أجهزة الإعلام الداخلي سياسة عشوائية وخطر على الأمن القومي
طلبة نيوز- عبدالله العزام
في الأصل الإعلام دهاء وذكاء ومكر والمفروض ونحن نعيش في مواجهة التغيرات ولعبة التوازنات التي تسيطر على النظام العالمي والإرهاب الأسود الذي يسلك العنف ونشوة الحرب وتصعيد المواقف والأحداث وإن صغرت، أن تكون أجهزة الإعلام الداخلي على الأقل قريبة من تقدير الموقف وصياغة المعلومات الخبرية وفق القراءات الأمنية ووفق خطة طوارئ إعلامية متوافق عليها ومعدة مسبقاً، بحيث تتوائم مع التكتيك الأمني وبالشكل الذي لا يثير حفيظة الآخرين لما يدور وما يحدث، في الحقيقة إعلامنا بعيد عن ذلك ويعيش حالة من الترهل والمتابعة، والتغطية الرسمية من قبل الحكومة ضعيفة ومستهلكة من الناحية العملية وسط حالة المنازعة التي يعيشها الإعلام الرسمي من أجل البقاء في ظل سيطرة الرأسماليين وإستحواذهم على الفضاء والأثير وكأنهم الملاك الجدد للرأي العام الأردني.
إن الناظر لواقع إعلامنا الداخلي في الآن واللحظة على إختلاف وسائله وأدواته، يجد أنه يعيش حالة من العشوائية في مواجهة الأحداث التي تتعرض لها المملكة من هنا وهناك، والعشوائية تلك في الحقيقة تتقاطع مع الأمن القومي الذي بات هو الاخر في مرمى الممارسات الأعلامية الخاطئة، ففي الوقت التي تسعى فيه الكثير من الدول لخدمة قضاياها والدفاع عن سيادتها عبر ماكنتها الإعلامية في ظل الازمات التي تمر بها ويمر بها العالم أجمع، لا نزال نحن نتعامل مع قضايانا الداخلية بدون رؤية إعلامية وبدون إستراتيجية عملية على أرض الواقع، وكثير من قراءات المواطنين لما تشهده المملكة من أحداث وإختراقات فردية في محافظة الكرك جنوب المملكة تؤكد لنا ضعف أجهزة الإعلام الداخلي، إذ ان هناك الكثير من القناعات المغلوطة لدى الرأي العام الأردني تجاه ما يدور ويحدث على أرض الواقع.
إلى هنا نحن لا ننكر إيجابية الوسائل الإعلامية في خدمة الأردن، كما لا ننكر التفاوت في القدرات البشرية والسياسات الإعلامية بين تلك الوسائل، وأعلم أن العشوائية جاءت بعفوية وبدون قصد، وفي النهاية سعينا هذا لتصويب الأداء! .. رحم الله شهداء العهد والوفاء وأدام اللهم الأمن والعز والرفعة للأردن المنيع.