طلبة نيوز

محمود ناصر عبدالله

"بيني وبين الجامعة قصة عشق" هي عبارة طرقت مسمعي وحملت في جعبتها الكثير من صفات قائلها الذي أتبعها بأخرى حطت كتأكيد صادق على أن جل وقته الذي يقضيه في رحاب جوهرة الجامعات قائداً لمسيرتها يراه غير كاف أبداً، فاستطرد قائلاً "لو يصحلي ما بروَح من الجامعة وبظل فيها"؛ إذ يرى صاحب ذلك القول أن الارتقاء بالجامعة يستلزم منه أن يصل الليل بالنهار كي يحقق ما يصبو إليه لرفعتها وتقدمها، كيف لا وهو الذي نشأ فيها طالباً للعلم باحثاً عن المعرفة فتنقل بين قاعاتها وأروقتها يرمق الغد الزاهر لجامعته بعيني متفائل بمستقبل واعد لا يتحقق الا بسواعد أساتذتها وطلبتها وموظفيها، فحملته السنين بين طيات أيامها وتسارع أوقاتها ليجتاز سني الدراسة بتفوق ليمثل جامعته كمبتعث في صروح العلم العالمية، وينهل من العلوم والمعارف ليعود ويزرع ما تعلمه في جامعته التي عشق، فبادلته هي العشق نفسه وفتحت له ذراعيها ليرقى سلم الإنجاز ويصعد بها رئيساً لقسم هندسة الحاسوب، فمديراً لمركز الحاسوب ومن ثم عميداً مؤسساً لكلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات فنائباً لرئيس الجامعة، ليعتلي بعدها رأس الهرم التنظيمي فيها ليتحمل عبء مسؤولية قيادة مسيرتها رئيساً لجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، لتكتمل عناصر حكاية الطالب الذي خطا خطواته الأولى بين جحافل الطلبة من زملائه ليخترق صفوفهم بامتيازه وإبداعه وسعيه الدؤوب واضعاً نصب عينيه الارتقاء بوطنه عبر النهضة العلمية فيه .
إنني وإن فصلت الحديث فقد أوجزته لدماثة خلق الشخص المعني بكلامي ولغتي، وعندما أتحدث عن رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الأستاذ الدكتور عمر الجراح فإنني لا أتحدث بصدد التملق أمام الملأ ولا أناقش من خلال هذا الطرح الشخوص بقدر ما أردت ان ألفت النظر لضرورة دعم الفكر الرائد لدى أبناء هذا الوطن من المتفوقين الذين يحملون رسالة سامية لنحقق وإياهم رفعة الاردن كما ترتئيها القيادة الهاشمية. أتحدث عنه راوياً قصة نجاح أحد أبناء هذا البلد الذي خرج من رحم هذه الأرض حاملاً كل معاني العروبة من ولاء وأخلاص متحلياً بأخلاق المسلم، ولأن أرضنا خيرة فقد ميزته ووضعته في موقع المسؤولية ليحمل عن كاهلها عبء قيادة مسيرة العلم والمعرفة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وأنه لحريٌ بنا نحن أبناء هذه الارض الطيبة أن ندعم مثل هذه النماذج الناجحة وأن نكون يد عونٍ لهم بعيدين كل البعد عن نعرات الشللية والمحسوبية والخلافات الشخصية وألا نسقط في وحل المهاترات فيتبدد الاهتمام عن تحقيق الهدف الرئيس الذي تنشده قيادة الدولة بالاستثمار بالشباب والعلم وهو أمرٌ يستلزم منا أن نأخذ بيد المبدعين من أبناءنا الناجحين ليخوضوا عباب الطريق للمستقبل الواعد بكل ما يحتمل من تحديات ليصلوا بأردننا لبر الأمان وألا نكون حجرعثرة في طريقهم فهم من حملوا أمانة العلم بكل إخلاص وإنسانية وموضوعية لما تنطوي عليه تلك الرسالة من معانٍ سامية ونبيلة علينا نشرها في مجتمعاتنا. من الواجب علينا اذاً نحن جميع العاملين في صروح العلم التعاون والتكاتف مقدمين المصلحة العامة على المصالح الشخصية لنكون قادة التغيير في مجتمعاتنا مجمعين على أن العلم ينهض بفكر حامله .

لقد إدرك المعني هنا بهذه السطور، الاستاذ الدكتور عمر الجراح رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية، أهمية رسم خطط طويلة الأمد تهدف لإحداث المزيد من التطور والنجاح للجامعة فقام بإعداد رؤية مستقبلية تعتمد مبدأ الخروج عن الأنماط التعليمية والادارية التقليدية وتستند على دعم الإبداع والابتكار لدى الطلبة، فقاده ذلك لضرورة إجراء تغيرات في مواقع عده لإعادة ترتيب مكونات البيت الداخلي وتوزيع الكوادر البشرية المؤهلة كل بما يخدم الموقع الذي يوضع فيه، فالجامعة تحتاج للعمل بروح الفريق الواحد المنسجم والمتجانس حتى تتحقق تلك النظرة المسقبلية المرتكزة في مبادئها الأساسية على دعم مراكز التمييز والسعي لتحسين تصنيف الجامعة الدولي لتتبوأ مكانتها بين الجامعات العالمية المرموقة والعمل لتحقيق المزيد من الشراكات العالمية لكسب المزيد من الطلبة المبدعين والموهبين من خلال إيجاد بيئة جاذبة وصديقة للطالب تدعم بناء شخصيته وتحسين مهاراته المعرفية. هي رؤية تعزز فكرة أن الطالب هو المحور الاساس في العملية التعليمية وتبين أن الجامعة كمنظومة تعليمية بأساتذتها وموظفيها ورئيسها إنما وجدوا لتأدية رسالة العلم والمعرفة وإيصالها بأمانة للطلبة وهي المهمة التي يجب ألا يشغلنا غيرها في البيئة التعليمية .
هو نداء ومن خلال هذا المقال لمن غاب لديهم حس الادراك بأهمية تحقيق المصلحة العليا للمؤسسة أن انأوا بانفسكم عن الشخصنة وتأويل الإجراءات الخادمة لمصلحة العمل واستغلالها لبث جو مفعم بالكراهية هي دعوة محضة لأن كونوا جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة أو المشكلة بحد ذاتها.