TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
احمدوف في المجلس القروي
07/10/2017 - 3:00am

طلبة نيوز- عبدالله العزّام
في مساء يوم بارد، حيث وصلت الكآبة حدَّها الأقصى في المجالس الشعبية، التي تغزوها الخطابات الوضيعة وأحاديث القيل والقال، وبعد أن غادر الجميع للخلود إلى النوم، استيقظ أحمدوف في ساعة متأخرة من ليلة عاصفة، يتأمل تصدع جدران منزله، ثم أخذ يقلب صفحات جريدة قديمة أكلها الغبار موجودة على رفوف مكتبته الفارغة، كانت هي تلك طريقة أحمدوف للتهرب من الروتين الممل الذي يعيشه كل يوم في الريف الروسي، فقرر خلال وقت قصير أن يفكر بأمر ما للخلاص من كل ذلك، فأخذ يفكر في ممارسة اللعبة الإجتماعية لعله ينجح مستغلاً مجموعة السذج ممن هم حوله، لا سيما وأنه يحظى بالتصفيق والترحيب من هنا وهناك وخصوصاً الصبيان، أحمدوف شخصية من الريف الروسي دون منجز يذكر، ورصيده لا يتعدى سوى قديم يذكر بين الحين والآخر!، لكن الصبيان يشكلون النسبة الأكبر في ذاك الريف وفي النهاية والبداية هم الثقل في معظم الأحيان!
في ليلة أخرى والجميع يتداولون الحديث حول أمر سخيف جداً لا يتعدى قيمة المكان الذين هم فيه، نهض أحمدوف يروج لفكرة أن يكون هناك من يمثلنا في المجلس القروي، فصفق الجميع لتلك الفكرة، وتساءل الجميع حول الشخص الذي من الممكن أن يمثلنا، تنحنح أحمدوف بصوت خشن ثم قال هل يجوز أن يكون غيري في المجلس القروي، فصفق الجميع لأحمدوف فتفاجئ هو نفسه من ذاك القبول على الرغم من أن كثيرون ممن هم حوله أكثر دراية وفهم في محدثات الأمور ومجريات الحياة الريفية!.
أحمدوف شخصية وضيعة فشلت في مدرسة الحياة مرات عديدةـ ولا تملك أدنى مقومات القيادة لقطيع من الخراف في مزرعة صغيرة الحجم، لكنه دائماً يستعرض بشجاعته وحكمته، حيث كان أحمدوف يلقن عادة في الكواليس قبل الخروج إلى أي مكان لإظهار شجاعته وحكمته وفعلاً كان ينجح دائماً في الوصول إلى العتبات ليس إلا، لكونه في معظم الأحيان كان ينسى ما يحفظه فيقرر المغادرة ويستأذن الجميع بحجة ظرف منزلي مهم جداً.
مع إقتراب موعد فرز المجلسي القروي إقترب أحمدوف مرتدياً الزي الشعبي المعروف في الريف الروسي، وقدم نفسه ليكون عضواً ممثلاً عن الآخرين، وفعلاً نجح أحمدوف في تمثيل الآخرين ولأول مرة في المجلس القروي، بعد أن كان وصوله لا يتعدى العتبات، وبرغم النجاح لم يفد أحمدوف الآخرين بقشرة بصله، لا سيما وأنه إنتهج الصمت على طيلة فتره عضويته في المجلس القروي للحصول على ما يريد من قطع نقدية يرمم بها جدران منزله، ويؤمن ثمن جريدة جديدة، ويهذا يكون أحمدوف باع ممن هم حوله بثمن بخس، لكنه نجح في تحقيق رغباته!!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)