TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إدارة الوقت في الجامعات الأردنية
13/12/2017 - 7:30pm

د. أحمد فرّاس العوران

أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية

دعنا ننطلق من القول بأن تجربة الفصلين الصيفين لم تكن مشجعة وهذا أقل ما يقال، وأن مجلس التعليم العالي يدركالواقع المالي الصعب للجامعات، الذي كثيراً ماتربطه الجامعات فقط بنقص الإيرادات الأمر الذييستحقالنقاش الجاد لمعرفة مدى واقعية هذا الربط،وأن مجلس التعليم العالي يدرك أن الخيارات يجب أن لا تكون على حساب المصلحة الاكاديمية للطالب، وأن لا تستبدل الأمور بقرارات تؤديبالجامعات إلى الابتعاد عن كفاءاتهاالاكاديمية الأمر الذي لم يعد ممكناً، وأن الإدارات الجامعية على كل مستوياتهاتؤمن بضرورة الحفاظ على المستوى الاكاديمي الحالي للطلبة وعلى نوعية الخريج والبرامج الدراسية بل وتعمل جادة على رفع سويتها أكثر فأكثر، فإنه لم يتضح للمراقب لماذا اقترح المجلس الكريم جعل الفصل الصيفي عشرة أسابيع بدلاً من ثمانية، ولم يتبين أيضاًما التغير المنتظر من إضافة أسبوعين على الفصل الصيفي. وبغض النظر عن هذاوذلك، دعنا نبين أنه في حالة العمل بالمقترح المذكور فإن عدد الاسابيع الدراسية في العام الواحد ستكون على النحو التالي: 16 أسبوع للفصل الأول ومثلها للفصل الثاني بالإضافة إلى 10 اسابيع للفصل الصيفي المقترح مما يعني أن مجموع عدد الأسابيع الدراسية في العام سيكون 42 أسبوعاً، وهذا يعني بدورهأن ما يتبقى أمام الإدارة الجامعية للإجازات وغير ذلكسينخفض إلى عشرة أسابيع فقط.
وفي المقابل دعنا نسأل المجلس الكريم عن رأيه فيتحويل ساعات جميع المحاضرات إلى ساعة ونصف (مع مراعاة خصوصية بعض المواد في بعض الكليات بما فيها المختبرات كما هو جاري الآن) مع ضمان القيام بكل الواجبات التعليمية كما هو الحال الآن دون أي خسارة بما في ذلك عدم خسارة يوم في الأسبوع (غالباً يوم الخميس)؟ وقد يقول قائل أنه لا يمكن فعل ذلك وإننا جربنا هذا الأمر سابقاً ولم نصل إلى نتيجة،بل وقد يقال أيضاً إن التجربة الحاليةلبعض الجامعات دفعتها إلى استخدام اليوم الخامس في الاسبوع للدراسات العليا مع أن هذه يمكن أن تدرس خلال الأيام الأخرى في الاسبوع مما يعطي الطالب حرية الاختيار كما هو معمول به في الجامعات الأخرى. ومع احترامنا للأصحاب هذا الرأي نقول أننا نعلم كل ما ذكر بل وأكثر منه، ومع هذافإننا نؤكد أن ما نقوله ليس ممكنناً وحسب بل وسهل التطبيق ويقدم فوائد عديدة لا يقدم أي منها أي بديل بما في ذلك بديل الفصل الصيفي المقترح. ودعنا نذكر في ما يلي واحدة من تلك الفوائد وذلك لضيق المقامليس إلا. وتكمن هذه الفائدة في أن عدد الاسابيع الدراسية في العام الواحد فيالبديل المقترح سيكون، بعد تحويل الحصص إلى ساعة ونصف، على النحو التالي: 13 أسبوعاً (88 يوماً) للفصل الأول ومثلها للفصل الثاني بالإضافة إلى 13 أسبوعاً للفصل الصيفي الذي سيكون والحال هذه فصلاً عادياً مما يعني أن مجموع عدد الأسابيع الدراسية في العام سيكون39 أسبوعاً أي أقل مما سيكون عليه الحال عند العملبالفصل الصيفي المقترح.
وبعبارة أخرى وباختصار إن ما نقترح تطبيقهوليس دراسته يُمكن أيجامعة من القيام بكل ما تقوم به الآن خلال الفصل العادي في أقل قليلاً من 13 اسبوعاً (88 يوماً) بدلاً من 16 اسبوعاً (112 يوماً) وتستطيع فضلاً عن ذلك أن تعمل فصلاً عادياً ثالثاً كاملاً مدته 13 اسبوعاً بدلاً من الفصل الصيفي المقترح بعشرة أسابيعالأمر الذي يضمن الأداءالأكاديمي المرجو، بل وسيبقى أمام الجامعة 13 اسبوعاً للإجازات وغيرها بدلاً من عشرة أسابيع وفقاً لما هو مقترح! ما أردنا قوله هنا هو أن الإدارات الجامعية إذا كانت مصرة على العمل بالبرنامج الصيفي، الأمر الذي لا نؤيده من منطلق أكاديمي من حيث المبدأ، فإنه يمكن جعله أطول مما هو مقترح وتوفير المزيد من الوقت في آن معاً.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)