، فالحزب نجح في إدارة الدولة وجعل من تركيا رقما صعبا على المستوى الإقليمي والعالمي، ولا ننسى استيعابه للجميع حتى العسكر الذين كانوا يقررون مصير البلاد، فلم يصنعوا لأنفسهم أعداء وتصالحوا مع الجميع والاهم أنهم قضوا على الفساد وما الحملة الإعلامية الأخيرة إلا صناعة غربية إسرائيلية ثبت فشلها عندما فاز الحزب بالانتخابات الأخيرة، القضية في النهاية أن تطرح نفسك بعملك لا بخطب عصماء تجافي المنطق وتصنع المعجزات ونحن نعرف أن معجزات الأشخاص انتهت مع آخر الرسل. فتركيا تشهد ثورة صناعية وزراعية وعلمية واقتصادية وفي كل المجالات الأخرى، ويتبنى الحزب الحاكم العديد من المشاريع التي تصل إلى آخر قروي في حدود تركيا المتسعة.
هكذا تقنع الناس لينتخبوك قبل أن تقنع السلطات بأنك قادم لاقتسام كعكة الحكم والسلطة والجاه والمال وتصطدم مع الآخر ، والحديث يطول عن تجربة الإسلاميين الناجحة في تركيا، وحرياً بالحركات والتنظيمات الإسلامية أن تقرأ المشهد التركي جيداً وتتمثله، وان تخلع عباءة الماضي الذي يقودها دائما إلى الاصطدام بالآخر. ....حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)