طلبة نيوز- ابراهيم عبدالمجيد القيسي

من الجامعات تنطلق أفكار التنمية والتطوير والتغيير، فهي منارات ومصانع حضارات، وليست مجرد مراكز ثقافية أو مدارس خاصة، ولاهي متنزهات واستراحات لشباب يفيض طاقة وحماسة، لكن لماذا لا تشع جهود شبابنا في جامعاتنا إلا ومضات خجولة، لماذا ترسخت فيها مفاهيم الحياة مما ينتجه الحقل، وليس ما ينتجه العقل؟..هل هو الإغتراب؟!.
 قد يكون مصطلح «الاغتراب» قاس كوصف لحالة ابنائنا الطلبة في مختلف جامعاتنا الأردنية، وحين تحاول فهم ظاهرة ابتعاد هؤلاء الشباب والشابات عن الحدث الأردني، تصطدم بتعميمات كبيرة، كثورة الاتصالات والعولمة ..الخ، وعلى هامش المساعي الكثيرة التي حاولت تقصي هذه الظاهرة أو المساعي التي تحاول حل مشكلات كالعنف الجامعي مثلا، أو تنمية روح الارتباط بالشأن الأردني في نقوس طلبة الجامعات، قامت الجامعة الأردنية بخطوة مهمة وجريئة، يمكن اعتبارها خطوة أولى على طريق إيجاد روابط قوية بين الشباب الجامعي وقضاياه وبين الجامعة والمجتمع المحلي والشأن العام عموما..
قامت الجامعة الأردنية باتخاذ قرار لتطوير على تعليمات النشاطات الطلابية وخدمة المجتمع، تطبقه على طلبتها اعتبارا من هذا الفصل الدراسي، والجديد في هذه التعليمات متعلق بجدية وجدوى انخراط الطلبة في القيام بالنشاطات وتوجيه جهودهم لخدمة المجتمع المحلي، حيث أصبحت هذه النشاطات ملزمة لكل طالب وطالبة في الجامعة الأردنية، لا يمكن للطالب أن يتخرج من الجامعة حتى لو أنهى خطته الدراسية بنجاح، فهو لن يحصل على شهادته إلا إن اشترك بنشاطين في كل فصل دراسي، بالإضافة الى إلزام كل طالب وطالبة أن يقدم عملا تطوعيا خلال حياته الجامعية، ولو أن يزرع شجرة..
الأمر المهم في مثل هذه الاستراتيجية الأكاديمية الوطنية متعلق باغتراب الطالب والطالب عن وطنه بل عن جامعته، حيث يعبر متابعون ومسؤولون في الجامعة الأردنية وغيرها، بأن بعض الطلاب يتخرجون من الجامعة ولا يعلمون عدد كلياتها أو مكانها، ولا يقضون أوقات فراغهم أو انتظارهم للمحاضرات في أعمال مهمة، لذلك قامت الجامعة الأردنية بتطوير تعليمات النشاطات وخدمة المجتمع لتصبح الزامية ومن متطلبات التخرج، وممتدة على طول فترة الحياة الجامعية لأي طالب وطالبة..
الخطوة التي قامت بها أكبر جامعة في الأردن، خطوة مهمة، سرعان ما تنتشر في الجامعات الأخرى، ومع تقادم الفصول والنشاطات سترسو ثقافة الانتماء للجامعة وللوطن لدى هذه الفئة المهمة الكبيرة في مجتمعنا..