TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إصلاح التعليم العالي.. من يفسـر «جيش» طلاب الدراسات العليا؟
01/06/2014 - 7:00am

طلبة نيوز- الدستور -كتب: فارس الحباشنة
في الحديث عن التعليم العالي في الاردن، علينا وضع خطوط «حمراء غامقة» عند تناول قضايا وملفات مركزية في التعليم العالي، لا شك أنها خارجة عن حسابات تفكير صانعي سياسات التعليم في الاردن، فلم يتوقفوا لحظة عند السيل المتدفق من خريجي الجامعات الاهلية من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.
تساؤلات عديدة نطرحها برسم البحث عن إجابات شافية، فلا يمكن اعتبار ما يجري مجرد استدراك لملف عادي في التعليم العالي، قبل الغوص بعناية مدروسة في تحليل أعمق، يصعقنا الصمت حيال ما تفعله جامعات حكومية وأهلية، وهذا تساؤل مشروع، لا يمكن تركه دون إجابة، ان علم أن مساقا دراسيا لطلبة الدكتوراة في جامعة خاصة يضم 120 طالبا.
طروحات لأسئلة مشروعة في ملفات التعليم العالي، يصعب الاقتراب منها، مرصودة بكواتم للاصوات، يمنع الحديث عنها، رغم أنها مليئة باسرار مرعبة ومقلقة تسحق سلطة القوانين وتعطلها، وتأخذ التعليم العالي الى أفق» أسود «، يغزوه «الكم لا الكيف النوعي «، ويطلق العنان لنفوذ « البزنس « باستباحة قداسة وهيبة العلم والمعرفة دون حسيب أو رقيب.
في هذا السياق حصريا، يصعب الاستماع لحديث أكاديمي جاد عن جودة التعليم العالي، ولا حتى تقييمات تعترف بوجود خطأ بسياسات التعليم العالي، في الاوساط الاكاديمية الحكومية والاهلية الكل مرعوب، ويخشون الاقتراب من مراكز «نفوذ « الجامعات الخاصة، ولربما أن طبيعة عملهم وارتباطهم المباشر بالعمل الاكاديمي يمنعهم من التعرض لمؤسسات تعليمية يعملون بها مباشرة أو تربطهم بها مصالح عميقة مكشوفة وغير ذلك.
ولكن ما يبدو أكثر خطورة أن الجهات الحكومية المعنية ليس لديها مجسات لتقييم التعليم العالي، وهذا الاتساع المطرد لبرامج الماجستير والدكتوراة التي تحتضنها الجامعات الحكومية والاهلية، والقبول الهائل للطلبة الراغبين بالدراسة، وهي بمجموعها تمثل تحديا صارخا لا يمكن مواصلة السكوت عنه.
ربما أن الاردن البلد الوحيد عالميا الذي يزداد الاقبال على الدراسات العليا به بعد سن الخمسين، وهو افتراضا سن التقاعد عن العمل في المؤسسات الحكومية والاهلية، وقبل الخوض في تفاصيل وأسرار التعليم العالي في الجامعات لا بد من الاشارة الى أن نحو 26 الف طالب أردني يجلسون على مقاعد الدراسات العليا في الجامعات الاردنية.
لا بد أن نقر أولا.. أن هذا الرقم غير طبيعي «جنوني «، ويحتاج الى توقف طويل عنده للتفكير بعمق في لحظة الواقع والمستقبل، هل أي قاعدة أو معايير تعليمية تسمح للجامعات بقبول هذه الحشود من الطلاب في اختصاصات اكاديمية يعلم صناع القرار التعليمي في البلاد أن خريجيها في مرحلة البكالوريوس والماجستير وكذلك الدكتوراة جزء لا يتجزأ من العاطلين عن العمل.
اذن الدلالات واضحة، ولا تحتاج الى مزيد من التقاعس والاذعان والتراخي بعدم تحمل المسؤوليات، والابقاء على هذا الملف مسكونا بالصمت، دون الالتفات الى حقائق سوداء ومرعبة تجري في التعليم العالي، ويبدو فعلا أن كل «سياسات التسكين « تخدم مصالح لمتنفذين في تجارة التعليم العالي في الاردن.
ما يجري باختصار في التعليم العالي أشبه بمن يضع قنبلة في حضنه، لا يعرف متى تنفجر ولا كيف ستنفجر، تغييب السياسة الرشيدة والعادلة والقويمة، يبقى مفاعيل الازمة مفتوحة، ويسمح لمزيد من الاضرار العميقة التي تهز رمزية وقدسية التعليم والمعرفة، وتهدد انتاج المعرفة والبحث العلمي بمخاطر الانحدار والافلاس.
قبل أسابيع،استمعت الى قصة طريفة وغريبة عن أحد طلاب الدراسات العليا في جامعة أهلية، أحضر يوم مناقشته لرسالته 20 «سدر منسف « و4» سدور كنافة «، تقول الرواية أن لجنة المناقشين قطعوا المناقشة عند الساعة الثانية ظهرا لتناولها، قبل أن ينتهوا من مناقشة الطالب، ما فسر من أهل وأقارب وأصدقاء الطالب على أنه مباركة بالنجاح، ودفعهم الى اطلاق العيارات النارية والاحتفال بالتخرج قبل أن تقر النتيجة فعليا.
فما أن عادت اللجنة لبعض دقائق لتعلن اختتام المناقشة ومنح الطالب درجة الدكتوراة، علما بان المناقشين لم يكملوا مناقشة الطالب حول رسالته الاكاديمية، ويقال أنه حصل على درجة عالية وتوصية بنشر الرسالة دون تنقيح او مراجعة.
أكثر من رواية يتداولها اكاديميون بقلق ورعب عن هذه الظواهر التي باتت تصيب الجامعات، فطلاب الدراسات العليا، وبشكل مثير للانتباه، يجبلون مظاهر الفرح بالتخرج قبل أن تشرع اللجنة بمناقشتهم، وكأن الامر صار تحصيلا حاصل، ولهذا السلوك ما يبرره جراء ما يحصل في الجامعات الحكومية والاهلية من مصائب.
هي حادثة واحدة نرفعها الى وزير التعليم العالي لعلها تعيد لجامعاتنا الرشد والحكمة والقوام في انتاج العلم والمعرفة، ولتحقيق مزيد من العدالة والنوعية في مستويات التعليم العالي، فكثرة الشهادات العليا بأي مجتمع لا ترتبط بتطوره العلمي والمعرفي والتعليمي، فأمراض الكم تفتك بـ»الكيف النوعي « وتدمره وتسلخه.

التعليقات

مجهول (.) الأحد, 06/01/2014 - 08:06

يعني شو المعنى من الحكي اعطينا سياسة تعليم من عندك يااستاذي كل يوم واحد بكتب مشان يمشي مزاجه ومش مهتم بغيره،المشكلة مش في سياسات التعليم او القبول لانو في بريطانيا الجميع يحق له التسجيل في الدراسات العليا دون تحديد معدل اول حد ادنى للقبول المشكلة في طرح المواد ولا في الاعداد المشكلة في كيفية التشديد على كيفية تخريج هؤلاء ولايوجد امور ظابطة لهم دون امتحان كفاءة مابعد الماجستبر والدكتوراة

دكتور جامعي (.) الثلاثاء, 06/03/2014 - 18:55

السؤال هنا ماهي صفة كاتب المقال وماهو مؤهله العلمي ..... اتقوا الله في الشعب التعليم حرية للجميع ولكن للاسف من يشعر بالنقص يبدا بالتنظير .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)