TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إذَا حُدِّثْتُم فعُوا
27/02/2014 - 2:00am

طلبة نيوز-أ.د. مصطفى محيلان
بهذا يمكن وصف نبرة خطاب جلالة الملك الذي وجهه لكل من يهمه الأمر، إن في داخل الوطن وإن في خارجه، وأنا شخصياً أقرأ فيه الآتي:
الأردنيون هم أولئك الذين يؤمنون بوطنهم على اعتبار أنه البداية والحاضر والغاية والنهاية، فلا وطن لهم سواه ولا لغيرهم أن يأملوا بالظفر به مطلقاً. حافظنا عليه مراراً ودائماً، حتى صار كما كان وكما سيبقى، أقرب إلينا منا، فنحن الذين (أحببناه وبايعناه وبرموش الأعين سيجناه وأودعناه أمانينا)، فهو لنا نحن فقط لا غير، وهو غير قابل للتجيير، فنحن مُلاكه، وجنوده، زيتونه وسنديانه، نهره الخالد بإذن الله وما شاء له ولنا أن ندوم، نحن رجاله ونِعم الرجال، نعني ما نقول ونقول ما نعني فنحن أنصار الله والوطن.
هو ليس للطامعين ولا للطامحين ولا للمقامرين ولا للمغامرين ولا لمقايضي الأوطان ولا لتجار الولاء ولا لمتقلبي الإنتماء حتى وإن سولت لهم انفسهم استبدال وطن مكان آخر! أو تفويض وطن لغير مواطنيه، فهذا ظلم فاحش فاقد للشرعية الدولية والأخلاقية والإنسانية وأقل ما يقال في ذلك أنه ليس من شيم الكرام، وحتى وإن بدر ذلك من وسواس خناس، يوسوس في صدور الناس، فنقول له نستعيذ بالله منك، ليس لك سلطان علينا، إنما سلطانك على الغادرين امثالك الجانحين جنوحك.
هذا ما استقر عليه ضمير الأردنيين وضمير الملك، (الوطن البديل وهم) يطوف فقط في عقول المريضة قلوبهم، هو سراب يحسبه الظمئان ماء، ولولئك نقول: علاج حالتكم هو ليس عندنا وإنما في المصحات النفسية، ورغم كل ذلك نتعاطف معكم ونتمنى لكم الشفاء، فلسنا بكم شامتين.
الفئتان، تلك الباعثة للفتنة والأخرى الراعية لها سواء، وقد سمعوا الآن قول الملك المتحدث بأسم جميع الأردنيين فهو ممثلنا الناطق باسمنا الضامن لحقوقنا محلياً وعالمياً، ونحن معه نقول لهم:
إعقلوا، أو إنصتوا هو خير لكم، فما نحن بالضعفاء ولا المتخاذلين، فوالله ما جفت دماء شهدائنا التي روّت حدود وتراب مملكتنا الحبيبة، ولا تجف لدينا ابداً فهي جراح شهداء أحياء لا يموتون لدينا ولا عند ربنا حامي هذا الوطن، فنحن كما هم نقضي دفاعاً عن وطننا ونصرة لحقوقنا ما دعانا إلى ذلك داع، ولا يزال عبق دمائهم مسك يستنهض فينا الههم والعزائم لحمايته والذود عن ترابه، ونحن من أن غاب منهم سيد قام أسياد.
أولوياتنا دائماً هي، الوطن الأصيل الوحيد فلا نعرف غيره، ولغيرنا نقول اسعدكم وأبعدكم الله، دعونا وشأننا، فهو محرم عليكم وعلى غيركم حتى تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومن عليها، ولا وجود لكم فيه إلا بصفة زوار أو لاجئين أو مشردين من أعداء لكم أو مستجيرين، أو عابري سبيل أو طالبي علاج أو نقاهة فصدر البيت لكم، فهكذا نحن ( إذا تتبدل الأيام حنا ما تبدلنا).
لقد تحدث الملك بلسان عربي مبين، فكان كلامه واضح يُسمِع مَن به صمم، الأردن للأردنيين، فهل أنتم منتهون؟
نحن مطمئنون لسلامة مستقبل وطننا ولا نخشى عليه شيء، فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين، ومع ذلك أقول:
وطني ليس بديل وأنا لست بعاجز
إنني الحارس والشعب مخارز

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)