TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إعادة طباعة كتاب "ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة"
05/12/2017 - 1:00pm

ضمن مكتبة الأسرة الأردنية - مهرجان القراءة للجميع الذي تنفذه وزارة الثقافة تم في هذا العام 2017، اعادة طباعة كتاب "ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة"، للفيلسوف الانجليزي برنارد ماندفيل، وقام بترجمته عبدالرحيم يوسف.
يُعد مشروع مكتبة الأسرة الأردنية الذي انطلق في العام 2007 برعاية من الملكة رانيا العبدالله، من أهم المشاريع الثقافية التي تبنتها وزارة الثقافة، حيث تقوم الوزارة بطباعة العديد من الكتب الثقافية والفكرية والعلمية وأدب الأطفال وغيرها، ويهدف إلى توفير طبعة شعبية زهيدة الثمن، وتكون في متناول يد الأسرة الاردنية في كل بيت من اجل ربط الاجيال بالتراث الثقافي والحضاري للأمة، والتواصل مع الثقافات الإنسانية.
يضم الكتاب ثلاثة من المقالات الأساسية لبرنارد ماندفيل جمعتها طبعات مختلفة من كتابه "خرافة النحل"، وهي "بحث في أصل الفضيلة الاخلاقية"، "بحث في طبيعة المجتمع"، "مقال عن الخيرية والمدارس الخيرية"، حيث عرف عن ماندفيل اهتمامه بالفلسفة الأخلاقية وبالسياسة والاقتصاد.
تمثل هذه المقالات الثلاثة الأعمدة الأساسية لأطروحات ماندفيل الفكرية التي تتسع لتشمل الأخلاق والمجتمع والاقتصاد، ولا تهمل التاريخ والدين والعلم، كما تقدم صورة للمجتمع الإنجليزي في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، فترة الحداثة المبكرة والتنوير والثورة العلمية في التاريخ الأوروبي والتي ألقت بظلالها الكثيفة على العالم بأسره من وقتها وحتى الآن.
في تلك المرحلة كما جاء في مقدمة المترجم نقلت الثورة والثروة بين هولندا واسبانيا والبرتغال لتؤول إلى انجلترا وفرنسا، فكان طبيعيا ان ينتقل ماندفيل إلى انجلترا وان يكتب بلغتها، وكأنه كان يبشر بهيمنة تلك اللغة القادمة، في عصر تخللته حروب وصراعات كبيرة بين الدول الأوروبية نفسها.
ويوضح المترجم أن أول عمل قدمه ماندفيل كان كتابا بعنوان "خرافة النحل"، واستهله بقصيدة شعرية حملنتيشية من مائتي مقطع بعنوان "الخلية المتذمرة أو الأشرار ينقلبون شرفاء"، نشرها في العام 1705، في كراسة من عشر صفحات بيعت بستة بنسات، وتصور جماعة من النحل تزدهر أمورها وتتطور حتى تغدو كلها فجأة شريفة وفاضلة، لكن مع انعدام رغبة افرادها في المكسب الشخصي ينهار اقتصاد الخلية ويلجأ الباقي من النحل إلى جذع شجرة مجوفة ليعيشوا حياة بسيطة، في إشارة ضمنية إلى أنه بدون الرذائل الخاصة لن توجد منافع عامة.
وأعاد ماندفيل نشرها في العام 1714، كجزء تكميلي لكتابه "خرافة النحل أو الرذائل الخاصة والمنافع العامة" واشتمل على تعليق نثري بعنوان "الملاحظات ومقال، بحث في أصل الفضيلة الأخلاقية".
ورأى المترجم أن فلسفة ماندفيل اثارت الكثير من الاستياء في زمنه، وكثيرا ما وصمت بأنها زائفة ومتشائمة ومخزية، وكانت فرضيته الأساسية هي أن أفعال البشر لا يمكن تقسيمها إلى أسمى وأدنى، وأن حياة الإنسان الأسمى هي مجرد خيال خلقه الفلاسفة والحكام لتبسيط مفهوم الحكومة والعلاقات في المجتمع.
أما الفضيلة التي يعرفها ماندفيل، فهي بحسب المترجم "انها كل أداء يسعى به الإنسان- بالمخالفة لبواعث الطبيعة- إلى فائدة الآخرين، أو إلى اخضاع عواطفه الشخصية من منطلق طموح عقلاني لأن يكون صالحا"، هي في الحقيقة معيقة لتقدم الدولة التجاري والفكري؛ لأن الرذائل- مثل أفعال البشر التي تراعي صالحهم الشخصي فقط- هي التي تدفع المجتمع نحو التقدم عبر الابتكار وتدوير رأس المال في البحث عن الرفاهية والحياة الفخمة.
ويذكر أن ماندفيل وهو طبيب كان صاحب نظرية "الأفعال اللاعقلانية"، وكان من خلالها يدافع عن النظرية الديكارتية للسلوك التلقائي بين الحيوانات، ثم انتقل إلى انجلترا لتعلم اللغة، ورغم أنه كان طبيبا ناجحا إلا أنه لم يكسب من عمله كطبيب، وعاش حياة متقشفة على معاش منحه إياه بعض التجار الهولنديين.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)